جلالة الملك عبدالله الثاني يامر بانشاء مساكن لفقراء "الحميمة"

عمان
13 نيسان/أبريل 2005

بيوت شعر مزقتها عواصف الصحراء اعاد جلالة الملك عبدالله الثاني الفرحة والسعادة الى قلوب ساكنيها بعد ان امر بانشاء مشروع اسكاني لاسر فقيرة تقطن "الحميمة" العباسية في محافظة العقبة.



وصنفت "الحميمة" التابعة للواء القويره من اكثر مناطق المملكة فقرا بنسبة وصلت الى 36 بالمئة وفقا لدراسات اجرتها وزارة التخطيط.



ولم تكن الارملة ام عبدالله65 عاما تدرك ان ساعة الفرج قريبة.. وان سنوات التشتت والترحال ستولي بلا رجعة حين قال لها جلالة الملك "سنبني لك بيتا وسنؤمن كل ما تحتاجين اليه."



وفي خيمتها جلس جلالة الملك يستمع اليها وهي تروي حكايتها مع الفقر والمرض والجوع وقلة الحيلة فهي لاتملك سوى اربعين دينارا معونة شهرية حكومية وبعض الاغطية الرثة التي لا تقي من صيف قائض او برد قارس.



"بعد اشهر قليلة سازورك مباركا بالبيت الجديد" قال جلالة الملك لام عبدالله "ولن نبخل بشيء تحتاجين اليه" وامر بصرف معونة طارئة لها وتامين معالجتها باسرع وقت ممكن.



ويقع لواء القويرة شرقي محافظة العقبة على مساحة 2560 كم2 ويبلغ عدد سكانه 17الف نسمة موزعين على خمسة عشر تجمعا سكنيا أكبرها بلدة القويرة الريفية حيث يعتمد السكان في معيشتهم على الوظائف الحكومية.



وعلى ربوة تبعد مئات الامتار عن خيمة ام عبدالله تقطن الارملة ام حسين مكابدة ذات الظروف وتتجرع ذات الاوجاع فيامر جلالة الملك بتامين مسكن كريم لها ولاسرتها المكونة من 6 بنات و3 ابناء. ولا تتقاضى ام حسين سوى اربعين دينارا هو تقاعد زوجها المتوفى.



قصص وروايات اخرى يتردد صداها في صحراء الحميمة لاسر فقيرة واناس خاضوا معترك الحياة وسط الرمال وتحت حرارة الشمس سعدوا جميعا بالخبر حين امر جلالة الملك بانشاء مشروع لاسكان اهل الحميمة الفقراء بعد اجراء الدراسة اللازمة لذلك. ودعا جلالته الى اجراء دراسة لايجاد مشاريع مدرة للدخل تسهم في تامين فرص عمل لابناء المنطقة.



ورغم ان الحميمة تتمتع بميزة سياحية وأثرية فريدة باحتوائها على آثار تمثل حقبا تاريخية متعاقبة تشمل العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والعصر العباسي الا انها لا تزال تصنف من المناطق الاكثر فقراً وارتفاعا في نسب البطالة.



ولدى زيارته مشروع تطوير وتاهيل موقع الحميمة التاريخي الذي شهد انطلاقة الدعوة العباسية اكد جلالة الملك على ابرز الجوانب
التاريخية للمنطقة وان تبرز ضمن الخارطة السياحية الاردنية الى جانب المواقع الاثرية الاخرى.



واطلع جلالته خلال الزيارة على مشروع ترميم وإعادة تأهيل موقع الحميمة العباسية إلى إظهار الأهمية التاريخية للموقع من خلال التنقيب والكشف عن اكبر قدر ممكن من العناصر السياحية الجاذبة فيه وترميم المعالم البارزة منه وتلك التي سيتم الكشف عنها خلال عملية التنقيب.



وخلال لقائه اعضاء جمعية الحميمة السياحية وعدد من ابناء المنطقة واطلاعه على مركز زوار موقع الحميمة العباسية عرض رئيس الجمعية هويمل الشياهين اهدف الجمعية التي انشئت قبل سبع سنوات من اجل دعم المنطقة سياحيا واقتصاديا والاستفادة من الميزة السياحية في المنطقة.



واشار الى ان الجمعية بحاجة الى مزيد من الدعم للتمكن من القيام بمهامها سواء في الترويج السياحي للمنطقة او في تدريب وتاهيل اعضائها في العمل السياحي.



واطلع جلالته على سير العمل لإنشاء مركز زوار الحميمة السياحي الذي تم انجاز 80 بالمئة منه ويهدف الى توفير جملة من المعلومات والحقائق التاريخية عن الموقع للزائر فضلا عن ابراز بعض الاثريات التي يتم العثور عليها في الموقع.



ويدار موقع الحميمة من قبل جمعيتها بالتعاون مع دائرة الاثار العامة.



ويعود تاريخ بدء الدعوة العباسية في الحميمة الى سنة 100 هجرية وابتدأها محمد بن علي بن عبدالله بن عباس وهي دعوة قامت على اساس الدعوة الى ال البيت حين بدأ بارسال الوفد الى العراق وخراسان للدعوة الى اهل بيت رسول الله وحقهم في الخلافة.



واقام العباسيون في الحميمة قصرا كبيرا ومسجدا وزرعوا بساتين الزيتون واقاموا معسكرات الحج واهتموا بها خاصة وان الحجاج كانوا يقيمون طويلا في الحميمة.



وذكر ابن كثير في كتاب "البداية والنهاية" ان العباسيين وعلى راسهم محمد بن عباس العباسي قد حضروا الى الحميمة واختاروها ليكونوا بعيدين عن الدولة الاموية وليستطيعوا الاتصال بالحجيح ومواصلة دعوتهم.



واستمع جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الجولة التي رافقه فيها مستشار جلالته لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله ووزير التنمية الاجتماعية الدكتور عبدالله عويدات ووزير السياحة والاثار الدكتورة علياء بوران ووزير التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي الى عدد من مطالب ابناء المنطقة المتمثلة بتامين مصادر للمياه وتوفير فرص عمل لابناء المنطقة.



ويمول مشروع تطوير وتاهيل موقع الحميمة من قبل وزارة التخطيط بالتعاون مع وزارة السياحة والاثار بقيمة 266 الف دينار.



ووفقا لمدير وحدة الامان الاجتماعي بوزارة التخطيط المهندس عمر الرافعي فان عمل الوحدة لاستغلال جوانب القوة في المناطق المستهدفة ضمن برامجها بحيث توفر فرص عمل لابناء المنطقة وتسهم في تحقيق تنمية محلية.



واشار الى اتفاقية بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي ودائرة الاثار العامة وقعت قبل عامين لتمويل مشروع تأهيل موقع الحميمة العباسية وبكلفة 266 ألف دينار بحيث خصص لوزارة السياحة مبلغ 175 ألف دينار ومبلغ 91 ألف دينار لدائرة الآثار العامة.



ويهدف المشروع الى تحقيق أهداف تنموية متعددة منها زيادة الخيارات أمام السائح في المناطق السياحية في المملكة وتوفير مصدر دخل لأبناء المنطقة من خلال خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجال السياحة وتدريب وتأهيل أبناء المنطقة على أعمال المشروع وتوعيتهم سياحياً.