جلالة الملك عبدﷲ الثاني يؤكد ضرورة وضع الية عمل عربية لتفعيل مبادرة السلام العربية

16 نيسان 2007
عمان ، الأردن

أكّد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني اليوم خلال لقائه مجموعة من نشطاء السلام الفلسطينيين على ضرورة وضع ألية عمل عربيّة تهدف لتفعيل مبادرة السلام العربيّة.

كما لفت جلالته خلال اللقاء إلى أهميّة دور نشطاء السلام في كل من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وكافّة الدول المعنيّة بمستقبل العمليّة السلمية في المنطقة، ذلك أنهم القادرون على إقناع الغالبيّة الصّامتة في دولهم ومجتمعاتهم بأهميّة السلام لحاضر ومستقبل أجيال المنطقة.

وأعاد جلالته التأكيد على التزامه برعاية فرق السلام في المنطقة مشيراً إلى أهمية الاستمرار في عقد ورش عمل لفرق وقوى السلام بهدف مأسسة هذه الجهود وضمان استمرارها.

ونبّه جلالته إلى خطورة الواقع الجغرافي القائم على الأراضي الفلسطينية والمتمثل في الإستمرار في بناء المستعمرات وتوسيعها، بالإضافة إلى جدار الفصل العازل الذي يشكل عقبة حقيقية في وجه قيام الدولة الفلسطينية.

وتضمّن اللقاء أيضاً حواراً أكّد الحضور خلاله على أهميّة دور الأردن الدّاعم للشعب الفلسطيني ولجهود إحلال السلام.

وأشاد الحضور بشكل خاص بخطاب جلالة الملك أمام الكونغرس الأميركي وجهود جلالته الدبلوماسيّة الموصولة عربيّاً ودوليّاً للفت الأنظار والاهتمام بالقضيّة الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة واصفين هذه الجهود الملكية بأنها أدّت إلى "إعادة توجيه بوصلة العالم السياسية نحو القضيّة الفلسطينية".

كما ثمّن الحضور مكرمة جلالته بإعادة بناء منبر صلاح الدين وإرجاعه إلى المسجد الأقصى المبارك واصفين هذه المكرمة الملكيّة بأنها حلقة تضاف إلى سلسلة عطاء الهاشميين المستمر والمخلص لدعم ورعاية المقدّسات الإسلاميّة في القدس الشريف.

وأشار جلالته خلال اللقاء إلى أهمية المحافظة على وحدة الموقف الفلسطيني ليكون قادراً على إقناع العالم بعدالة قضيّة الشعب الفلسطيني وتفويت الفرصة على من يسعي إلى تحميل الفلسطينيين مسؤوليّة فشل جهود السلام.

وقال جلالته أن جهود قوى السلام والاعتدال في المنطقة وفي الأراضي الفلسطينية بالذّات يجب أن تتركّز على إبقاء وزيادة الزخم السياسي لدفع العمليّة السلميّة والتمسّك بالمبادرة العربيّة التي تمثّل أرضيّة عربيّة صلبة لإحلال السلام، لافتاً جلالته إلى أن إعادة طرح المبادرة العربيّة والتمسّك بها خلال القمة العربية التي عقدت في الرياض أواخر الشهر الماضي قد أكّد للعالم جديّة العرب في التوصّل لسلام عادل ونهائي وشامل.

وشدد جلالته خلال اللقاء الذي حضره مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ، ومدير المخابرات العامّة اللواء محمّد الذهبي ورئيس مكتب التمثيل الأردني في غزة يحيى القرالّة، على أهمية تنسيق وتكامل جهود من وصفهم بـ "فرق السلام" في كل من فلسطين والأردن، وهم من أصحاب الخبرة والتجربة في التعامل مع نشطاء السلام الإسرائيليين ومؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلية، وذلك بهدف خلق جو عام ضاغط داخل إسرائيل يوازي الاتجاه العربي المعتدل والمتحمّس للسلام.

بدورهم، أكّد الحضور أنهم سيكثفون جهودهم للبناء على جهود جلالته التي تمكّنت مؤخراً من وضع القضيّة الفلسطينية على رأس سلّم الأولويات الإقليمية والعالميّة، مشيرين إلى أنهم سيوجّهون خطابهم السياسي والإنساني إلى نشطاء السلام في إسرائيل وفي الغرب أيضاً بهدف خلق مناخ سياسي دولي داعم للقضيّة الفلسطينية ومنحاز لخيار السلام.

وأوضح الحضور أنهم ملتزمون كذلك بالبناء على جهود جلالة الملك السياسية والدبلوماسيّة والتي خاطبت مباشرة وبصدق الرأي العام الإسرائيلي لإقناعه وجذبه باتجاه خيار السلام، واصفين جلالة الملك بأنه"رأس حربة" السلام.

وأشار العديد من الحضور إلى تطوّر إيجابي في المزاج العام الإسرائيلي والذي أصبحت غالبيّته مؤيّدة لإجراء مفاوضات ترتكز على محاور المبادرة العربيّة وروحها.

وقال أحد نشطاء السلام الفلسطينيين ممن حضروا اللقاء سفيان أبو زايدة في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية أن جلالة الملك بذل جهوداً كبيرة في تسويق المبادرة، مما أسفر عن حدوث تغير في الموقف الإسرائيلي لصالح المبادرة.

وأعرب الكاتب الصحفي الفلسطيني اشرف العجرمي عن اعتقاده بوجود إمكانية حقيقية لتحقيق السلام خاصة مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تمثل أغلبية الشارع الفلسطيني الذي يوافق على المبادرة العربية كأرضية للسلام.

من ناحيته قال جمال زقوت أنه لا يوجد في الشارع الفلسطيني من يرفض المبادرة العربية مضيفاً أن اللقاء الذي جمع النشطاء الفلسطينيين بجلالة الملك تعد فرصة لدعم الجهود الساعية للتأثير في الرأي العام الإسرائيلي.

وقال المحلل الفلسطيني هاني المصري أن مخاطبة الشارع الإسرائيلي باللغة التي يفهمها وهي لغة المصلحة وليس لغة المناشدات سيؤثر عليه حتماً لأن ما سيؤثر على هذا الشارع هو شعوره بفداحة ما سيخسره إذا رفض السلام مع الفلسطينيين.

وطالب المصري بسياسة عربية متماسكة تجاه المبادرة العربية تحفظ الحقوق الفلسطينية والعربية وتتعامل مع المبادرة ككل متكامل معرباً عن اعتقاده بأن إسرائيل ستقبل بالمبادرة إذا وجدت موقفاً عربياً متمسكاً بالمبادرة كما جاءت بها قمة بيروت وأكدتها قمة الرياض.

وقال أن على المفاوض العربي أن يتمتع بإرادة سياسية صلبة ويسوق المبادرة بشكل جيد خاصة وان هذه المبادرة تستند إلى الشرعية الدولية وتتضمن الاستعداد للتنازل والاعتراف وهذه أمور إستراتيجية.

يشار إلى أن لقاء جلالة الملك مع مجموعة نشطاء السلام الفلسطينيين يأتي ضمن سلسلة من الجهود والتحركّات الملكيّة الرّامية لتحفيز وتمكين قوى السلام والاعتدال في المنطقة للمضي قدماً في جهودها لتحقيق الاستقرار إذ من المقرر أن يلتقي جلالته مجموعة من نشطاء السلام الغربيين والإسرائيليين للبناء على الحراك السياسي والدبلوماسي الرّامي لخلق جو عربي - اسرائيلي - دولي داعم للسلام.