عهد جلالة الملك عبدﷲ الثاني، إلى سمو الأمير علي بن الحسين، بتأسيس المركز الوطني للأمن ولإدارة الأزمات.

وأكد جلالة الملك في رسالة وجهها اليوم إلى سموه، أن هذا المركز سيعمل ضمن إطار وطني على تنسيق وتوحيد جهودنا وقدراتنا لمواجهة ما قد يتعرض له بلدنا العزيز من أزمات وكوارث، وإدارة هذه الأزمات بمختلف أشكالها والتخطيط لمواجهتها.

وفيما يلي نص الرسالة:

بسم ﷲ الرحمن الرحيم

صاحب السمو الملكي الأخ العزيز الأمير علي بن الحسين حفظه ﷲ

السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته وبعد،

فيسرني أن أبعث إليك بأطيب تحياتي، وأن أعرب عن عميق محبتي لك أخا وأميرا هاشميا وجنديا من جنود الوطن المخلصين، وأنت موضع الثقة والإعتزاز، وأهلا لكل مهمة غايتها خدمة وطننا العزيز وحماية مصالحه. وقد كنت في كل المواقع التي تبوأت انموذجا في الإخلاص والتفاني ونكران الذات، حريصا على تقديم الافضل، إنطلاقا من ولائك الراسخ لوطنك، وإيمانك بضرورة بذل الغالي والنفيس، من أجل رفعته ودفع مسيرته المباركة، نحو المزيد من التقدم والازدهار.

أخي العزيز،

وإنطلاقا من إيماننا المطلق، بأن نمو بلدنا العزيز وازدهاره وسلامته ورفاه شعبنا الطيب، لن يتأتى إلا من خلال التعامل مع أمننا الوطني، من منظور شمولي يحقق هذه الأهداف النبيلة، ويوظف كل إمكاناتنا وطاقاتنا الوطنية، للمحافظة على إنجازات الوطن، ولما عرفته فيك من تحمّل للمسؤولية وما تتمتع به من رؤية ثاقبة، وقدرة على بلورة جهد وطني، تشترك فيه قواتنا المسلحة الباسلة ومؤسساتنا الأمنية ومؤسسات الدولة المعنية ونظرائها من القطاع الخاص، فإننا نعهد إليك بتأسيس المركز الوطني للأمن ولإدارة الأزمات، والذي أصبح ضرورة وطنية.

وسيعمل هذا المركز ضمن إطار وطني، على تنسيق وتوحيد جهودنا وقدراتنا، لمواجهة ما قد يتعرض له بلدنا العزيز، من أزمات وكوارث لا قدر ﷲ، وسيكون بعد إنجازه، عونا لنا في إدارة الأزمات بمختلف أشكالها والتخطيط لمواجهتها، ونثق بأن هذا المركز سيكون بجهودكم الخيرّة، قادرا على وضعنا بصورة الأحداث، وإطلاعنا على القضايا التي تؤثر في أمننا الوطني.

متمنيا لكم أخي العزيز التوفيق والنجاح في مهمتكم هذه، ونثق بأنكم ستنجزونها بكفاءة واقتدار خدمة لوطننا الغالي وشعبنا العزيز.

والسلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته،

أخوكم

عبدﷲ الثاني ابن الحسين

عمان في 14 محرم 1429 هجرية

الموافق 23 كانون الثاني 2008 ميلادية