جلالة الملك عبدﷲ الثاني يجري مباحثات مع الرئيس اليمني

02 تموز 2006
عمان ، الأردن

اجرى جلالة الملك عبدﷲ الثاني وفخامة الرئيس اليمني علي عبدﷲ صالح مباحثات في دار الرئاسة في صنعاء اليوم تناولت اليات تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.

واكد الزعيمان على ضرورة تفعيل التنسيق والتعاون العربي وتوحيد المواقف والرؤى حول القضايا والتحديات الصعبة التي تواجه الامة العربية والمنطقة باسرها.

وركزت مباحثات الزعيمين على تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية في ضوء تواصل التصعيد الاسرائيلي حيث حذر جلالة الملك والرئيس اليمني في هذا السياق من تداعيات التصعيد العسكري ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والتي تهدد امن واستقرار المنطقة.

واكد الزعيمان على ضرورة مواصلة الجهود مع المجتمع الدولي من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية وفك الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني جراء اغلاق المنافذ والمعابر الحدودية.

كما دعا الزعيمان الى اعادة تفعيل عملية السلام المتوقفة منذ سنوات واستئناف الحوار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي القائم على اساس حل الدولتين الذي سيسهم في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.

وتناولت القمة الاردنية / اليمينة التي تخللها مادبة غداء اقامها الرئيس علي عبدﷲ صالح تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق .. تطورات العملية السياسية في العراق حيث اعرب جلالة الملك والرئيس اليمني عن دعمهما للجهود التي تقوم بها الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية وترسيخ الامن والاستقرار في جميع الاراضي العراقية والمحافظة على وحدة العراق وتماسكه.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية هنا جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الرئيس اليمني بالثقة التي منحه اياها الشعب اليمني لاعادة ترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة.

واكد الزعيمان حرصهما على تعزيز وتوثيق علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وخاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتعليمية بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين ومصالحمها المشتركة معربين في ذات الوقت عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت اليه علاقات التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

وجرى في هذا السياق استعراض المشاريع الاردنية / اليمينة المشتركة وفي مقدمتها الجامعة المشتركة التي سيكون مقرها في مدينة عدن اليمنية والتي سيتولى كادر اردني من ذوي الكفاءة والاختصاص ادارتها والاشراف عليها وكذلك شركة النقل البحري التي كان قد اتفق على انشائها في وقت سابق والتي تستهدف تمكين الاردن من فتح الاسواق الاوروبية والاميركية امام المنتجات الزراعية اليمينة من خلال اعادة تصديرها.

كما جرى البحث في مشروع صيد الاسماك في المياه الاقليمية اليمينة وسبل تطوير عمل شركة البحر الاحمر للاسماك والتي تم تاسيسها بالتعاون ما بين صندوق الملك عبدﷲ الثاني للتنمية والقطاع الخاص اليمني براسمال مقداره 4 ملايين دولار.

وتهدف شركة البحر الاحمر للاسماك التي تمثل نموذجا رياديا في التنمية الى توفير فرص التدريب والتشغيل للعمالة الاردنية في مجال الصيد وسد حاجة الاسواق المحلية الاردنية من مختلف اصناف السمك.

وحضر المباحثات عن الجانب الاردني مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ والمستشار الخاص لجلالة الملك فاروق القصراوي ورئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق او الركن خالد جميل الصرايرة ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي والسفير الاردني في صنعاء احمد جرادات.

وحضرها عن الجانب اليمني رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال ومستشار رئيس الجمهورية سالم صالح محمد ووزير الخارجية ابو بكر القربي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الامن القومي علي الانسي ورئيس هيئة الاركان العامة اللواء احمد الاشول ورئيس جهاز الامن السياسي اللواء غالب القمش والسفير اليمني في عمان حسين طاهر بن يحيى.

ويشار الى ان الميزان التجاري بين البلدين والذي وصل العام الماضي حوالي 5ر35 مليون دولار يميل لصالح الاردن وبلغت قيمة الصادرات الاردنية من البضائع المختلفة خلال نفس العام 7ر31 مليون دولار فيما وصلت قيمة الصادرات خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجاري نحو 6ر6 مليون دولار.

وبلغ عدد الطلبة اليمنيين الذين يتلقون تعليمهم في الجامعات الاردنية نحو ثلاثة الاف طالب وطالبة فيما بلغ عدد الطلبة الاردنيين الذي يتلقون تعليمهم في الجامعات اليمنية نحو الف طالب وطالبة.

ويذكر ان اعمال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا الاردنية اليمينة المشتركة والتي ستعقد في العاصمة اليمينة صنعاء خلال الاسبوع الثاني من شهر تشرين الاول من العام الجاري ستركز على بحث وتعزيز التعاون بين الجانبين في الميادين كافة وسبل تفعيل الاتفاقيات وبرتوكولات التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية والصحية والثقافية.

وقال وزير الخارجية والمغتربين اليمني ابو بكر القربي ان العلاقات الاردنية اليمنية علاقات متينة وتاريخية تعززها العلاقات الاخوية التي تربط جلالة الملك عبدﷲ الثاني مع الرئيس علي عبدﷲ صالح .

واضاف القربي لوكالة الانباء الاردنية ان المنطقة تمر بوضع اقليمي معقد ينعكس على وجه الخصوص على فلسطين والعراق مما يستدعي ان يلتقي جلالة الملك والرئيس اليمني للتباحث بكيفية بلورة موقف عربي فاعل في اطار المبادرة العربية للسلام وفي اطار الجهود التي تبذل الان لتفعيل خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية خاصة وان الاردن واليمن يتحملان مسؤولية قومية تجاه الاشقاء الفلسطينيين اضافة الى الاهتمام بالمصالحة العراقية التي يتوجب علينا جمعيا ان ننسق لدعمها طالما انها ستشرك جميع الاطراف العراقية.

وعن اهمية زيارة جلالة الملك الى اليمن قال وزير الاعلام اليمني حسن اللوزي ان زيارة جلالة الملك عبدﷲ الثاني لليمن تكتسب اهمية خاصة في ظل الظروف العربية والمتغيرات القائمة في المنطقة بشكل عام ودورها في تعزيز العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين بشكل خاص.

واوضح ان العلاقات الاردنية اليمنية من العلاقات العربية العربية المتميزة وتطورها يسير الى الامام في جميع المجالات سواء السياسية او الاقتصادية والتجارية والتعليمية والثقافية وهي تعتبر انموذجا وقد اكتسبت هذه الصفة من العلاقة الوطيدة والثقة المتبادلة بين جلالة الملك والرئيس اليمني.

ووصف السفير الاردني في صنعاء احمد جرادات العلاقات بين الاردن واليمن بانها علاقات اخوية متينة ومتميزة منذ امد بعيد وعلى جميع الاصعدة وينظر الشعب اليمني للاردن على انه من اقرب الدول العربية اليه ويقدر عاليا وقوف الاردن وقيادته بشكل داعم ومساند للوحدة اليمنية.

وقال ان العلاقات بين البلدين تشهد تناميا مضطردا في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والتي تتجسد في بحث فرص اقامة المشاريع المشتركة وزيادة التبادل التجاري واهتمام رجال الاعمال اليمنيين بالاستثمار في الاردن والاتفاق على انشاء جامعة اردنية يمنية في عدن وتاسيس شركة البحر الاحمر لصيد الاسماك وتفعيل التعاون الطبي بين الجانبين.