جلالة الملك عبدﷲ الثاني يتحدث لوكالة الانباء الاردنية

12 تشرين الثاني 2005
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني "أننا لا نقبل للارهابيين ان يفرقوا بين الاردنيين واشقائهم العراقيين" مشددا جلالته ان الاشقاء العراقيين الذين يعيشون في الاردن هم أخوة اعزاء علينا يعيشون مكرمين في وطنهم الثاني الاردن وان امنهم من امننا ولن نقبل ان يمسهم احد بسوء.

وحذر جلالته ممن يحاولون استغلال تداعيات العمليات الارهابية الاخيرة للاساءة للعلاقة التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين العراقي والاردني. وقال جلالته..ان الاردن سيظل رئة العراق والملاذ الامن لكل عراقي دفعته الظروف الصعبة التي يمر بها العراق للعيش في الاردن.

وقال جلالة الملك عبدﷲ الثاني في حديث لوكالة الانباء الاردنية اجراه الزميل فيصل الشبول مدير عام الوكالة..ان مكافحة الارهاب ينبغي ان تاخذ بعين الاعتبار اولئك الذين يبررون الجرائم الارهابية الشريرة او الذين يحرضون عليها بأي طريقة أو وسيلة كانت.

واعتبر جلالته ان من يبرر اعمال الارهاب ومن يحرض عليها هو شريك في الجريمة كمرتكبيها..ولن نقبل من أي فرد او جهة او حزب تبرير الارهاب او الدفاع عن افكار تغذي وتؤيد العنف وايذاء الناس الامنين الابرياء. وردا على سؤال حول مدى رضا جلالته عن ردة الفعل الاردنية ازاء الاعمال الاجرامية قال جلالته..الحمد لله..الاجراءات بعد الحادث كانت ممتازة ..واود هنا ان اشكر مرة اخرى الاجهزة الامنية المختصة جميعها والدفاع المدني وكذلك كوادر المستشفيات والاطباء في القطاعين العام والخاص الذين ساعدوا في اخلاء المصابين.

واضاف جلالته.." شجاعة الاردنيين انا اعرفها جيدا..وكانت فوق كل تصور..الاردنيون لا يخافون ولا يؤثر الارهاب على معنوياتهم ولا تلين لهم عزائم..لقد رآهم العالم وهم يجوبون الشوارع في موجة غضب وتحد للارهاب والارهابيين". واكد جلالته..ان مثل هذه الاعمال الارهابية لن تثنينا عن المضي قدما في مسيرة التطوير والانفتاح والتقدم..وسيكون شعارنا القانون والانفتاح والامن معا. واضاف جلالته..ان ما جرى من عمل اجرامي لن يدفعنا لان نكون دولة بوليسية..فنحن لا نريد ذلك..ولكن سيكون هنالك توازن بين الحرية والامن بشكل يريح شعبنا وضيوفنا.

وقال جلالته..ان جريمة الاربعاء الاسود شكلت لدينا نقطة تحول كبيرة في التعامل مع من يؤازر او يتعاطف او يدعم الارهاب..مؤكدا جلالته ان الاردنيين قالوا "لا" قوية للارهاب..واعلنوا موقفهم المشرف فور وقوع العمليات الارهابية البشعة التي استهدفت الابرياء في ثلاثة فنادق في عمان..حيث وقف الاردنيون وقفة رجل واحد يعبرون عن غضبهم ويوجهون صفعة للارهاب والارهابيين.

واكد جلالته..ان الحرب هي بين الاغلبية من المسلمين الذين يؤمنون بالاسلام الصحيح وبين فئة ضالة تريد تشويه صورة الاسلام والمسلمين وتدمير حضارتنا. وقال جلالته..اننا رأينا نتائج ما فعله الارهابيون الاثمون في عمان ..حيث اشلاء الاطفال والنساء من مواطنين وضيوف امنين..فهل يقبل اردني او عربي او مسلم بعد اليوم ان يكون لمثل هؤلاء المجرمين من يبرر افعالهم. واضاف..ان المستهدف من العملية الارهابية هو الاردن وشعبه وامنه واستقراره وانجازاته..الاردن الرسالة والدور والحضارة..والمستهدف ايضا هو الاسلام الذي يحاولون تشويه صورته السمحة ويسعون لاغتيال روحه ومبادئه مع اغتيال كل طفل وامرأة ومع اغتيال أي انسان بريء امن وكل افعال هؤلاء تتناقض وجوهر الاسلام في التسامح والوسطية ونبذ العنف والتطرف.

وفي معرض اجابته على سؤال حول ما يتوجب عمله للرد على الارهاب والارهابيين قال جلالته..ان ردنا على هؤلاء سيكون بمزيد من العمل والعطاء والانجاز فكرا وتنفيذا وبمزيد من التكاتف والتلاحم بين ابناء شعبنا ونبذ كل من يؤيد التطرف من أي جهة كانت. وبين جلالته..ان الارهاب ظاهرة مرضيّة وعابرة للحدود..ولذلك فان مكافحته هي مسؤولية العالم باسره..فالارهاب لم ينل من الاردن وحسب بل ان ما رأيناه في عمان من اشلاء الضحايا نشاهده يوميا في العراق الشقيق وشاهدناه ايضا في مصر والسعودية والمغرب وغيرها من دول العالم. وشدد جلالته..اننا لن نتهاون مع الارهابيين وسنقدمهم للعدالة..مثلما لن نتهاون ايضا مع أي كان في الترويج للفكر التكفيري المنحرف..وسنعزز من استراتيجيتنا الوطنية في مكافحة الارهاب والتي نأمل ان يكون لكل مواطن دور فاعل فيها لافشال مخططات الارهابيين ونواياهم الشريره.

واكد جلالة الملك..اننا لن نسمح للتكفيريين ان يكون لهم مكانا بيننا ..وان وسائل التعبير المتاحة للجميع في الاردن يجب ان تستغل للحث على المحبة والتسامح والعدالة ولترسيخ القيم العربية الاسلامية النبيلة لا للكراهية والعنف والارهاب..مشيرا جلالته الى ان رسالة عمان وما تضمنته من قيم نبيلة تدعو للتسامح والوسطية ستكون نبراسا لنا في توضيح صورة الاسلام للعالم..ولن يثنينا الارهابيون عن حمل رسالتنا والدفاع عن ديننا الحنيف. وقال جلالته..ان الاردن لكل ابنائه وبناته ونحن ندعم كل جهد لتكريس مفاهيم العدل والمساواة واحترام الرأي والرأي الاخر تحت مظلة الدستور الاردني الذي لن نقبل أي خروج عليه من أي كان.

وردا على سؤال حول مدى تاثير الاوضاع الملتهبة في المنطقة في ايجاد بيئة مناسبة لتفريخ الارهاب قال جلالته..ان هذه الاوضاع من حيث العنف والدماء التي تنزف هنا وهناك وحالة الاحباط التي يشعر بها كثيرون قد يستغلها الارهابيون ومرضى النفوس لتبرير افعالهم الاجرامية..ولكنني اتساءل..ما علاقة كل ذلك بقتل الابرياء؟ وتساءل جلالته..من المستفيد من قتل مبدع كالمخرج العالمي مصطفى العقاد الذي خدم الاسلام وعرف الكثيرون في هذا العالم بعضا من مضامين ديننا الحنيف من خلال افلامه السينمائية وخاصة فيلم الرسالة الذي اخرجه؟ ومن المستفيد من قتل ابرياء واطفال يحتفلون بزواج قريب لهم؟ او من قتل ضيوف يمرون بالاردن او يعملون فيه؟

وفي معرض اجابته على سؤال حول مستقبل التعامل مع وجود عدد كبير من غير الاردنيين في الاردن خاصة وان المعلومات تشير الى ان منفذي العمليات الاجرامية ليسوا اردنيين قال جلالته..لن يغير الارهاب استراتيجيتنا وواجبنا التاريخي تجاه العراق وفلسطين..ولن يفرض علينا الارهابيون اجندتهم حول طبيعة علاقاتنا مع اشقائنا..نحن نريد في اقرب وقت رؤية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة..مثلما نريد ان نرى عراقا قويا وموحدا وامنا..واريد ان اطمئن اخوتنا العراقيين الذين يعيشون بيننا..انكم بين اهلكم..ولن نسمح للزرقاوي او أي ارهابي اخر ان يفرق بيننا..وسيبقى الاردن الملاذ الامن لكم..ان الارهابيين لا يريدون لنا ان نتقارب..ونحن نقول لهم..اننا واشقاءنا اسرة واحدة لن تفرقوننا. وبين جلالته..ان اشقاءنا في العراق وفلسطين هم اكثر من غضبوا لما وقع..وقد استشهد منهم في هذه العملية الاثمة..مثلما استشهد منا ..وهم يقفون معنا في مواجهة الارهاب.

وقال جلالته..ان العالم العربي واصدقاءنا في العالم يقفون معنا اليوم بكل قوة..فالاردن ليس وحده في مكافحة الارهاب. واكد جلالة الملك ثقته بالاجهزة الامنية التي تعمل ليل نهار بمهنية عالية وشعور بالمسؤوليه. وقال..ان الارهابيين لا سيما عناصر القاعدة يدركون تماما قدرة اجهزتنا الامنية على افشال مخططاتهم فقد خبروهم في اكثر من مرة وان نجحوا هذه المرة بالغدر وسفك دماء الابرياء فذلك لانهم لجأوا الى اسهل الاهداف.

وحول اخر ما توصلت اليه التحقيقات في العمليات الارهابية الاخيرة قال جلالته..ان الاجهزة الامنية تعمل على مدار الساعة وتقوم الان بجمع الادلة وتحليل البيانات حول هذه الجريمة وقد تعرفت على جثث واشلاء الانتحاريين لتحديد هوياتهم ولكن من المبكر الاعلان عن تفاصيل الجريمة الارهابيه.

وقال جلالته..ان الارهابيين غيروا خططهم هذه المرة..فالزرقاوي كان سابقا في العمليات التي تم كشفها من قبل اجهزتنا الامنية يستخدم أردنيين على عكس هذه المرة حيث تشير معلومات اجهزتنا الامنية ان من نفذ هذه العلمية ليسوا اردنيين. وقال جلالته لقد تبين ان منفذي العمليات الاثمة هم ثلاثة انتحاريين كانوا يحملون احزمة ناسفة مزودة بكرات معدنية لايقاع اكبر قدر ممكن من القتلى والاصابات.