الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني..أن الخوض في موضوع الكونفدرالية أو الفيدرالية، قبل قيام الدولة الفلسطينية هو أمر سابق لأوانه، ولا نريد الحديث حوله.
وقال في حوار أجراه مع جلالته رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية الزميل أسامه سرايا تنشره في عددها يوم غد الخميس..أن شكل العلاقة الرسمية الأردنية الفلسطينية في المستقبل، أمر يقرره الشعبان الأردني والفلسطيني بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة..وان المهم بالنسبة لنا في هذه المرحلة هو العمل من أجل إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين..وأن تشكل هذه المفاوضات خطوة على طريق الحل الذي يفضي إلى اقامة الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على الأرض الفلسطينية تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وأكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني..أن مبادرة السلام العربية فرصة تاريخية لتحقيق السلام في المنطقة وانهاء عقود من العنف والمعاناة التي عاشتها شعوب الشرق الاوسط خاصة الشعب الفلسطيني.
وقال..أنه يخشى أن تكمل اسرائيل مخططاتها اذا لم يتحرك العرب سريعا وعندها لن يجدوا ما يتفاوضون عليه..مشددا على أننا لا نمتلك ترف التسويف والانتظار.
وأوضح جلالته..أنه على اتصال مستمر ومتواصل مع أخويه الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين لحشد الدعم للمبادرة العربية وشرح أبعادها والترويج لها في أوساط المجتمع الدولي وداخل اسرائيل.
وقال جلالة الملك..أنه لم يفاجأ بالتعليقات التي وردت في وسائل الاعلام الاسرائيلية عقب استقباله رئيسة البرلمان الاسرائيلي لانه تعود على خروج مثل هذه الاقاويل التي لا تهدف الا للتشويش وعرقلة ما نقوم به من جهود لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينيه.
وأكد جلالته ..أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية أخلاقية كبرى تجاه احلال السلام في الشرق الاوسط وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لانه سيكون البداية لمعالجة الازمات الاخرى في المنطقه.
وأعرب جلالة الملك عبدﷲ الثاني عن أمله بأن يكون مؤتمر شرم الشيخ قد حقق نتائج تسهم في التخلص من الازمة العنيفة في العراق..مؤكدا على أن العراقيين هم الاقدر على معرفة مصلحة بلدهم شريطة توحيد صفوفهم والوقوف ضد الاصوات التي تعلو لاثارة الفتنة الطائفية وتأجيج حالة العنف والاقتتال.
وقال جلالته..ان التعاون الثنائي المصري الاردني وصل الى مرحلة متقدمة وهو في تطور نوعي مستمر.
وأشار جلالته الى أن اجراءات تنظيم نسبة العمالة الوافدة للاردن لم يكن مقصودا بها أي عمالة عربية بعينها..بل مراعاة المصلحة الوطنية..وقد جرى تنفيذ هذه الاجراءات مع الاخوة في مصر.
وحول الاوضاع الاقتصادية والسياسية في الاردن أوضح جلالة الملك عبدﷲ الثاني..أنه حريص على الالتزام بالديمقراطية كنهج للمؤسسات الدستورية وملتزم باجراء الانتخابات البرلمانية والبلدية في مواعيدها بالرغم من صعوبة الظروف الاقليميه.
وقال جلالته..ان المؤشرات الاقتصادية تدل على معدلات نمو ايجابية..وان الاحتياطي النفطي وزيادة الصادرات وتطور القطاع الصناعي كلها عوامل تؤكد قوة الاقتصاد الاردني .
وأكد جلالة الملك..أن موضوع اللاجئين يعد قضية مهمة للشعب الفلسطيني ولنا أيضا، حيث يستضيف الأردن أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين، ومعظمهم يتمتع بالجنسية الأردنية التي لا تلغي ولا تنتقص أي حق من حقوق اللاجئين في العودة والتعويض. نحن الأصلب في موقفنا تجاه حق العودة للاجئين من غيرنا.. وهذه القضية ليست ملكي ولا ملك أحد لكي نتصرف بها، بل هي قضية تعالج وفق قرارات الشرعية الدولية..لكن لا بد هنا من الإشارة إلى أن مبادرة السلام نصت في بنودها على التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وقال جلالته..أما بخصوص قيامي بزيارة لإسرائيل، فأود أن أبين أنه تم توجيه الدعوة لي للقيام بهذه الزيارة منذ فترة وإذا وجدنا في هذه الزيارة فرصة لإحداث تقدم في عملية السلام وخدمة قضية الشعب الفلسطيني، الذي يواجه أعتى حصار وظلم عرفه التاريخ، فسندرس القيام بها في حينه.
وحول اللجنة الرباعية أعرب جلالة الملك عبدﷲ الثاني عن اعتقاده..بأن اللجنة الرباعية تشكل آلية مهمة فهي تمثل الأطراف الدولية المؤثرة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، واستمرار عملها وتفعيل دورها ضروري ومهم للغاية للمساعدة والمساهمة في دفع جهود السلام وإعادة إطلاق العملية السلمية وتذليل العقبات التي تقف أمام تحقيق أهدافها.
وأضاف جلالته..الاهم من ذلك أن اللجنة الرباعية توفر الزخم الدولي المطلوب لدفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لاتخاذ إجراءات عملية لبناء الثقة والتمهيد لإطلاق العملية من جديد وفق الأسس والمعايير والقرارات الدولية ذات الصلة.
وقال جلالة الملك..أما بالنسبة للتنسيق بين الرباعية الدولية وما بات يعرف بالرباعية العربية، فأنا حقيقة لا أميل إلى هذه التسمية، بل أود أن أطلق عليها تسمية مجموعة الدول العربية الهادفة لتحريك عملية السلام والتي تضم، بالإضافة للأردن والسعودية ومصر ودولة الأمارات العربية، أيضا عدة دول عربية أخرى..والمهم في الأمر أن هناك فرصة لتفعيل التنسيق بين الرباعية الدولية والمجموعة العربية والإسهام بشكل فاعل في دفع عملية السلام إلى الأمام.
وبين جلالته..أن التنسيق قائم بين المجموعتين لتحقيق هذه الغاية وهو ضروري إذا أردنا التوصل إلى نتائج عملية وملموسة..ولقد لمسنا من خلال هذا التنسيق إحراز تقدم في إعطاء الزخم للجهود الدولية للنظر إلى القضية الفلسطينية كقضية جوهرية ومركزية في الصراع العربي الإسرائيلي.