الزاوية الإعلامية
يبدأ جلالة الملك عبدﷲ الثاني في نهاية الأسبوع الحالي زيارة عمل رسمية للولايات المتحدة الأمريكية يكون الحدث الأبرز خلالها الخطاب الذي يلقيه جلالته في الجلسة المشتركة للكونغرس الأمريكي بشقيه مجلسي الشيوخ والنواب.
وبحسب مصدر مطلع في الديوان الملكي الهاشمي، فإن خطاب جلالته سيركز على القضية الأساس في منطقة الشرق الأوسط وهي النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بإعتباره جوهر الصراع في المنطقة والذي سيؤدي إيجاد حل عادل وشامل ودائم له، يستند إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، إلى تمهيد الطريق نحو إيجاد حلول للعديد من المشاكل والتحديات التي تواجه شعوب المنطقة.
وتبعا للمصدر، فإن الخطاب يعد فرصة قوية لإيصال الصوت والموقف العربي للشعب الأمريكي من خلال ممثليه في الكونغرس، كما أنها تسهم في طرح رؤية العرب للسلام القائمة على المبادرة العربية التي أقرت في مؤتمر بيروت عام 2002 والتي تشكل إطارا شاملا لحل النزاع العربي - الإسرائيلي بجميع جوانبه.
يشار هنا إلى أن خطاب جلالته، الذي سيلقيه أمام حشد من كبار السياسيين والإقتصاديين ورجال الفكر والإعلام الأمريكي في السابع من أذار، هو الأول لزعيم دولة بعد أن سيطر الديمقراطيون على الكونغرس بعد 12 عاما من النفوذ الكبير للجمهوريين، كما أنه يأتي بعد تولي أول سيدة في التاريخ الأمريكي وهي نانسي بيلوسي رئاسة مجلس النواب وبعد أن تمكن أول مسلم أمريكي من دخول الكونغرس.
كما يلتقي جلالته خلال زيارته لواشنطن بأركان الإدارة الأمريكية وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لتبادل وجهات النظر حيال مجمل التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتحديدا السبل الكفيلة بتحريك العملية السلمية في المنطقة وفقا لصيغة حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
كما سيشدد جلالته في هذه اللقاءات على أن عامل الوقت سيكون حاسما خلال العام الحالي مما يتطلب من جميع الأطراف المعنية بالعملية السلمية تكثيف الجهود لضمان إحراز تقدم حقيقي وملموس على أرض الواقع يلبي تطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعيش بأمان وسلام.
وسيتناول جلالته في خطابه أمام الكونغرس وفي لقائاته مع الإدارة الأمريكية كذلك الوضع في العراق وسبل تعزيز مناخ الأمن والاستقرار هناك وتحقيق توافق بين مختلف مكونات وأطياف الشعب العراقي لبناء حاضر ومستقبل أفضل لهم.
وسيكون على جدول أعمال جلالته خلال زيارته لواشنطن كذلك لقاءات مع أعضاء المنظمات العربية والمسلمة واليهودية هناك لبحث الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه المنظمات لتعزيز السلام والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط وبناء جسور من التفاهم والتعاون مع شعوبها.
وتأتي زيارة جلالته للولايات المتحدة في ختام مباحثات يعقدها جلالته، خلال زيارة قصيرة يوم الأربعاء المقبل للعاصمة البريطانية لندن، مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يتناول خلالها تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص سبل إحياء عملية السلام ومساعدة العراق على الخروج من دوامة العنف التي يواجهها.
وبحسب المصدر، فإن لقاء جلالته برئيس الوزراء البريطاني سيأتي بعد زيارات يقوم بها جلالته لكل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية وذلك في إطار التشاور والتنسيق العربي - العربي حيال مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، خصوصا ما يتصل بالقضية الفلسطينية والعراق، مما يوفر أرضية قوية لشرح الموقف العربي في عواصم صنع القرار العالمي وبالتالي ضمان إستمرار الزخم الدولي في سبيل إيجاد حل للقضية الفلسطينية وإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمساهمة في خروج العراق من حالة التدهور الأمني التي يواجهها ومساعدة شعبه على المضي قدما في إعادة بناء بلده وإستعادة دوره الحيوي على الساحتين العربية والدولية.