جلالة الملك عبدﷲ الثاني يستقبل رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق

29 تشرين الثاني 2006
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن الأردن يقف على بعد مسافة واحدة من جميع أبناء الشعب العراقي بمختلف مذاهبهم الدينية وتوجهاتهم السياسية وأن مصلحة الأردن تكمن في مساعدة العراق وشعبه على تجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها واستعادة أمنه واستقراره.

وقال جلالته خلال استقباله اليوم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيد عبد العزيز الحكيم أن الأردن ومن منطلق علاقاته التاريخية بالعراق ومن مسؤوليته الدينية النابعة من الحرص على دماء المسلمين سيستمر بدعم العراق وشعبه لحماية وحدته.

وأوضح جلالته أن الأردن مستعد لتقديم كل الدعم اللازم لإنجاح جهود المصالحة الوطنية وعودة الوئام بين أبناء الشعب العراقي الواحد والوصول إلى إجماع سياسي بين العراقيين يعزز ثقتهم بسلطة الدولة ومقدرتها على حمايتهم.

وعبر جلالته عن استعداد الأردن أيضاً للمساهمة في الجهود الرامية لإعادة بناء العراق والاستمرار في التعاون في المجال الأمني بين البلدين.

وحذر جلالته خلال اللقاء من خطورة الاقتتال الطائفي في العراق مجدداً دعم الأردن لكل الجهود المخلصة الرامية لإخراج العراق من دوامة العنف التي يمر بها وعودته للعب دوره الفاعل والحيوي في المنطقه.

وفي هذا الإطار أشار جلالته إلى أنه سيعمل مع الدول العربية لتكثيف المساعي الهادفة لمساعدة العراق وشعبه على المضي قدماً في حث جميع مكونات الشعب العراقي على المشاركة في العملية السياسيه.

ودان جلالته استهداف العمليات الإرهابية التي تستهدف العراقيين وكذلك استهداف المقدسات الإسلامية في العراق بغض النظر إن كانت شيعية أو سنية وبعمليات الإرهاب والقتل والخطف التي ترتكب بحق أبناء العراق على اختلاف مذاهبهم.

وقال جلالته أن المسؤولية الملقاة على عاتق علماء الدين في العراق والعالم الإسلامي هي مسؤولية كبيرة لإيضاح أن ما يجري في العراق من قتل ودمار ينافي مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للتسامح والسلام.

وفي هذا السياق شدد جلالته على مضامين رسالة عمان التي أطلقها الأردن في شهر رمضان من عام 2004، والقائمة على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام التي تدعو إلى الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف.

ووصف جلالته خلال اللقاء العلاقات بين الأردن والعراق بالتاريخية داعياً إلى تعزيزها في مختلف المجالات.

من جهته عبر السيد الحكيم عن شكره لجهود جلالة الملك المناصرة للعراق وشعبه مشيداً بمساعي جلالته لتعزيز مناخ الأمن والاستقرار في العراق.

وقال إننا نعتز بالدور الإيجابي للأردن من أجل المساعدة في بناء العراق الديمقراطي مؤكداً أن العملية السياسية في العراق هي نتاج رغبة ملايين من أبناء الشعب العراقي وأن غالبية العراقيين يدعمونها.

وأشار إلى أنه لا عودة بالعراق إلى الوراء وقال إننا نتطلع في العراق إلى دعم العالم العربي والوقوف إلى جانب شعبه.

وأضاف أن من مصلحة العرب أن لا يبتعدوا عن العراق وأن عليهم أن يتفهموا طبيعة الظروف التي يمر بها هذا البلد.

وحضر اللقاء سمو الأمير علي بن الحسين وسمو الأمير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي.

كما حضره عضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والنائب في البرلمان العراقي سماحة الشيخ الدكتور همام الحمودي ووزير الدولة لشؤون الحوار الوطني الدكتور أكرم موسى الحكيم والمستشار السياسي لرئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيد محسن عبد العزيز الحكيم وعضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيد رضا جواد تقي.

يشار إلى أن لقاء جلالة الملك مع الحكيم يأتي في خضم الحراك السياسي الذي تشهده عمان في هذا الوقت وقمة جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي سيجتمع أيضاً مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في لقاء مرتقب في عمان لبحث ترتيبات أمنية جديدة بهدف تطويق حالة الانفلات الخطير للوضع الأمني في العراق.