جلالة الملك عبدالله الثاني يعرب عن قلقه جراء ازدياد الحوادث المرورية

عمان
14 كانون الثاني/يناير 2004

اعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن قلقه ازاء ازدياد الحوادث المرورية وما يتكبده الاردن من خسائر بشرية ومادية تنتج عنها.



وقال ان الحد من الحوادث المرورية ونتائجها الماساوية ينطلق من خطط واستراتيجيات علمية مدروسة تتعامل معها الجهات المعنية بالنقل والمرور والسلامة على الطرقات بحزم وجدية.



واكد جلالته خلال زيارته وجلالة الملكة رانيا العبدالله الى المعهد المروري الاردني يرافقهما رئيس الوزراء ووزير البلاط الملكي الهاشمي ووزير التخطيط والتعاون الدولي اهمية الوقوف على أسباب الحوادث المرورية في الأردن وتقديم التوصيات والحلول المناسبة لها ودراسة تأثيرها على سلوك السائق والالتزام المستمر برفع مستوى السلامة على طرق المملكة للحد من الخسائر
البشرية والاقتصادية.



واعرب جلالة الملك عن امله في ان تسهم برامج وخطط المعهد المروري في خلق حالة من الوعي والثقافة المرورية خاصة بين الاطفال ومستخدمي الطرق وسائقي المركبات.



وشدد على اهمية ان يصبح المعهد مركزا متميزاً في مجال التدريب والدراسات والتوعية المرورية على المستويين المحلي والعربي بما يخدم متطلبات وخطط السلامة المرورية في الأردن.



ولفتت جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال نقاش شارك فيه رئيس الوزراء ووزير البلاط الملكي الهاشمي ووزير التخطيط والتعاون الدولي ومدير الامن العام الى ضرورة زيادة التوعية المرورية عبر وسائل الاعلام ومن خلال المدارس والجامعات بحيث يشرف عليها مختصون في هذا الشأن.



وتشير احصائيات الامن العام الى ان حصيلة حوادث السير في العام الماضي ادت الى مقتل 850 مواطنا وخلفت وراءها 17 الف جريح بينهم ثلاثة الاف اصبحوا معاقين اضافة الى خسائر مادية بلغت 180 مليون دينار.



وقال مدير الامن العام الفريق اول ركن تحسين شردم .. ان المعطيات الحالية لوضع المرور في الاردن يتطلب وضع استراتيجية شاملة تتعاون فيها الجهات والموءسسات الرسمية والاهلية.



واضاف ان الواجب الذي تقوم به مديرية الامن العام هو واجب ردع المخالفين وتطبيق قانون السير في المملكة.



واشار الى ان الاستراتيجة التي سيتم وضعها تتضمن تدريب وتاهيل المعنيين بالنقل والمرور وزيادة حالة الوعي بين الاطفال على اخلاقيات المرور واهمية الالتزام بالانظمة والقوانين التي وضعت لحمايتهم.



وبين ان هذه الخطة تشارك فيها الشركات والموءسسات الاهلية بالتعاون مع الوزارات المختصة مثل وزارة النقل وامانة عمان الكبرى والبلديات ستعمل على ان يكون المرور منظما يحترمه الجميع ويعكس الوجه الحضاري للاردن وشعبه.



وقال ان الاستراتيجية ستركز على تامين ممرات امنة للمشاة والتدريب الصحيح للسائقين وتنظيم عملية المرور التي تسهم بدورها في الحد من الحوادث المتكررة.



وقدم مدير المعهد المروري العقيد جميل سليم ايجازا عن عمل المعهد وبرامجه التدريبية والتي تهدف الى تطبيق قوانين السير وتأهيل ورفع كفاءة العاملين في مجال المرور وزيادة الوعي المروري لدى كل شرائح المجتمع.



وبين ان المعهد يتولى اعداد وإجراء الدراسات والبحوث المرورية وتنفيذ خطط وبرامج التوعية والثقافة المرورية ووضع سياسات وخطط السلامة المرورية على المستوى الوطني اضافة الى تدريب وتأهيل السائقين بدورات متقدمة في قيادة المركبات وتأهيل مدربي وفاحصي السواقين وأعداد واقتراح التشريعات المرورية.



وقال ان العمل يجري حاليا على وضع مخطط شامل للأبنية والميادين والمختبرات بعد الإطلاع على التجارب العالمية وسيتم في ضوئها تقدير تكاليف ومتطلبات كل مرحلة.



ويشمل المخطط انشاء مركز تعليم وتدريب الأطفال ويهدف المركز إلى تعليم الأطفال وتدريبهم على الممارسات المرورية الصحيحة سواء كانوا مشاة ام ركابا أم سائقين على اعتبار أنهم سائقي المستقبل.



وتتضمن الخطة ايضا انشاء ميدان تدريب قيادة متقدمة يهدف إلى تدريب السواقين بدورات متقدمة على قيادة المركبات وفق ظروف الطقس والتضاريس المختلفة مثل المرتفعات والمنحدرات والمناطق الوعرة والقيادة على سرعات عالية وبشكل آمن وميدان التحكم والسيطرة وميادين تجارب السيارات وانشاء مختبرات فحص السيارات وميدان سيارات الكارتنج وحلبة سباق السيارات وحلبة سباق سيارات الفورميلا1.



ويتوقع ان يسهم المعهد بمراحله المختلفة تحقيق عوائد إجتماعية عبر المحافظة على أرواح المواطنين من خلال الحد من الحوادث المرورية وتحقيق عوائد بيئية في الحد من التلوث الناتج عن استعمال المركبات من خلال رفع مستوى ومهارات السائقين ورفع كفاءة الحركة المرورية اضافة الى تحقيق عوائد إقتصادية.



ومنذ تاسيسه عام 1996ساهم المعهد في إعداد 35 دراسة وورقة عمل من أهمها حوادث السير والاطفال والوعي المروري لدى طلبة المدارس الحكومية وحوادث المشاة في الاردن والسلامة المرورية في قطاع نقل الركاب واستخدام حزام الامان واسباب ارتكاب المخالفات المرورية وتأثيرها على سلوك السائق وتعليم وتدريب وفحص السواقين في الاردن.