الزاوية الإعلامية
أعاد جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم تأكيده على ان السلام الدائم لا يمكن تحقيقه الا من خلال تسوية نهائية يتم التفاوض عليها بطرق سلمية وتستند على الشرعية الدولية مضيفا أنه "ليس هناك ما سيمنع تحقيق التقدم أكثر من اتخاذ موقف متفرج في الوقت الذي تحيق فيه كارثة انسانية بالشعب الفلسطيني".
وقال جلالته في خطاب افتتح به في مدينة البتراء اليوم اعمال المؤتمر الثاني للحائزين على جائزة نوبل في مختلف الميادين ان التعاون بين الاطراف المتنازعة غالبا ما يبدأ بافضل صورة في المجالات التي تشتمل على فائدة عملية وخبرة فنية، ونحن بحاجة الى ان نعزز مثل هذه التجارب والخبرات لدى الفلسطينيين والاسرائيليين.
وأكد جلالته أن جائزة نوبل نفسها حظيت منذ البداية بصيغة عالمية مفادها أننا جميعا نلعب دورا في تقدم العالم ورفاهه، وأن التغيير الحقيقي يتطلب افكارا وعملا وهذا ما سيفعله المجتمعون في المؤتمر على مدى يومين: طرق حل المشكلات بطريقة وقائية.
وحدد جلالته المحاور الثلاثة التي سيناقشها الحائزون على الجائزة اولها دعم التميز العلمي خاصة في العالم النامي مقترحا جلالته انشاء شبكة جديدة للتميز تربط بين مؤسسات البحث العلمي ومراكز المعرفة في العالم النامي يستطيع الحائزون على جائزة نوبل في المجالات العلمية ان يشرفوا على العمل ذي الجودة العالية في المجالات الاساسية الهامة مثل الطب والعلوم والبيئة، لما لهذا العمل من اهمية في تقدم البحث العلمي الذي يحتاجه العالم النامي.
أما المحور الثاني الذي اقترحه جلالته لمناقشات علماء نوبل فهو تقديم المساعدة في مجال التنمية المستدامة وتحقيق الاهداف التنموية للالفية الثالثة من خلال تحديد العوائق والحواجز وتعريفها وتوفير الخبرة العلمية وحشد الدعم للمشروعات الاساسية المهمة.
أما المجال الثالث الذي يجب أن ينصب اهتمامكم عليه فهو المساهمة في فض النزاعات. فالسلام بين الدول يعتمد على الثقة التي تُبْنى عندما يدرك الناس القيم والأهداف المشتركة.
وينظم المؤتمر الذي يستمر يومين صندوق الملك عبدﷲ الثاني للتنمية ومؤسسة ايلي ويزيل للانسانية.
وقال نائب رئيس الصندوق الدكتور باسم عوض ﷲ ان المؤتمر الحالي سيبني على ما بدأه المؤتمر الاول ويناقش وسائل عملية لتحقيق الرؤية التي تقف وراء هذا المؤتمر وهي الترويج للسلام والتعاون وخلق فرص اقتصادية ودعم البحث العلمي والابداع.
من جانبه قال رئيس مؤسسة ايلي ويزيل للانسانية ان العلماء والمفكرين والقادة أتوا الى المؤتمر لمناقشة الطرق والوسائل الكفيلة بتحسين الوضع الانساني الذي يواجه التهديدات من مآس من صنع الطبيعة وصنع الانسان.
وقال ان عنوان المؤتمر لم يختلف خلال هذين العامين لان العالم ما يزال في خطر متنام ولهذا فقد اقترح اضافة عنوان فرعي للمؤتمر هو السعي وراء الامل، معتبرا ان الامل هو العنصر الذي يجذب الانسانية للذرى التي تستحقها.
وقال ان الاهتمام بصالح الاخرين وايماننا بالامل هو ما يجمعنا في هذا المؤتمر، فنحن جميعا نسعى لتقدم الانسانية ولو خطوة الى الامام.
وخاطب ويزيل الفلسطينيين قائلا انه يعرف مأساتهم وألمهم ويأسهم ولكنه يطلب منهم تجاوز الألم لان العنف ليس هو الجواب في وجه كل هذه المعاناة، معترفا انه ليس من السهل الكلام عن الامل امام طفل يتألم ويتألم أهله معه.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين قضايا تتعلق بالتحديات امام الامن العالمي والتنمية الانسانية، وقضايا منع الانتشار النووي، والتعليم، والصحة، والفقر والتنمية الاقتصادية، اضافة الى الاستماع الى حديثين منفصلين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
وحضر افتتاح المؤتمر جلالة الملكة رانيا العبدﷲ واصحاب السمو الامراء فيصل بن الحسين وعلي بن الحسين ورعد بن زيد كبير الامناء ورئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ووزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان.