جلالة الملك عبدالله: العنف سيستمر بدون إقامة الدولة الفلسطينية

عمان
08 أيار/مايو 2002

قال جلالة الملك عبد الله الثاني انه ما لم يتم معالجة المشكلة السياسية للقضية الفلسطينية وطالما لم تقم دولة فلسطينية قابلة للاستمرار أو يتم التوصل إلى صيغة توفر السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين فان العنف سيستمر.

وأضاف جلالته في مقابلة مع محطة `بي بي اس` الأميركية.. عندما شاهدنا توغل الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية قلت للإسرائيليين انه مقابل كل فلسطيني تقتلوه أو تجرحوه فسيولد مائة آخرون واننا لن نتمكن من الخروج من المأزق ما لم تحل المشكلة السياسية.. مشيرا جلالته إلى ان السبب الذي يدفع الناس للتضحية بأرواحهم هو عدم وجود أمل لديهم وان إعطاء الناس الأمل والمستقبل هو افضل استقرار نقدمه لهم.

وردا على سؤال حول إمكانية الرئيس عرفات على وقف عمليات التفجير التي يقوم بها الفلسطينيون قال جلالته.. لسوء الحظ عرفات لا يستطيع ذلك لانه لو نظرنا إلى الأمور من زاوية أخرى فان معدل البطالة لدى الفلسطينيين يبلغ 75 بالمائة و 65 بالمائة منهم يعيشون تحت خط الفقر.

ورفض جلالة الملك عبد الله الثاني المقارنة بين ما جرى في الحادي عشر من أيلول وما يجري من عمليات تفجير على الساحة الإسرائيلية وقال لقد ذهب الأبرياء في أحداث نيويورك أما في الضفة الغربية فان إسرائيل تحتل شعبا بأكمله منذ 35 عاما.. شعب لا يملك القوة والقدرة على تقرير مصيره ومسلوب الكرامة.

وأشار جلالته لقد سمعت تشبيه البعض لما يحدث في الضفة الغربية بما يفعله الأميركيون في أفغانستان مؤكدا ان هذا هو العكس تماما ففي أفغانستان يريد الأميركيون مساعدة الشعب الأفغاني لكن ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الاحتلال الذي يجب ان يزول. وعبر جلالته عن اسفه لهذه المقارنة والتلاعب باللغة للتأثير على عواطف الشعب الأميركي مؤكدا ان الأمرين مختلفين تماما ومن المؤسف أن يصور الموضوع بهذه الطريقة.

وأشار جلالته إلى ان عدد الضحايا من الجانب الفلسطيني اكبر بكثير من الذين يقتلون في إسرائيل. وفي معرض إجابته على ما حدث في مخيم جنين قال جلالته ان ما نقل إلينا من قصص مروعة لما حدث هناك يستدعي كشف حقيقة ما حدث في المخيم.

ودعا جلالته الولايات المتحدة إلى التدخل لحل الصراع لان ذلك في مصلحتها ومصلحتنا أيضا ان تحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن حتى لا يتم إقحامها في هذا الصراع.