جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قضية سياسية

عمان
21 أيار/مايو 2002

جدد جلالة الملك عبد الله الثاني التأكيد على إن معالجة دائرة العنف في المنطقة يكمن في إدراك أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قضية سياسية وليست أمنية. فهناك شعب يرزح تحت الاحتلال وإذا لم تتحقق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة في المستقبل القريب، فلن يتم القضاء على التطرف.

ودعا جلالته في مقابلة مع محطة التلفزة اليابانية NHK إلى العمل بأسرع ما يمكن لتحريك عملية السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. مشيرا جلالته إلى أن هذا الأمر من شأنه ضمان الأمن والاستقرار لدول المنطقة بما في ذلك إسرائيل.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت زيارة رئيس الوزراء علي أبو الراغب للضفة الغربية ولقائه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحمل مبادرة أردنية، قال جلالته أود أن اؤكد مجددا أننا نعمل الآن كفريق، واعتقد أن من المهم للعالم إدراك أن هذا الفريق هو المجتمع الدولي ممثلا بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والدول الأخرى.

وأضاف جلالته أن مهمتنا في الأردن تتمثل في إزالة العقبات التي تقف في طريق تحريك الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نحو المفاوضات. مشيرا جلالته إلى أن زيارة رئيس الوزراء كانت بهدف وضع الجانب الفلسطيني بصورة الزيارة التي قمت بها مؤخرا إلى واشنطن، وأهمية ما يجب أن يقوم به الرئيس عرفات لتحقيق المناخ المناسب الذي يهيئ لبدء مفاوضات السلام.

وحول ما إذا كان دور اليابان من أزمة الشرق الأوسط غير واضح بالنسبة لشعوب المنطقة، قال جلالته أن الدور الياباني في المنطقة كان جليا للغاية على الدوام، ولكن ربما علينا العمل أكثر لتوضيحه وقد كانت اليابان فاعلة على الصعيد الاقتصادي وفي تقديم المساعدات لدول الشرق الأوسط. معربا جلالته عن شكره للدعم الاقتصادي الذي تقدمه الحكومة اليابانية للأردن وكذلك لمساهمتها في بناء البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية.

وأشار جلالته إلى أهمية البعد الاجتماعي والاقتصادي في توفير الاستقرار ومنح الأمل بالمستقبل، وهو ما تعمل من أجل تحقيقه اليابان حكومة وشعبا. وأكد جلالته أهمية الدور الذي تلعبه اليابان على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في المنطقة. معربا عن أمله في استمرار دور اليابان السياسي وفي دعم جهود السلام في المنطقة.

وأشاد جلالته بالعلاقات المتميزة بين الأردن واليابان التي ترسخت في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه. متطلعا جلالته إلى استمرارها وتوطيدها بين حكومتي البلدين والشعبين الصديقين.

وبيـّن جلالته أن زيارته المرتقبة إلى اليابان ستتناول إضافة إلى المشكلات السياسية الإقليمية وتنسيق المواقف حيالها، تشجيع التعاون الاقتصادي بين البلدين والعمل على دفع مجتمع رجال الأعمال للاضطلاع بدور أكثر فاعلية. مشيرا جلالته إلى أن هذا الأسلوب هو الطريق الوحيد لبناء جسور التعاون والتواصل بين شعبينا، كما أن للجانب السياحي دور مهم من خلال تشجيع اليابانيين لزيارة الأردن وتعريفهم به.

وكان جلالة الملك عبد الله الثاني استقبل في الديوان الملكي الهاشمي اليوم رئيس هيئة التلفزة والإذاعة اليابانية أن اتش كي كاتسوجي ابيساوا Mr. Katsuji Ebisawa الذي يزور المملكة بهدف بحث التعاون الإعلامي بين الأردن واليابان وخاصة في مجال الإذاعة والتلفزيون.

وعبر جلالته خلال اللقاء الذي حضره وزير الدولة للشؤون السياسية وزير الإعلام ووزير السياحة والآثار ومدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عن تقديره للعلاقات المتميزة التي تربط بين الأردن واليابان . مشيداً بالتعاون الإعلامي بين البلدين لا سيما في مجال الإذاعة والتلفزيون وتبادل البرامج الإعلامية.

ودعا جلالته إلى مزيد من التعاون خاصة في مجال التدريب والإنتاج الفني والخدمات الإعلامية وفي مجال استخدام التكنولوجيا اليابانية المتقدمة في ميادين التعليم وخاصة التعليم عن بعد.

وقال السيد ابيساوا الذي يرأس اتحاد الإذاعات الآسيوية الذي يضم الأردن في عضويته أننا نتطلع إلى زيادة التعاون مع الأردن الذي ننظر إليه بأنه مفتاح السلام في المنطقة. وأضاف لقد كانت الزيارة هذه مفيدة جداً وسنعمل على توطيد علاقاتنا مع الأردن الذي ينعم بالأمن والاستقرار والديمقراطية.

وشاهد جلالة الملك عبد الله الثاني مقتطفات من البرامج الإعلامية الترويجية التي ينتجها تلفزيون NHK عن المواقع السياحية في المملكة بهدف ترويجها سياحياً في اليابان والدول المجاورة لها.