جلالة الملك: على الشباب التخلي عن دور الاغلبية الصامتة والمشاركة في التنمية السياسية

عمان
29 آذار/مارس 2004

حث جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الشباب الاردنيين على التخلي عن دور الاغلبية الصامتة والتقدم للعب دور حيوي هام في عملية التنمية السياسية.



وقال جلالته مخاطبا مجموعة من شباب الجامعة الاردنية الذين تمنوا على وزارة التنمية السياسية اشراكهم بهذه العملية "انتم تتحملون جزءا من مسؤولية تعثر وبطء هذه العملية باختياركم سلبية الاغلبية الصامتة وعدم المشاركة في الحياة العامة."



وقال خلال لقاء غداء مع خمسة وعشرين شابا متفوقا من شباب الجامعة الاردنية "يجب ان تتعلموا المشاركة في جميع انواع الانتخابات التي تعنيكم" مضيفا انه يريد ان يرى تاثيرا قويا للشباب في الانتخابات النيابية المقبلة الذين عليهم انتخاب نائبهم بناء على برنامجه السياسي والاقتصادي بعيدا عن الاعتبارات الجهوية والعشائرية.



وقد اكد جلالته خلال اللقاء انه معني بالاستماع الى اراء جيل الشباب في موضوع الاصلاح السياسي والاقتصادي والتفكير معا لما فيه مصلحة الاردن ومستقبله، مطالبا الطلاب بالحديث بكل حرية.



واكد جلالته ان رئيس الحكومة يسعى الى اشراك الشباب في الحوارات والمناقشات الدائرة حاليا بتطوير الحياه السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الاردن.



وقد اظهر الطلاب قدرا كبيرا من الحرية والجرأة في الطرح اثناء تناول شتى القضايا المطروحة من سياسية واقتصادية وعلى الساحة الجامعية والمحلية والاقليمية.



الطالب اسامة سلامة اكد ضرورة ان تكون الديموقراطية كاملة وان يبدأ الطلاب بتعلمها من المرحلة الجامعية منتقدا عملية تعيين نصف اعضاء مجلس الطلبة ومطالبا بانتخاب كامل اعضاء المجلس.



كما انتقد الطلاب ضعف دور المجلس الاعلى للشباب في معالجة قضايا الشباب في الجامعات والتعرف على احتياجاتهم.



وتحدث اطلاب عن موضوع مكافحة الفساد ومدى الجدية في ذلك.



وقد رد جلالته على ذلك بان الحكومة الحالية تعمل بقوة على محاربة الفساد وستكشف في المستقبل عن بعض القضايا التي يثبت التحقيق ان هناك شبهات فساد فيها.



واضاف ان اصلاح الوضع داخل الاردن يتطلب تطوير مجالي التعليم والقضاء وقد استثمر الاردن مبالغ طائلة مقارنة بحجم موازنته لتطوير التعليم ولكن هذا القرار اتخذ "لانني ادرك جدوى الاستثمار بكم كجيل للشباب تشكلون الثروة الحقيقية للاردن."



وكان جلالة الملك عبدالله قد افتتح اليوم مكتب صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية-الارشاد المهني في الجامعة الاردنية بحضور وزير البلاط الملكي الهاشمي ووزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير التعليم العالي ومدير صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية - الارشاد المهني.



ويهدف الصندوق الى توفير قاعدة بيانات عن احتياجات سوق العمل المحلي والاقليمي من الموارد البشرية والمواءمة بين مهارات الاتصال التي يتدرب الطلاب عليها مع الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل.



وياتي افتتاح المكتب تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله في ملتقى شباب الاردن الذي عقد تحت الرعاية الملكية السامية في البحر الميت في شهر ايار الماضي بايجاد حلقة للتواصل والشراكة بين الطلبة ومؤسسات المجتمع المدني، وايجاد الاليات والبرامج اللازمة في الجامعات لربط الخريجين بسوق العمل وتعريفهم به.



وقد استجاب لهذه المبادرة حتى الان سبعة عشرة جامعة اردنية اهلية وحكومية من اصل عشرين جامعة.



وقد بدأ صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بعقد برامج تدريبية شاملة لكافة العاملين في مراكز الارشاد المهني في الجامعات وتوفير الاجهزة اللازمة وعقد الدورات التدريبية للطلاب عن اعداد السيرة الذاتية واجراء مقابلات العمل وكيفية الحصول على فرص عمل وشارك في الدورات 1046 طالبا من الجامعة الاردنية.



وقال مدير مكتب الارشاد المهني في الجامعة فواز المومني ان المكتب استطاع توفير 62 فرصة عمل دائمة لطلبة الجامعة الاردنية في مؤسسات القطاع الخاص، كما استطاع توفير 78 فرصة عمل مؤقتة للطلاب تتراوح مدتها ما بين الشهر والستة اشهر في مؤسسات القطاع الخاص.



واضاف المومني ان المكتب ساهم في توفير التدريب التطبيقي لعدد كبير من الطلاب في مؤسسات القطاعين العام والخاص، كما يعمل على توفير قنوات الاتصال مع عدة مؤسسات للقطاع الخاص محلية واجنبية سيكون لها الاثر الايجابي في تدريب وتوظيف العديد من طلبة الجامعة وخريجيها.




وقد ابلغ جلالة الملك عبدالله الثاني الطلاب الذين التقاهم بان هدفه الذي يسعى اليه دائما هو كيفية خلق تكافؤ الفرص للجيل الجديد الذي يصنع الاردن اولا ودائما مضيفا جلالته انه يدعم ويسوق القدرات البشرية الاردنية دائما في كافة المنابر الدولية التي يتحدث فيها وفي كل لقاءاته.



واشار جلالته الى انه اتفق في اخر لقاء له مع رابطة القادة الاقتصاديين الاسيويين الجدد في ماليزيا الشهر الماضي على توفير فرص تدريبية للاردنيين في الشركات الاسيوية التابعة للرابطة.



من جانبه قال وزير التخطيط والتعاون الدولي باسم عوض الله ان مكتب الارشاد المهني سيعمل في المستقبل القريب على تنظيم معرض للوظائف في الجامعات الاردنية يوفر مكانا لالتقاء ممثلي القطاع الخاص بالكفاءات الشابة من الطلاب الذين هم على وشك التخرج الامر الذي يعطي الطلاب فكرة عن العروض المتوفرة في سوق العمل ويعطي القطاع الخاص فرصة استقطاب الكفاءات الواعدة.



وعلى صعيد ذي صلة وبناء على توجيهات جلالته لمجلس امناء مجلس صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية يعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي عصام زعبلاوي ومدير الصندوق طارق عوض يوم غد عن تفاصيل برنامج "النافذة التمويلية لدعم الابداع والتميز" الذي يعمل على تمويل منح دراسية للطلبة المتفوقين غير المقتدرين في الجامعات الرسمية.



ويستفيد من البرنامج 309 طلاب من الجنسين يتم اختيارهم وفق معايير يعلن عنها غدا.