زار جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها "موارد" وطالب الحكومة بتقديم الدعم المطلوب لها للاسراع في تنفيذ مشروعاتها التي ستنعكس ايجابا على رفاه المواطن ومستوى معيشته.



وطالب جلالته القائمين على المؤسسة بالتعاون مع وزارة البلديات لوضع كود مناسب للبناء في المدينة الجديدة في الزرقاء "المدينة

الحدائقية" المقامة مكان معسكرات الجيش وذلك لضمان ان يكون البناء متناسقا يحقق الراحة لسكانها والجمالية المطلوبة للمنطقة.



واكد مدير "موارد" اكرم ابو حمدان ان المؤسسة تنوي انشاء مدينة سكنية عصرية متكاملة على نظام البيوت المستقلة التي تحيط بها

الحدائق من الامام والخلف.. وستبدا بالمشروع الريادي اولا على مساحة 2500 دونما مشيرا الى ان اعمال البنية التحتية في

المشروع حسب متطلبات المخطط الهيكلي بدأت في آب الماضي ويتوقع الانتهاء منها في الربيع المقبل.



واوضح ابو حمدان ان المخطط الهيكلي للمشروع الريادي يفرض تقسيم الموقع الى 36 بالمائة مناطق سكنية و20 بالمائة مناطق

تجارية و 8 بالمائة حدائق ومتنزهات و29بالمائة طرق و 7 بالمائة خدمات عامة. ويتوقع ان يستوعب هذا المشروع نحو 23 الف

نسمة في عام 2012. وقال ان المشروع بمجمله يشكل منطقة حيوية متنوعة الاستخدامات وبقيمة استثمارية عالية بحكم محاذاته

للوسط التجاري الحالي لمدينة الزرقاء حيث سيستوعب المشروع الزيادة السكانية المتوقعة حتى العام 2025 والحاجة الماسة
للمدينة للتوسع والتخلص من الازدحام الذي تعاني منه.



كما سيساعد المشروع على حل الازمة المرورية في المنطقة من خلال ربطه بالطرق المحلية والاقليمية المحيطة به مما سيساهم في

التنمية الشاملة للمنطقة وتاهيل الزرقاء اضافة الى خلق فرص استثمارية مشجعة لقطاعي الانشاءات والخدمات.



ويهدف المشروع الذي تبلغ مساحته الاجمالية 25 الف دونم الذي ينفذ على ست مراحل متتالية الى خلق بيئة عمرانية سكنية متكاملة

بخدماتها ومرافقها وفق مواصفات ومعايير دولية شاملا بذلك الحدائق والمتنزهات والنوادي اضافة الى المدارس ومستشفى والمراكز

الصحية والاجتماعية والثقافية والاسواق التجارية.



وسيكون "سوق باب المدينة" من المعالم المميزة للمشروع الريادي حيث يشكل البوابة الغربية للمدينة الجديدة. ومن المتوقع ان تبلغ

مساحة هذا السوق 35 الف متر مربع ويقع ضمن ساحة احتفالية مرتبطة بالمدينة الحالية.



ويشكل جامع الزرقاء الكبير ركيزة اساسية في هذه الساحة وسيربط نفق للمشاة سوق باب المدينة بالقلب التجاري للمدينة الجديدة

وبمواقف سيارات وخدمات اخرى. و تم استيحاء تصميم سوق باب المدينة من الطراز المعماري للاسواق العربية التقليدية ويشتمل

على اسواق متنوعة ومتخصصة اضافة لنشاطات ترفيهية مختلفة حول شريان رئيس للمشاة يضمن سهولة التنقل والوصول الى

جميع المرافق. وطالب ابو حمدان في عرضة امام جلالة الملك بان تتحمل المؤسسة جانبا من كلفة البنية التحتية الوطنية التي تخدم

مناطق خارج نطاق مشاريعها ومنها توسعة شبكات المياه والمجاري خارج حدود مواقعها وتحمل كلفة انشاء محطات تحويل كهربائية

لتخديم مناطق لا تملكها المؤسسة كما هو الحال في الزرقاء. كما طالب بالمساعدة في انشاء الجسور والانفاق المطلوبة في منطقة

العبدلي التي تشكل المحور الثاني لعمل المؤسسة.



وتعهد امين عمان المهندس نضال الحديد باقامة مشروعات الطرق المطلوبة داخل العبدلي وهي ثلاثة انفاق وجسر اذا لم تتجاوز

قيمتها اربعة ملايين دينار على ان تتحمل الحكومة الكلفة الاضافية.



يشار الى ان مشروع تطوير موقع العبدلي هو مشروع حيوي متكامل يعمل على تطوير عقارات متعددة الاستخدامات ويشغل 340

دونما تقع في قلب العاصمة. وسيتم تطوير موقع العبدلي ليصبح الوسط الجديد لمدينة عمان مشكلا مركزا متكاملا متعدد الاستخدامات

بنمط معيشي متميز وشبكة اتصالات متطورة. وتشكل منطقة العبدلي بيئة ذكية بجميع مقوماتها المعيشية والمهنية والتعليمية
والترفيهية. وقد تم تخطيط هذا المشروع لدعم انطلاقة الاردن نحو اقتصاد المعرفة حيث سيتم انشاء مجمع لتكنولوجيا المعلومات

ومستشفى وجامعة تركز على الاغراض البحثية وسيكون هذا الوسط الجديد بمثابة محفز لجذب المستثمرين لوسط العاصمة عمان.



وتخطط مؤسسة الموارد وشريكتها الاستراتيجية مجموعة سعودي اوجيه واللتان تمثلان نموذجا للشراكة الفعلية بين القطاعين العام

والخاص لايجاد مزيج ثري ومتنوع من الفعاليات التجارية والتعليمية والسكنية يشمل مكاتب وشقق سكنية ومتاجر ومطاعم ومقاهي

ودور سينما ومعارض تربطها ساحات عامة وحدائق وممرات للمشاة وعناصر مائية ومرافق عامة.



ويشمل مشروع تطوير موقع العبدلي مقرا للجامعة الاميركية في الاردن ضمن حرم حضري يشكل ركيزة اساسية في المشروع

تشغل 20 بالمائة من مساحة الموقع. كما يشمل مركزا تجاريا ومكتبة الملك الحسين التذكارية ضمن سياق ثقافة السلام. وسيتم انشاء

ساحة احتفالية في الناحية الشرقية للمشروع تربط ثلاثة رموز وطنية للموقع وهي مجلس الامة وقصر العدل ومسجد الملك عبدالله

الاول.



يذكر ان الشراكة بين مؤسسة الموارد مالكة الموقع وبين مجموعة سعودي اوجيه كشريك استراتيجي ستتمثل في تاسيس شراكة

اردنية قابضة تقوم على تطوير الموقع وتنفيذ البنية التحتية له وستناط بهذه الشراكة مهام جذب الاستثمار والتسويق وادارة الملكيات

ومسؤولية التطبيق الصحيح للمخطط الهيكلي وفقا لاسس ومواصفات عالمية وستاخذ هذه الشركة على عاتقها الاستثمار في عدد من

الركائز العقارية في الموقع بهدف اطلاق المشروع بمستوى نموذجي وتحسين عوائده المرتقبة.



وحضر الاجتماع رئيس الوزراء فيصل الفايز ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزراء المالية والتخطيط والتعاون

الدولي والبلديات ورئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن خالد جميل الصرايره وعدد من اعضاء مجلس ادارة "موارد".