جلالة الملك عبدﷲ الثاني يأمر بتوزيع المدافيء على عدد من المدارس

27 كانون الأول 2006
عمان ، الأردن

أمر جلالة الملك عبد ﷲ الثاني اليوم بتوزيع المدافيء على المدارس التي تعاني من أوضاع غير ملائمة داخل الغرف الصفية، في مختلف مناطق المملكة بهدف توفير البيئة التعليمية المناسبة أمام الطلبة وخاصة في فصل الشتاء.

وتأتي مكرمة جلالة الملك في إطار جهد ملكي موصول لتطوير مسيرة التعليم ورعاية طلبة المدارس وتهيئة الأجواء الملائمة أمامهم للتميز والإبداع.

وتهدف المكرمة الملكية الى توفير المدافىء في جميع الغرف الصفية في المدارس الواقعة في المناطق التي تعاني في فصل الشتاء من انخفاض في درجات الحرارة، والتي يقارب مجموعها حوالي "32" ألف غرفة صفية موزعة على مختلف مناطق المملكة.

وأكد وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان أن هذه المكرمة الملكية التي قدمها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني للأسرة التربوية، تأتي في إطار حرص جلالته على تطوير التعليم والاهتمام بتوفير الظروف التعليمية الصحية للطلبة في المدارس في مناطق المملكة كافة.

وقال الدكتور طوقان في تصريح أدلى به للتلفزيون الأردني، أن المكرمة الملكية لم تقتصر فقط على توزيع المدافيء فالمواصفات الجديدة للأبنية المدرسية تتضمن توفير نظام التدفئة المركزية داخل كل بناء مدرسي، وذلك ضمن معايير ومواصفات جديدة للأبنية التي سيتم المباشرة في بنائها.

وأشار إلى أن توزيع المدافيء سيتم على ثلاث مراحل تشمل المرحلة الأولى توزيع المدافيء على حوالي 8500 غرفة صفية في المناطق الأشد برودة، تليها المرحلة الثانية التي ستشمل 19 ألف غرفة صفية في المناطق الأقل برودة، والمرحلة الثالثة تتضمن 4500 غرفة صفية في مختلف مناطق المملكة.

ويعطي جلالة الملك عبدﷲ الثاني أهمية قصوى لرعاية الجيل الجديد وخصوصا في مناطق جيوب الفقر التي حظيت على مدار السنوات الماضية بزيارات متواصلة من جلالته الذي أراد أن يطمئن بنفسه على عمليات إعادة تأهيل العديد من المدارس هناك من اجل الوصول بها إلى مستوى تتساوى به مدخلات التعليم.

يشار إلى أن هذه المكرمة تأتي ضمن منظومة المبادرات التي أطلقها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني لتحسين التعليم ونوعيته للطلاب في مختلف المناطق بدءا بمبادرة التعليم في الأردن وتوزيع الفيتامينات التي تهدف إلى تحسين المستوى الصحي للطلاب، وكذلك حملة الوجبات الغذائية للطلاب في المناطق الفقيرة، وتوزيع الحقائب المدرسية والمعاطف الشتوية التي أطلقها جلالته قبل عامين وغطت معظم طلاب وطالبات المدارس الحكومية والعسكرية ووكالة الغوث في مختلف أنحاء المملكة إلى جانب مبادرة تأمين مساكن للمعلمين في إطار شبكة الأمان الاجتماعي، التي تتضمن بناء "35" ألف وحدة سكنية للمعلمين على مدار سبع سنوات.

وكان جلالة الملك وفي إطار حرصه على النهوض بمسيرة التعليم، وبناء نظام تربوي يحقق التميز والإتقان والجودة، أطلق مبادرة التعليم الأردنية، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2003، التي اعتمدت أحدث البرامج التعليمية، لتحفيز الإبداع لدى الطلبة والمدرسين، وتم اعتمادها كنموذج لرفع سوية التعليم في البلدان النامية من خلال تطبيق برامج الإصلاح وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تطوير التعليم والإبداع وتطوير الكفاءة المهنية، حيث حققت هذه المبادرة نجاحات فاقت التوقعات.

وبذل جلالته كذلك جهودا حثيثة لضمان تطوير البنية التحتية من خلال إنشاء أبنية نموذجية وتزويدها بأجهزة ووسائل تعليمية متطورة ومختبرات حديثة، لإتاحة الفرصة أمام جميع الطلبة للإبداع والتميز في مجالات العلم الحديث والمعرفة الشاملة واستثمار كل الفرص والاستفادة منها لتطوير قدراتهم ومهاراتهم.

وفي سياق حرص جلالته على دعم وتشجيع التفكير والإبداع وإتاحة فرص التميز بين الطلبة، وجه جلالته وزارة التربية والتعليم لاستحداث جائزة جديدة تمنح للطالب المتميز على مستوى كل محافظة من محافظات المملكة.

وكان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني، أوعز عام 1999، بإدخال تعليم اللغة الإنجليزية ومهارات الحاسوب إلى المدارس، لجسر الفجوة الرقمية بين المدينة والريف في الأردن، وتحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة.

وفي هذا السياق، تم عام 2005، إنجاز مراحل متقدمة من مشروع حوسبة جميع مدارس المملكة الحكومية وربطها الكترونيا، الذي بات يعد انموذجا متقدما استفادت من تجربته بلدان عديدة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

يذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقريره الخامس عشر للتنمية البشرية في العالم كشف أن الأردن الذي احتل المرتبة التسعين من بين 177 دولة شملها التقرير يحقق تقدما متواصلا في مجال التنمية, وبحسب المؤشرات الخاصة بالأردن في التقرير العالمي الذي أشار إلى استخدام واسع لتكنولوجيا المعلومات في الأردن، فان الأردن احتل المرتبة الأولى بين الدول العربية في مجال التعليم في حين احتل المرتبة التسعين في التصنيف العام بين الدول وهي المرتبة ذاتها للعام 2004.

واحتل الأردن كذلك موقعا متقدما على مقياس التقدم باتجاه تحقيق التعليم للجميع وفقا لتقرير الرصد العالمي لعام 2007 الذي أصدره المنتدى العالمي للتعليم للجميع (اليونسكو)، قبل أسابيع قليلة.

ووفقا للتقرير فقد جاءت القيمة الكلية لمجموعة من المؤشرات المتعلقة بتوفير التعليم الأساسي والفجوة بين الجنسين والأمية ونوعية التعليم، التي تمثل مقدار التقدم باتجاه تحقيق التعليم للجميع في الأردن 948ر0 على مقياس يتراوح بين صفر إلى واحد.

ووفقا لهذه القيمة جاء الأردن ضمن فئة الدول ذات الاحتمالية المتوسطة العالية لتحقيق أهداف التعليم للجميع بحلول عام 2015، وفقا للإعلان العالمي للجميع الصادر في داكار/السنغال عام 2000.

يشار الى أن الأردن والبحرين هما الدولتان العربيتان الوحيدتان التي جاء تصنيفهما ضمن هذه الفئة.

ويعكس هذا الموقع المتقدم للأردن نجاعة السياسات التربوية التي تبناها الأردن بقيادته الهاشمية التي توجهت لتوسيع فرص الالتحاق بالتعليم وخفض نسبة الأمية والقضاء على الفجوة بين الجنسين والارتقاء بنوعية التعليم.