جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في مقابلة مع رويترز يحذر الفلسطينيين من أن الانزلاق نحو حافة حرب أهلية قد يبدد آمالهم بقيام دولة فلسطينية

11 تشرين الأول 2006
عمان ، الأردن

حذر جلالة الملك عبدﷲ الثاني الفلسطينيين اليوم من أن آمالهم بقيام دولة قد تتبدد في غضون بضعة أشهر ما لم يتراجعوا عن الانزلاق نحو حافة الحرب الأهلية.

وقال جلالته في مقابلة أجراها الزميل سليمان ألخالدي مراسل وكالة رويترز في عمان.. إن على الفلسطينيين وضع خلافاتهم الداخلية جانبا ومواجهة التحديات الأخرى ومنها ما وصفه بمعسكر يميني متنام في إسرائيل يتبنى عقلية "إسرائيل القلعة" بدلا من الاندماج في المنطقة.

وقال جلالة الملك.. إن إسرائيل يمكن أن تستغل صراع السلطة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي فجر في الأسبوع الماضي أسوأ اقتتال منذ عقد من الزمن.. مضيفا جلالته إن هذا الصراع يمكن أن يزيد من معاناة الفلسطينيين ويحرمهم من حقوقهم الوطنية.

وقال جلالة الملك "علينا جميعا أن نعمل لمد أيدينا لإخواننا الفلسطينيين وحثهم لأخذ خطوة للتفكير لكي يروا أن هذا ليس الوقت للاقتتال" مضيفا جلالته "هناك الكثير الذي سنضحي به إذا فشلنا الآن ونجازف بدفع الطموحات الفلسطينية بعيدا بحيث ستأخذ وقتا طويلا لإعادتنا إلى حيث نريد وفي أثناء ذلك نكون جازفنا بمستقبل فلسطين".

وأشار جلالته إلى أن الوقت المتاح للتوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي المبني على مفهوم الدولتين، إسرائيل وفلسطين، يمضي سريعا.

وقال جلالة الملك "اعتقد بأنه بحلول النصف الأول من عام 2007 يمكن أن نستيقظ لواقع نجد فيه إن حل الدولتين لم يعد ممكن تحقيقه.. وماذا بعد ذلك".

وأضاف جلالته قائلا "في نظري.. إن حل الدولتين هو قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وهذا الأمر أصبح أكثر وأكثر ضبابية.. لقد كانت الصورة أكثر رسوخا ووضوحا حتى قبل فترة قصيرة من الزمن".

وقال جلالة الملك "اعتقد أن الوقت المتبقي على الأرض ليس طويلا, وجغرافيا, اعتقد أن هناك أقل وأقل من الضفة الغربية والقدس للتفاوض بشأنها" مؤكدا جلالته "نحن نريد العودة إلى حدود 1967، ونحن نتحدث عنها اليوم، ولكن هل سنتحدث عنها غدا.. وهنا يكمن الخطر".

وقال جلالة الملك "قبل عدة سنوات كان بالإمكان التوقع بمنطقية ما يمكن أن يحدث..أما الآن فقراءة الخارطة السياسية أصعب كثيرا..هناك لاعبون كثر, وباتت الأمور أكثر تعقيدا".

وقال جلالته إن خطة السلام العربية التي وضعتها دول منها الأردن والسعودية ومصر تتضمن الإسراع في "خارطة الطريق" للسلام والتي ترعاها الولايات المتحدة وتتيح فرصة لحل جوهر الصراع في الشرق الأوسط.

وتساءل جلالته "ما لم ندخل في حراك مع الإسرائيليين..فكيف سيكون المشهد بعد عامين من الآن". وقال جلالته إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت التي تواجه ضغوطا داخلية وخيارات صعبة في أعقاب حرب لبنان مع الانطباع السائد في الشارع الإسرائيلي بفشلها بإحداث نصر تعطى إشارات ايجابية لخطة السلام العربية.

وأضاف جلالة الملك عبد ﷲ الثاني "إن الإسرائيليين بعد لبنان يرون ألان فرصا في السلام مع الفلسطينيين لأجل مصالح إسرائيل المستقبلية".

وقال جلالته إن خطة السلام العربية تتضمن أيضا مساعدة الأطراف العربية للفلسطينيين في العملية التفاوضية وتمكينهم من انتزاع شروط أفضل على طاولة المفاوضات مع إسرائيل.

وأضاف جلالته بقوله "على العرب أن يخطوا للأمام لمساعدة الفلسطينيين، وعليهم أن يكونوا على قرب من طاولة المفاوضات عندما يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون سويا".

وأختتم جلالته "هناك فرصة كبيرة متاحة في خطة السلام, لكن هناك خطرا كبيرا في إضاعتها خصوصا إذا حصلت حرب أهلية".