جلالة الملك عبدالله الثاني يعود فقراء عيمة في محافظة الطفيلة

عمان
10 تشرين الثاني/نوفمبر 2003

عادت الفرحة الى قلب المسنة سلطية العبد بعد ان تفاجأت بجلالة الملك عبدالله الثاني يحل ضيفا عليها في بيتها ويامر بدراسة وضعها والعمل على تحسينه.



ولم تستطع سلطية ان تخفي دموع الفرح وهي تروي لجلالته والغصة في حلقها ضنك العيش وعسر الحال اللذان لازماها منذ عشرات السنين بعد ان وجدت نفسها وحيدة تعيش في بيت مستاجر لا يقيها من حر صيف وبرودة شتاء.



هذه الارملة التي تتقاضى معونة مقدارها 33 دينارا واحدة من بين اربعة اسر اطل جلالته اليوم عليها في قرية عيمة بمحافظة الطفيلة في شهر رمضان المبارك حيث التعاطف والتراحم وتلمس حاجة المعوزين.



وفي بيوت القرية التي كواها الفقر واستفحل بين اهلها الجوع جلس جلالة الملك يستمع من مسنة وفقيرة وارملة هنا وهناك عن احتياجاتهن ومتطلباتهن اليومية ويامر مرافقيه من المسوءولين لتحسين ظروفهن والعمل على حل مشكلة الفقر في المنطقة مثلما امر بصرف مساعدات مالية فورية لاكثر من خمسين اسرة هناك وتحسين بيوت الفقراء.



وفي بيت ارملة الشهيد علي عقيل وقفت هلالة بشموخ ترحب بجلالة الملك الذي بادرها بالقول "سنقوم بالواجب" في تعبير من جلالته عن عظمة مرتبة الشهيد الذي دافع عن ثرى هذا الوطن وامر على الفور بصيانة بيتها وتحسين وضعها المعيشي. وتعيش هلالة مع والدها الطاعن في السن حيث تتقاضى 80 دينارا راتب زوجها التقاعدي من الجيش.



ولم يكن حال الارملة هنية السعود افضل من حال هلالة فهي تعيش في بيت مستاجر وتتقاضى 33 دينارا من المعونة الوطنية ويعيش معها ولداها وابنتها تترقب محسنا او متصدقا تطرد من خلالهما الجوع من بطون اطفالها كان لها هي الاخرى نصيب من زيارة جلالة الملك الذي امر بصرف معونة لاسرتها.



وفي بيت هنية السعود التي تعيش مع ولديها جلس جلالة الملك عبدالله الثاني يحاورها ويتلمس احتياجاتها فاوعز على الفور بدراسة وضعها الصحي ومعالجتها. هنية تعاني من مرض في الظهر منعها من السير على قدميها ويعيش معها ابنها وزوجته وعشرة اطفال يعاني هو الاخر من الشلل ويعمل في بلدية الطفيلة مقابل 120 دينارا شهريا يدفع منها اجرة بيته الشهرية. تقول هنية وكانت الساعة تشير الى الثانية والنصف ظهرا "والله لا اعلم ماهو افطارنا لهذا اليوم. اننا ننتظر محسنا او متصدقا يعطف علينا."



وبمثل قولها اخبرتنا ام الايتام نعمات سالم وقالت "ان زيارة جلالة الملك وايعازه بتحسين اوضاعنا المعيشية كرم هاشمي تعودنا عليه."



وتقع منطقة عيمة ضمن بلدية الطفيلة الكبرى وتبعد عن مركز المحافظة 10 كيلومترات ويسكنها نحو 4100 نسمة ويبلغ عدد المنازل فيها 690 منزلا. وتفتقر المنطقة للعديد من الخدمات الاساسية والبنى التحتية والشؤون الصحية والتعليمية ناهيك عن تفشي الفقر والبطالة بين سكانها.



وفي محافظة الطفيلة تفقد جلالته سير العمل في مشروع المنطقة الحرفية التي تنفذها بلدية الطفيلة الكبرى بتمويل من وزارة التخطيط بكلفة 200 الف دينار من مخصصات برنامج تنمية المحافظات لعام 2001.



واستمع جلالته الى شرح من مدير حزمة الامان الاجتماعي في وزارة التخطيط المهندس عمر الرافعي عرض فيه اقسام المشروع البالغة مساحته 30 دونما ويتالف من 30 مخزنا ومرافق اخرى. ويهدف المشروع الى توفير مكان لائق لاصحاب المهن المختلفة في المدينة وازالة الضرر الحاصل من المواقع الحالية لاصحاب المهن داخل المحافظة وايجاد فرص عمل جديدة لابناء المنطقة.



ووضع جلالته حجر الاساس لمشروعي المسلخ ومصنع الالبان الانتاجي اللذين يهدفان الى توفيرفرص عمل جديدة لابناء المحافظة التي تعد نسبة البطالة فيها من اعلى النسب في المملكة.



ويعول على مشروع انشاء المسلخ الذي تقدر كلفته بنحو 400 الاف دينار المحافظة على البيئة والرقابة النوعية وسيتم تصميمه وفقا للمتطلبات الصحية والبيئية الحديثة.



اما مشروع مصنع الالبان فينفذ ضمن برنامج تعزيز الانتاجية الاقتصادية والاجتماعية وينفذ من قبل جمعية مركزا الانماء "سي اتش اف" وتستفيد منه جمعية الجنوب التعاونية لتربية وتسويق وتسمين المواشي. وتقدر الكلفة الاجمالية للمشروع بحوالي 318 الف دينار يتضمن انشاء مصنع حديث لانتاج الالبان في المنطقة ومساعدة مربي الماشية على تسويق منتجاتهم كما ستتم الاستفادة من ايرادات المشروع لتنفيذ مشاريع تنموية جديدة يتم تحديدها من قبل المجتمع المحلي.