جلالة الملك عبدالله الثاني يزور مستشفى البشير بشكل مفاجئ للمرة الرابعة

عمان
16 شباط/فبراير 2004

في رابع زيارة مفاجئة يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى مستشفى البشير اطمأن جلالته على سير العمل في قسم الطوارئ والاسعاف التابع للمستشفى وعلى التحديث الذي طرأ على القسم منذ الزيارات الثلاث المفاجئة التي قام بها جلالته الى المستشفى قبل ثلاث سنوات.



ويحتوي القسم الذي تتم الان توسعته على اربعة اجنحة للعظام والاطفال والباطنية والجراحة مثلما يحتوي على خدمات متكاملة مثل عيادة للاشعة وصيدلية وقسم للمحاسبة يوفر على المراجعين عناء التنقل من مكان الى اخر.



وقد قام جلالته يرافقه وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي بتفقد هذه الاجنحة والمرافق واستمع الى شرح عن التحديث الذي جرى على القسم مثلما استمع الى مطالب المراجعين.



وكان جلالته قد امر خلال الزيارات المفاجئة السابقة بتحسين وضع قسم الاسعاف والطوارئ من خلال زيادة الكوادر الطبية من اطباء وممرضين وتوسيع المبنى وزيادة عدد الغرف وانشاء مختبر قسم للاشعة في الطوارئ اضافة الى حل مشكلة المصاعد حلا جذريا وهو الامر الذي اطمان جلالته على تحقيقه في هذه الزيارة.



وقد اكد جلالته خلال الزيارة انه يتفهم الطبيعة الخاصة للمشاكل التي تواجه هذا المستشفى مشيرا الى ان المشاكل التي راها خلال الزيارتين السابقتين قد حلت وان ما نسعى اليه حاليا هو تحديث المستشفى خاصة اذا اخذ بعين الاعتبار قدم المستشفى الذي بني قبل خمسين عاما.



ويستقبل هذا القسم ما بين 1200 الى 1500 مراجع يوميا في حين يبلغ عدد الاطباء العاملين فيه ومعظمهم اختصاصيون 28 طبيبا اضافة الى 53 ممرضة.



ويستقبل المستشفى مرضى من كل انحاء المملكة رغم ان معظم مراجعيه هم من شرق عمان اضافة الى المرضى من جنسيات غير اردنية حيث يقول مسؤولو المستشفى انهم لا يردون مريضا سواء كان مشمولا بالتامين الصحي ام لا مضيفين ان غير المؤمنين يدفعون كشفية الطبيب وهي ثلاثة دنانير ونصف الدينار للمريض وثمن العلاجات والخدمات الاخرى.



وحسبما ابلغ مدير الاسعاف والطوارئ الدكتور خالد الداوود جلالة الملك فان هذا الضغط الهائل على القسم اضافة الى الفارق الكبير بين عدد المراجعين وعدد الكوادر الطبية وممارسات بعض المراجعين تجاه موظفي المستشفى يؤدي الى مشكلة جديدة مهمة وهي تسرب الاطباء والممرضين الى حيث يجدون فرصة عمل اقل ضغطا على الاعصاب واكثر مردودا ماليا. واشار في هذا الخصوص الى ان اطباء البشير وممرضيه يتقاضون رواتب اقل مما يتقاضاه الطبيب في المستشفيات الاخرى بعضها تابع للقطاع العام. وقال ان وزارة الصحة وعدت بتحسين اوضاع العاملين في المستشفى وزيادة الحوافز التي تتناسب مع الجهد المبذول متمنيا ان يكون اهتمام جلالته بالمستشفى حافزا للوزارة للاسراع في هذه الخطط التي قد تؤدي الى تقليل تسرب الكفاءات من المستشفى.



واكد الداوود ان الفرق كبير بين ما كان عليه البشير في الزيارتين الملكيتين السابقتين والمرحلة الحالية التي تشهد تطورا كبيرا من ناحية التوسعة والتزويد والتوظيف.



ويعد مستشفى البشير اكبر مستشفى تابع لوزارة الصحة في المملكة حيث يحتوي على 811 سريرا ويستقبل سنويا مليون مراجع.. كما يختلف المستشفى عن غيره في انه يستقبل جميع الحالات الجرمية من مشاجرات واعتداءات.



وقال الدكتور الداوود للصحافيين ان مديرية الامن العام وضعت مفرزة من 25 فردا لضبط الامن في المستشفى وحماية العاملين فيه من تعديات البعض.



وفي حديث للصحافيين قال مدير مستشفى البشير الدكتور اسامة سماوي ان الهدف من اعمال التوسعة والانشاءات الجديدة هو اعادة تأهيل المستشفى ورفع مستوى خدماته بعد خمسين عاما من بنائه وليس زيادة عدد الاسرة فيه، مشيرا الى ان المبنى الجديد الذي يتم تنفيذه الان بكلفة 5ر13 مليون دينار يتكون من تسعة طوابق تشمل عدة اقسام منها الاطفال والنسائية والتوليد ومختبرات وقاعات للتدريس.



ويتوقع الانتهاء من هذا المبنى في منتصف العام الحالي. وقال ان قسم الطوارئ يتم توسيعه على مرحلتين الاولى على وشك الانتهاء والثانية تشمل بناء توسعة للطابق الثاني لانشاء قسم للانعاش والعناية المركزة وقسم لجراحة العظام.



واكد الدكتور سماوي ان الطريقة الوحيدة لتخفيف الضغط على البشير هي في المستشفيات الجديدة في المنطقة مثل مستشفى الامير حمزة في منطقة طارق الذي يتوقع ان ينتهي العمل به قريبا.. مشيرا الى ان المستشفى يتعاون حاليا مع مستشفى المواساة في ماركا ومستشفى الحياة العام في حي نزال حيث يتم تحويل بعض المرضى اليهما اذا لم تتوفر اسرة في البشير.



واشار الى وجود عاملين يؤديان الى زيادة الضغط على البشير وهما الزيادة الطبيعية للسكان وتحسين الخدمات المقدمة موضحا ان جهاز تفتيت الحصى الذي ادخله المستشفى قبل اربعة اشهر نفذ حتى الان 550 عملية تفتيت بسبب جودة الجهاز الذي يعد الاحدث في كل مستشفيات المملكة الخاصة والحكومية وبسبب تدني اسعار هذه العملية مقارنة بالتي تتقاضاها المستشفيات الخاصة.



يذكر ان مستشفى البشير الذي يحتوي على اجهزة طبية متطورة للغاية في كافة التخصصات يستقبل يوميا 16 الف مراجع ما بين مريض ومرافق يخدمهم 3 الاف موظف ما بين طبيب وممرض وفني واداري.



وحول مشروع حوسبة المستشفى قال الدكتور سماوي ان الاقسام التي يتم فيها المشروع هي سجل المرضى والمحاسبة ونظام الادخال (التزويد) ونظام الصيدلية وشؤون الموظفين والعيادات الخارجية. واشار الى ان حوسبة سجل المرضى بدا يعطي نتائج مهمة للغاية تتعلق باعداد المرضى ونسبة انتشار الامراض وطبيعتها.