جلالة الملك: على ناشطي السلام الإسرائيليين التحرك السريع للاستفادة من فرصة السلام المتضائلة

10 آيار 2007
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني لعدد من قادة الرأي وناشطي السلام الإسرائيليين ضرورة عملهم السريع والمكثف للاستفادة من فرصة السلام المتضائلة في المنطقة والعمل على ترويج مبادرة السلام العربية بين أوساط الإسرائيليين.

جاء ذلك خلال لقاء قصير لجلالته اليوم مع هؤلاء الناشطين خلال لقاء دعا إليه رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي رئيس مركز المستقبل العربي لدراسات الديمقراطية والسلام في عمان لبحث وضع أجندة للعمل على تحريك عملية السلام والترويج للمبادرة العربية تمهيدا للقاء موسع دعا اليه الدكتور المجالي يعقد الأسبوع المقبل يضمهم مع نظرائهم من قادة الرأي والمفكرين الأردنيين والفلسطينيين.

وضم هؤلاء الناشطون أكاديميين وممثلين عن مراكز بحثية ومؤسسات مجتمع مدني تعنى بالسلام إضافة الى أعضاء سابقين وحاليين في الكنيست الإسرائيلي.

ومن جانبه قال الدكتور المجالي أن التحدي أمام المؤمنين بالسلام يتمثل في إحياء عملية السلام في قلوب الناس إن لم يكن على جدول أعمال السياسيين، مضيفا أن التحديات أمامنا واضحة ولهذا..فلنتفق على الاتجاه الذي يجب أن نسلكه".

وشدد الدكتور المجالي على الموقف الأردني القائل أن عملية سلام تؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة مصلحة وطنية اردنية، معربا عن أمله بان لا يكون الفلسطينيين والإسرائيليين قد ابتعدوا عن هذا الهدف الذي نشترك فيه وندافع عنه.

وقال إن مبادرة السلام العربية قرار جريء من جانب العرب يجب أن يقابل بمثله من الطرف الآخر بحيث يقوى معسكر السلام لدى الجانبين، مضيفا أن هذه المبادرة يمكن أن توفر الدعم والالتزام السياسي من جانب العرب لمساعدة المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل الى اتفاقيات يكون فيها الجميع رابحين.

وركز الإسرائيليون على أن غالبية الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون السلام ولكنهم غير مؤمنين بإمكانية تحقيقه، وغير واثقين بالطرف الآخر وبوجود شريك مناسب للسلام فيه، وهكذا نادت عدة أصوات إسرائيلية في الاجتماع, العرب باتخاذ خطوات دراماتيكية للوصول الى الإسرائيليين, تتمثل في قيام زعماء عرب بزيارة إسرائيل أو مشاركة مواطنين من دول عربية أخرى، إضافة الى الأردن ومصر في لقاءات ناشطي السلام.

وطالبت معظم الأصوات المشاركة بإقناع الإسرائيليين ان ما هو مطروح ليس فقط حاجتهم للسلام بل إمكانية تحقيق شيء ما أيضا، قائلين ان غالبية الإسرائيليين يقرون بضرورة إعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة والتوصل الى حل لجميع جوانب الصراع.

وقالوا انه يجب إقناع الإسرائيليين ان المبادرة العربية جهد حقيقي وخطوة استثنائية تعالج كل شيء يريده الإسرائيليون، مشيرين الى أنهم يدركون انه لا يجوز إلقاء عبء السلام كله على الدول العربية، ولكن للأسف ما يحتاجه الإسرائيليون هو "ان تأتوا الى إسرائيل أو تتواصلوا معهم".

ورد الدكتور سمير مطاوع على هذه المطالبات بقوله..ان كل ما نسمعه هو ما يجب على العرب ان يفعلوه بدون ان نسمع اقتراحات حول ما يجب على الإسرائيليين ان يفعلوه لتطبيع علاقاتهم مع الفلسطينيين أولا وإقناع العرب أنهم يريدون العلاقات الطبيعية والسلام مع جيرانهم.

وشدد وزير الخارجية الأردني الأسبق هاني الملقي على ان الإسرائيليين يخاطرون بهذا التردد والمطالبات بانسحاب دول عربية من المبادرة لان السلام لا يشكل شيئا ملحا لها.

وقال رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق أبراهام بورغ..إن فرص السلام تزداد بعد الفشل في الحرب، داعيا الى استغلال هذه الفرصة التي يشعر فيها الإسرائيليون أنهم ليسوا قوة مطلقة لا يمكن هزيمتها في المنطقة.

وقال النائب في الكنيست الحاخام ميخائيل مليكيور..إن الكل يعرف بالضبط شكل الحل النهائي ويعرف أين نحن والى أين سنصل ولكن المعضلة هي كيفية ردم الفجوة بين الاثنين.

وأكد مليكيور ان الفرصة الموجودة الان فرصة ذهبية ولكنها ربما تكون قصيرة جدا، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس معه تفويض الان للتفاوض باسم جميع الفلسطينيين وهذا مصدر قوة يحدث للمرة الأولى.

وشدد المشاركون على ضرورة التوجه الى المتشككين في الجانب الإسرائيلي لإقناعهم بان العرب لا يريدون تدمير إسرائيل، وتجاهل أمر دعاة الكراهية لأنهم حالة ميئوس منها.

كما شدد الجميع على ان الوقت عامل حاسم لا يعمل لمصلحة السلام بل يقوي المتشددين، فالوضع غير مستقر خاصة مع الوضع المتردي للفلسطينيين في أراضي السلطة الفلسطينية.

وقال المشاركون ان أي رئيس وزراء إسرائيلي لن يفعل شيئا من اجل السلام بدون ضغط من الشارع.

وشرحت عضو مركز حركة السلام الإسرائيلية الإقليمية شارون دوليف مبادئ حركتها التي أنشئت للترويج للمبادرة العربية بين أوساط الإسرائيليين على أساس أنها لمصلحة إسرائيل وتريد إنهاء الصراع ووضع أسس الدولة الطبيعية التي تعيش بسلام مع جيرانها.