جلالة الملك عبدﷲ الثاني يلتقي جمعيات اهلية وفعاليات اقتصادية يابانية

09 كانون الأول 2005
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم في لقاءاته مع جمعيات اهلية وفعاليات اقتصادية يابانية تقدير الاردن للدور المتنامي لليابان في الساحة العالمية عموما ومنطقة الشرق الاوسط خصوصا. واضاف جلالته ان شعوب الشرق الاوسط ترحب بدور فاعل لليابان في عملية السلام وتقدر عملها على تقديم مساعدات فنية ومالية تحسن ظروفهم المعيشية.

واكد جلالته خلال لقائه مع رئيس واعضاء الهيئة الادارية لجمعية مدراء الشركات اليابانية (كيزاي دويوكاي) التي تضم في عضويتها الفا واربعمائة مدير لكبريات الشركات اليابانية حرصه على تعزيز العلاقات بين مجتمع الاعمال العربي ومجتمع الاعمال الاسيوي، بسبب اهمية منطقة شرق اسيا للعالم العربي.

وشدد جلالته على ان الاردن يعتبر بلدا جاذبا للاستثمار رغم صغر سوقه وذلك بسبب ارتباطه باتفاقيات تجارة حرة مع كبرى الاسواق العالمية. فهو من بين الدول القليلة في العالم التي ترتبط باتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة الاميركية وباتفاقية للشراكة مع دول الاتحاد الاوروبي. وعبر رئيس الهيئة الادارية للجمعية/ رئيس مجلس ادارة (اي بي ام اليابان) كاكوتارو كيتاشيرو عن تقديره لتصور جلالة الملك عبدﷲ الثاني عن مستقبل بلده وانخراطه المباشر في تمهيد الطريق الذي يقود الاردن الى مزيد من التقدم والازدهار.

واكد كيتاشيرو على ان ارتباط الاردن باتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الاميركية تشكل عامل جذب للاستثمارات اليابانية، خاصة وان رجال الاعمال يفضلون الاستثمار في بلاد تتميز بالاستقرار والامن وبالشفافية وانماط الحكم الرشيد. واوضح جلالته للجمعية ان تصنيف الاردن في التقرير العالمي للشفافية جاء متقدما على بعض الدول الاوروبية، ومع ذلك فالاردن لم يستكن الى هذا التقدم ولهذا فهو بصدد انشاء هيئة لمكافحة الفساد سيناقش مجلس النواب قانونها في دورته الحالية.

واستعرض جلالة الملك في لقاءين منفصلين مع رئيس واعضاء جمعية الصداقة البرلمانية الاردنية اليابانية وجمعية الصداقة الاردنية اليابانية الوضع الاقتصادي في الاردن مؤكدا انه يشهد انتعاشا ملحوظا منذ عدة سنوات الامر الذي اسهم، بالتضافر مع توفر البنية التحتية المناسبة والبيئة المساعدة، في جذب العديد من الاستثمارات العربية التي تهتم حاليا بالاستثمار في قطاعات السياحة والطاقة والنقل. وقدم رئيس جمعية الصداقة الاردنية اليابانية/رئيس مجلس ادارة شركة ميتسوبيشي "ميكيو ساساكي" تعازيه الى اهالي ضحايا العمليات الارهابية التي حدثت في فنادق عمان الشهر الماضي ,مؤكدا ان الاعمال الارهابية لا يمكن ولا يجوز تبريرها.

وعبر اعضاء في جمعية الصداقة البرلمانية الاردنية اليابانية عن تقديرهم وشكرهم للمساعدة التي قدمها الاردن خلال عملية احتجاز الرهائن اليابانيين في العراق والتسامح الذي ابداه الشعب الاردني تجاه المصور الذي تسبب "عن غير قصد" في مقتل اردني بما ادى الى اطلاق الياباني. كما اكد رئيس جمعية الصداقة البرلمانية الاردنية اليابانية "نوبوتاكا ماشيمورا" ان جمعيته ستعمل على مساعدة الاردن في ترويج الفرص الاستثمارية فيه بين رجال الاعمال المهتمين والحصول على المساعدات الفنية التي يحتاجها لتنفيذ عدة مشروعات مهمة.

واوضح نائب رئيس الوزراء/وزير المالية زياد فريز التطور الذي شهده الاقتصاد الاردني خلال العقد الماضي ليتميز حاليا بالتنافس الحر والاتجاه نحو التصدير وتقلص دور الحكومة في الاستثمار المباشر لتستعيض عنه بتشجيع حرية التنافس وضمانه في السوق.

من جانبها قالت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي ان الاستثمار في قطاعي الطاقة والنقل يمكن ان يشكل فرصا قوية لاستفادة المستثمرين اليابانيين وفي الوقت نفسه افادة الاقتصاد الاردني وتدريب الكفاءات الاردنية بما يسهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا اليابانية الى الاردن. وذكرت العلي ان الاردن بصدد خصخصة قطاع انتاج الكهرباء وتوسعة مصفاة البترول التي ينتهي امتيازها عام 2008، مشيرة الى امكانية بناء مصفاة اخرى لتكرير النفط اضافة الى استكشاف مصادر الطاقة البديلة مثل طاقة الشمس والرياح. اما في قطاع النقل فقد اشارت العلي الى مشروعات توسعة مطار الملكة علياء الدولي وسكة حديد عمان الزرقاء ونقل ميناء العقبة وتوسعته ليخدم كلا من الاردن والعراق، مضيفة ان مؤسسة تابعة للبنك الدولي تضع الشروط المرجعية لعطاء توسعة المطار، الامر الذي يؤكد اسلوب الشفافية الذي تنتهجه الحكومة الاردنية في التعامل مع المستثمرين. واضافت ان الحكومة الاردنية تتعامل مع البنك الدولي في مشروع سياحي في منطقتي عجلون والسلط. واكدت العلي حاجة الاردن لاصدقائه في اليابان ليتمكن من مواجهة مشكلتي الفقر والبطالة وتحقيق الرفاه الاجتماعي لشعبه.

من ناحيتهم عبر رجال اعمال اعضاء جمعية الصداقة الاردنية اليابانية عن اهتمامهم بعدة مشروعات داخل الاردن مثل مشروع سكة حديد عمان- الزرقاء لتحسين شبكة النقل العام، ومشاريع السياحة والمنتوجات الزراعية.