جلالة الملك عبدﷲ الثاني يتلقى رسالة مؤازرة من سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم

11 تشرين الثاني 2005
عمان ، الأردن

أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات العربية المتحدة وقوف بلاده رئيسا وحكومة وشعبا الى جانب المملكة الاردنية الهاشمية وجلالة الملك عبدﷲ الثاني في مواجهة الاثار الناجمة عن العمليات الارهابية التي وقعت في عمان مساء امس الاول.

وعبر سمو ولي عهد دبي في رسالة الى جلالة الملك عبدﷲ الثاني نقلتها حرمه سمو الاميره هيا بنت الحسين عن ثقته بان جلالته والشعب الاردني قادران على تجاوز المحنة الاليمة والمضي قدما في مسيرة البناء والتطور والتقدم.

وقال سموه..ان ابناء الامارات العربية المتحدة سيعززون من تواجدهم في الاردن زائرين ومستثمرين واثقين من رسوخ الاستقرار والامن فيه.

وابدى سموه غضبه على استمرار القتلة في الزج باسم الدين الحنيف في جرائمهم الفظيعة..مشيرا الى ان هؤلاء مجرمون لا مسلمون لان المسلم لا يحلل ما حرم ﷲ ولا يسفك دماء المسلمين ولا يعتدي على الابرياء العزل ولا يسعى في الارض فسادا.

وطالب سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم علماء الامة ومفكريها وقادة الرأي فيها النهوض بمسؤولياتهم في مواجهة الافكار المنحرفة والدعاوى المدمرة والانفلات في الاحكام والفتاوى.

وفيما يلي نص الرسالة:

جلالة الملك عبدﷲ الثاني بن الحسين.

عاهل المملكة الاردنية الهاشمية حفظه ﷲ.

السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته.

يطيب لي ايها الاخ العزيز ان اتوجه لكم وللشعب الاردني الكريم باحر مشاعر المودة والتازر والتكاتف وانتم تواجهون بثقة وايمان الاثار الناجمة عن الجريمة النكراء التي اصابت عمان العزيزة في التاسع من تشرين الثاني الجاري.

واذ أواسيكم وأواسي عائلات الضحايا الذين سقطوا بايدي المجرمين الجهلة فانني على ثقة تامة بانكم قادرون على تجاوز هذه المحنة الاليمة فعهدي بكم انكم من الرجال الذين تشحذ المحن هممهم وتظهر معدنهم الاصيل وتزيد عزيمتهم مضاء وارادتهم صلابة واصرارا على التمسك بالقيم والمبادئ والمثل العليا والمضي قدما بالشعب الاردني ومعه في معارج النماء والتطور والتقدم وكيف لا وتاريخ الاردن حافل بنجاحات مشهودة في مواجهة اصعب الازمات واعتى التحديات التي خرج منها في كل مرة بثقة اكبر بالنفس وقدرة على التعامل مع كل الخطوب والملمات.

جلالة الاخ الكريم

ونحن نشاطركم الالم العميق على الضحايا وعلى الاذى الذي اصاب بلدكم فاننا نشاطركم ايضا مشاعر الغضب على استمرار زج القتلة باسم ديننا الحنيف في اعمالهم الفظيعة وهو براء منها ومن مرتكبيها فهؤلاء مجرمون لا مسلمون فكيف يكون مسلما من يحلل ما حرم ﷲ ومن يستبيح الاوطان ويروع الناس ويسفك دماء الامنين ويعتدي على الابرياء العزل ويسعى في الارض فسادا ويعتقد زورا وبهتانا انه يبني مجدا باشلاء الاطفال والنساء ودموع الثكالى وانين الارامل وتحويل حفل زفاف يدشن بناء اسرة جديدة الى فجيعة لعشرات الاسر وماساة تدمى لها قلوب البشر..ان هؤلاء حقا مجرمون بحق انفسهم وحق امتهم وحق الانسانية وحق ديننا الحنيف..وقد بات خطرهم كبيرا..وتعدت اثار جرائمهم اهدافها الموضعية الى الامعان في تحريف تعاليم الدين وتشويه سمعة الاسلام واثارة الفتن والانقسامات بين المسلمين وتوفير الذرائع لاصحاب المخططات الشريرة والمتربصين بالعرب والمسلمين مما يوجب على علماء الامة ومفكريها وقادة الرأي فيها النهوض بمسؤولياتهم في مواجهة الافكار المنحرفة والدعاوى المدمرة والانفلات في الاحكام والفتاوى التي يصدرها جهلة واشباه متفقهين.

جلالة الملك

ان دولة الامارات العربية المتحدة رئيسا وحكومة وشعبا وقد استنكروا الحدث الاليم وادانوا مرتكبيه وتابعوه من موقع المشارك في المصاب والحريص على الاردن الغالي سيقفون كعهدهم دائما الى جانبكم وسيدفعون بالتعاون معكم الى مجالات ارحب وسيعززون من تواجدهم بينكم زائرين ومستثمرين واثقين من رسوخ الاستقرار واستتباب الامن في بلدكم ومن امكانياته الكبيرة والمتنوعة ومن فرصه المستقبلية الواعدة ومقدرين جهودكم التي مكنت الاردن من تحقيق نجاحات باهرة في مسيرة التنمية والتحديث والتطوير التي تحظى باعجابنا ودعمنا غير المحدود.

وقد وجهت الجهات المختصة في الدولة للعمل على توسيع تعاوننا الثنائي وتكثيف استثماراتنا والسعي في كل ما من شأنه ان يزيد الاردن قوة ومناعة وازدهارا.

وفقكم ﷲ ورعاكم وحفظكم وحفظ الاردن وديننا الحنيف والعالمين العربي والاسلامي من كل سوء.

اخوكم محمد بن راشد ال مكتوم