جلالة الملك عبدالله الثاني يوجه كلمة لملتقى الجمعية الاسلامية لامريكا الشمالية

عمان
03 أيلول/سبتمبر 2005

قال جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمة وجهها مساء يوم امس الجمعة الى الملتقى السنوي الثاني والاربعين للجمعية الاسلامية لامريكا الشمالية: "ان الاردن يعمل مع المجتمع الاسلامي العالمي يدا بيد في التصدي للتفسيرات المتطرفة للاسلام."

مؤكدا أن أكبر أعداء الأسلام هم اولئك الذين يشوهون التعاليم التي أنعم بها علينا الله تبارك وتعالى ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام. وأضاف جلالته خلال الكلمة المسجلة التي بثت في الملتقى الذي عقد في مدينة شيكاغو الامريكية..ان الوقت قد حان للوقوف معا والتأكيد على ما قاله أعظم العلماء في تاريخنا..وهو عدم جواز تكفير المسلم لاخيه المسلم ..وان حياة وشرف وملك كل مسلم هي محرمات لا يجوز أن تمس. وأشار جلالته الى ان المسلمين يجابهون اليوم خيارات دقيقة سواء كانوا عربا او امريكيين او فرسا او اتراكا او مواطنين من شبه القارة الهندية او اندونيسيين او ماليزيين او افريقيين او اوروبيين او صينيين او مواطنين من اي بلد اخر..مضيفا "لقد حان الوقت لنا كي نعود الى تعاليم الاسلام الحقيقية ولتطبيق المباديء التي انزلها الباري جلت قدرته على النبي الامين محمد عليه الصلاة والسلام حول القضايا التي نواجهها في ايامنا هذه."

وأكد جلالة الملك ..أن مجتمع المسلمين في امريكا يقدم مثالا فريدا على الكيفية التي يمكن للمسلمين في ارجاء العالم اعتمادها للتعاضد والتالف. وقال جلالته خلال الكلمة ..ان ما يزيد على مائة وثمانين من كبار العلماء من ارجاء العالم اكدوا في اجتماعهم الذي عقد في الاردن في تموز الماضي على المبادئ السمحة للدين الاسلامي ..واعادوا التأكيد على المؤهلات الواجب توافرها فيمن يتصدون للفتوى ..مبينا جلالته ان المتطرفين يحاولون تبرير اجنداتهم السياسية باصدار فتاوى باطلة ..وان مثل هؤلاء يشوهون الاسلام.

وبين جلالته ..ان مسؤولية المسلمين أمام الله تعالى وأمام رسوله الكريم واخوانهم من بني البشر ادانة اولئك الذين يخرجون عن التقاليد الاسلامية العريقة.

وكان الاردن احتضن خلال شهر تموز الماضي اعمال المؤتمر الاسلامي الدولي الذي صدر عنه بيان من قبل أبرز علماء المذاهب الاسلامية السنية الاربعة والمذاهب الشيعية الجعفرية والزيدية والاباضية والظاهرية ومفكريها في بادرة وصفت بأنها الأولى من نوعها في العالم الاسلامي لترتيب اوضاع البيت الداخلي للامة والتوجه للاخرين بخطاب متوازن ومتقدم.

وقد أجمع علماء ومفكرو الدين الاسلامي في اختتام اعمال هذا المؤتمر ان كل من يتبع أحد هذه المذاهب هو مسلم لا يجوز تكفيره ويحرم دمه وعرضه وماله.

وفي سعي الأردن المتواصل لتوضيح حقيقة الدين الاسلامي أطلق خلال شهر رمضان المبارك من العالم الماضي رسالة عمان التي جاءت لتؤكد جوهر الاسلام ومبادئه النبيلة التي تدعو الى نبذ التطرف والارهاب والتأكيد على سماحة واعتدال الدين الاسلامي العظيم.