جلالة الملك عبدالله الثاني يعود إلى ارض الوطن

عمان
26 تشرين الأول/أكتوبر 2002

عاد الى ارض الوطن مساء اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني بعد زيارة دولة قام بها وجلالة الملكة رانيا العبد الله الى جمهورية المانيا الاتحادية استمرت ثلاثة ايام. والتقى جلالته خلال الزيارة التي رافقه فيها رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزراء الخارجية والمالية والتخطيط، ورئيس المعهد الدبلوماسي الرئيس الالماني "يوهانس راو"، والمستشار الالماني غيرهارد شرودر وأجرى معهما مباحثات تركزت على العلاقات الثنائية وجهود احياء عملية السلام وآخر تطورات الأزمة العراقية.

كما التقى جلالته الوزيرة الاتحادية للتعاون الدولي والتنمية هايدي ماري فيشوريك تسويل، وعددا من كبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الالمان والنواب على المستويين الاتحادي والاقليمي.

وعلى مستوى الولايات الالمانية التقى جلالته بعمدة برلين الحاكم ورئيس وزراء ولاية براندنبورغ ورئيس ولاية ساكسونيا السفلى ورئيس وزراء بافاريا ووزير الاقتصاد البافاري بالاضافة الى عدد من رجال الاعمال والاقتصاد.

ووصف السفير الالماني في عمان مارتن شنلر في حديث لوكالة الانباء الاردنية "بترا" زيارة جلالته لالمانيا بأنها مثمرة وستسفر عن نتائج ملموسة خلال الاشهر القليلة المقبلة؛ مشيرا الى وجود مواضيع تطرق اليها جلالة الملك في مباحثاته الاقتصادية يتوجب متابعتها.

وكان ممثلو الفعاليات الاقتصادية الالمانية أبدوا اهتماما - خلال لقائهم بجلالة الملك يوم الثلاثاء الماضي في برلين - لمعرفة المزيد من قطاعات الطاقة منها استغلال الصوف الصخري كاحدى بدائل وسائل الطاقة المقترحة وقطاع المياه والكهرباء والسياحة والبيئة.

ووصف هؤلاء الاقتصاديون الخطوات التي اتخذها الاردن للاندماج بالاقتصاد العالمي "بالحكيمة" وان معدل الصادرات الاردنية الى دول الاتحاد الاوروبي سيزداد خاصة مع دخول اتفاقية الشراكة الاردنية الاوروبية حيز التنفيذ مشيرين الى زيادة الصادرات الاردنية الى المانيا.

وأكد الاقتصاديون الالمان ان الهدف الذي يسعى اليه الجانبان الاردني والالماني ان تساهم المشاريع الالمانية في تحقيق الازدهار في الاردن.

وكان جلالته قد سعى خلال لقاءاته مع رجال الاعمال والاقتصاد الالمان امثال مسؤولي شركة سيمنز ومدينة العلوم والتكنولوجيا والاعلام الالمانية الى تحسين اواصر التعاون في مجالات الاستثمار والبحث والتطوير الصناعي والتقني بين الجانبين الالماني والاردني بحيث يستفيد القطاع الخاص الاردني من تجارب وخبرات نظرائهم الالمان خاصة وان الملتقى الاقتصادي الوطني في العقبة اوصى في نهاية اعماله الاحد الماضي بالتركيز على البحث والتطوير العلمي والتقني لزيادة تنافسية المنتجات الاردنية في الاقتصاد العالمي.

وقد ادت زيارة جلالة الملك الى التسريع في عقد اللجنة الاردنية الالمانية المشتركة للتعاون الاقتصادي لتصبح في كانون الاول المقبل بدلا من نيسان من العام القادم بحيث يتم تحديد المشاريع التنموية التي سيتم مبادلة الدين الالمانية بها في مجالات التربية والتعليم والمياه والتدريب المهني ووضعها على الموازنة الاردنية العام المقبل.

كما ان رئيس مجلس ادارة شركة سيمنز الالمانية سيقوم بزيارة استطلاعية الى الاردن في بداية العام المقبل بناء على دعوة من جلالة الملك للالتقاء بالمسؤولين في قطاع الطاقة المياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وكان المسؤولون الالمان قد ركزوا على الدور الهام الذي يلعبه الاردن بقيادة جلالة الملك لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتجنيبها مخاطر الانزلاق الى مزيد من الدمار والحرب مركزين على أن التنمية الاقتصادية لا تحقق بدون استقرار وسلام.

الرئيس الالماني وصف الاردن بأن له تأثيرا يصنع السلام في المنطقة كما امتدح عمدة برلين سياسة جلالته بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين وسعيه للتوصل الى حلول سلمية للقضايا المطروحة عن طريق التعاون والتنسيق في حين ان رئيس وزراء براندنبورغ قال ان الملك عبدالله هو الشريك المناسب لالمانيا لانه يلعب دورا محوريا في منطقة النزاع في اشارة الى منطقة الشرق الاوسط.

وفي اطار زيارة الدولة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني الى المانيا التقت جلالة الملكة رانيا العبد الله عقيلة الرئيس الالماني السيدة كريستينا راو، وضمن اهتمامات جلالتها في رعاية الاطفال وبرامج تمكين الشباب زارت جلالتها ترافقها السيدة راو مستشفى برلين الخيري الذي يعتبر من اكبر المستشفيات الجامعية في اوروبا.

واطلعت جلالتها على مشروع ينفذه المستشفى يوفر للاطفال المرضى الرعاية اللازمة وفرصة للتواصل مع الاطفال خارج المستشفى وفي انحاء اوروبا عن طريق الربط الالكتروني "الانترنت."