جلالة الملك عبدالله الثاني يلتقي الفعاليات الاقتصادية

عمان
08 نيسان/أبريل 2003

قال جلالة الملك عبد الله الثاني إننا سنواصل اتصالاتنا مع الدول العربية والصديقة من اجل وقف الحرب على العراق، وتأمين وصول المساعدات إلى الشعب العراقي الشقيق بالسرعة الممكنة.

وأكد جلالته خلال لقائه اليوم ممثلي الفعاليات الاقتصادية بحضور رئيس الوزراء ووزير البلاط الملكي الهاشمي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي وأعضاء الفريق الوزاري الاقتصادي، الحرص على أن تبقى العلاقات الأخوية مع أشقائنا العراقيين متينة في الحاضر والمستقبل.

واستعرض جلالته الجهود التي قام بها الأردن مع القوى الدولية لمنع الحرب على العراق. مشيرا إلى تأثره البالغ لما آل إليه الوضع في العراق نتيجة للغزو ولتعرض المدنيين الأبرياء للقتل.

وقال جلالته أن لدينا برنامجا لمساعدة الشعب العراقي الشقيق لتجاوز المحنة التي يمر بها. لكن جلالته أعرب عن أسفه لعدم تمكننا في الظرف الراهن ونتيجة لاستمرار العمليات العسكرية من إيصال المساعدات للشعب العراقي الشقيق.

وأكد جلالته على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في المملكة في هذه المرحلة لتجاوز آثار الحرب على القطاعات الاقتصادية الأردنية وخصوصا قطاعات السياحة والنقل والصناعة.

وبيـّن رئيس الوزراء علي أبو الراغب انه استجابة لتوجيهات جلالة الملك بشأن القطاعات المتضررة من الحرب على العراق، تم تشكيل لجنة لدراسة آثار هذه الأضرار وسبل تمكين هذه القطاعات من الاستمرار في عملها.

وثمـّن السيد أبو الراغب تعاون القطاع الخاص وتقدير ممثليه لهذه المرحلة وما ينجم عنها من أضرار على الاقتصاد الوطني نتيجة للحرب. لافتا إلى أن هناك قطاعات مختلفة بدأت تعاني من آثار الحرب وسنعمل على مساعدتها لتجاوز هذه الأزمة.

وأكد أبو الراغب متانة الاقتصاد الوطني وثقته بقدرته على تجاوز هذه المرحلة بما يمتلكه من عمق وقدرات للتعامل مع مثل هذه الظروف. مشيرا إلى أن الحكومة تولي الأمن الاقتصادي أهمية خاصة، إلى جانب الأمن الوطني والسياسي.

وقال إن تركيزنا حاليا ينصب بشكل خاص على المواطن وعلى العمالة، وبدأنا بإعداد منظومة للتعامل في الكيفية التي يتم فيها مساعدة القطاعات المتضررة، بحيث نقلل من تأثر العاملين بها.

وأشار إلى أن السياحة تأثرت بسبب الظروف التي مرت على المنطقة خلال السنوات الماضية، وزادت الحرب على العراق الأمر سوءا على هذا القطاع.

وقال أن هناك معادلات ستتخذها الحكومة للتعامل مع الأضرار التي تتأثر بها قطاعات النقل والصناعة والصادرات الأردنية التي كانت توجه للسوق العراقي في المنظورين القصير والبعيد. مضيفا أن خطتنا هي التركيز على عدم الاستغناء عن العمالة.

وبشأن موضوع النفط بين أبو الراغب أن الحكومة اتخذت كافة الاحتياطات لتأمين هذه السلعة الحيوية وتوفيرها في السوق الأردني في كل الظروف.

وثمن ممثلو القطاع الخاص الموقف المبدئي الذي اتخذه جلالة الملك عبد الله الثاني برفض الحرب على العراق، وبالجهود الدؤوبة التي يقوم بها جلالته لوقفها والتخفيف من آثارها على الشعب العراقي الشقيق.

كما أشادوا بالحرص الذي يوليه جلالته للقطاع الخاص باعتباره شريكا أساسيا في عملية التنمية إلى جانب القطاع العام.

وقال رئيس اتحاد الغرف التجارية العين حيدر مراد ان ممثلي القطاع التجاري يثمنون مساعي جلالة الملك لوقف الحرب على العراق، وإدانة قتل الأبرياء المدنيين، ودعوة جلالته للحفاظ على وحدة العراق ومكتسبات شعبه.

وأكد على أهمية تعزيز الموقف الأردني وتجنيب المملكة أية آثار سلبية ناتجة عن هذه الحرب.

كما شدد على دور القطاع الخاص في هذه المرحلة الصعبة واستعداد القطاع التجاري للإسهام في الجهود الوطنية من أجل توفير السلع والمواد الأساسية للمواطن الأردني.

من جانبه، عبر رئيس غرفة صناعة عمان د. حاتم الحلواني عن تقديره لجلالة الملك على ما أبداه من حرص على القطاعات الأردنية التي سوف تتأثر بالحرب على العراق.

وقال أن التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة يجب أن لا تثنينا عن السير قدما نحو المزيد من العمل والإنتاج وفقا للخطط الموضوعة، بحيث نحافظ على مقدرات ومكتسبات الوطن. مؤكدا أن التوازن الخلاق الذي يقوده جلالة الملك بين أولوية ما هو وطني وأولوية ما هو قومي هو موضع اعتزاز كبير من قبل أبناء الشعب الأردني.

وأضاف أن الأردن استطاع وضمن ظروف صعبة محيطة به ان يحقق خلال السنوات الثلاث الماضية نموا مضطردا في الناتج المحلي الصناعي وفي الصادرات الصناعية التي زادت بنسب قياسية تجاوز معدلها الـ 20% خلال السنتين الماضيتين.

وأوضح أن غرفة صناعة عمان ومن منطلق الحرص على استمرارية عجلة البناء والإنتاج في أردننا الغالي، فإننا نؤكد شراكتنا الكاملة مع الحكومة في تحمل المسؤوليات الجسام التي تواجهنا في هذه الظروف القاسية، ونحن نتعامل معها بروح الفريق الواحد من خلال تواصلنا الدائم مع المسؤولين والجهات المعنية.

كما جرى خلال اللقاء نقاش موسع تحدث خلاله وزيرا الصناعة والتجارة والنقل والسياحة والآثار ورئيس جمعية الأعمال الأردنيين ورئيس هيئة تنشيط السياحة ورئيس جمعية البنوك ونائب رئيس اتحاد شركات التأمين حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الظروف التي تمر بها المنطقة وآثارها على القطاعات الاقتصادية.