جلالة الملك عبدﷲ الثاني يأمر بالإسراع بتنفيذ مشروعات في الطفيلة ويفتتح مقام الحارث بن عمير

15 آب 2006
عمان ، الأردن

استهل جلالة الملك عبدﷲ الثاني لقاءه مع أبناء محافظة الطفيلة بافتتاح مقام الحارث بن عمير الازدي في لواء بصيرا التابع لمحافظة الطفيلة الذي يحتضن رفات الصحابي الجليل الحارث بن عمير الازدي رسول رسول ﷲ إلى بلاد بصرى وذلك بحضور سمو الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح.

وأمر جلالته خلال لقاء جمعه في جامعة الطفيلة التقنية بالإسراع في تنفيذ المشاريع السياحية والصحية والخدماتية في المحافظة بتمويل من الديوان الملكي الهاشمي ومتابعة طريقة تشغيلها بما ينعكس إيجابا على حياة أهل الطفيلة ويقلل من نسب الفقر والبطالة فيها..حيث ابلغ جلالته أهالي المحافظة انه سيعود ثانية لافتتاح هذه المشروعات والاستماع إلى مشاكلهم.

وتبرع جلالته بمبلغ مليوني دينار لجامعة الطفيلة التقنية حديثة التأسيس دعما لها لتستطيع السير على قدميها بثبات وتنفيذ الرؤية التي أنشئت لتحقيقها والمتمثلة في إشباع السوق الأردني والعربي بالتخصصات التقنية المطلوبة لأحداث نهضة صناعية في المنطقة..قائلا أن هذا التبرع يأتي نتيجة لاجتماع جلالته مع طلاب من الجامعة قبل نحو أسبوعين والذين أوضحوا حاجة جامعتهم للمساعده.

وأمر جلالته بمتابعة الوضع في حمامات عفرا والبربيطة وتطوير المرافق الموجودة فيها وبناء ما يلزم وتشكيل إدارة فيها تعمل على أسس تجارية بما يدعم حركة السياحة سواء كانت داخلية أو خارجية إلى هذه المحافظة التي كانت عاصمة للادوميين ومقرا أوليا للأنباط قبل بناء مدينة البتراء.

وأوعز جلالته بالإسراع في استكمال طريق الطفيله - الحسا ودعم المركز الصحي في الحسا من خلال رفدها بالكوادر والمعدات الطبية المتخصصة خدمة لأبناء المنطقة الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول إلى اقرب مستشفى.

وأكد جلالته تقديم الدعم إلى الجمعيات الأهلية في المحافظة..مسميا جمعية المتقاعدين العسكريين كإحدى الجمعيات التي تستحق الدعم..إضافة إلى دعم تجمع لجان المرأة ونادي بصيرا الرياضي بالأموال اللازمة لإقامة مقرات لها وتأسيس مركز شباب وشابات نموذجيا في الطفيلة حيث الشباب والشابات خاصة وانهم لا يجدون مكانا ينمي طاقاتهم ويفتح الأفاق لهم في أوقات الفراغ.

أما بالنسبة لإسكان الفقراء فقد أشار جلالته إلى توفر مبالغ مالية تتيح البدء بالمرحلة الثانية من المشروع..مؤكدا جلالته.."نحن جاهزون للمباشرة بالمرحلة الثانية عندكم".

وأمر جلالته بتوفير الدعم لمشاريع البلدية الخاصة بتحسين البنية التحتية من شوارع ومرافق.

وكان محافظ الطفيلة فاروق المجالي قد أبلغ جلالة الملك عبد ﷲ الثاني أن تفعيل الدور التنموي للمحافظ الذي أعلنه جلالته في شهر شباط من عام 2002 زاد من عدد من المشروعات ونسبة انجازها في المحافظة إذ تم منذ عام 2002 تنفيذ 341 مشروعا قامت بدورها المأمول في التخفيف من حدة الفقر والبطالة في المحافظه.

وأوضح المجالي..أن موازنة عام 2006 تتضمن 160 مليون دينار تصرف على 51 مشروعا..مبينا أن معدل الإنفاق على المشاريع بلغ 89 بالمائة وان المياه والكهرباء تصل إلى 7ر99 بالمائة من مناطق الطفيله.

وكان رئيس الجامعة الدكتور سلطان أبو عرابي قد طلب زيادة حصة جامعة الطفيلة من الدعم الحكومي للجامعات لأنها جامعة ناشئة تفتقر للكثير من المباني والمنشآت والأجهزة الضرورية..خاصة وان مبررات تأسيسها تقوم على تصور كبير مفاده وجود بيئة تعدين وصناعة في إقليم الجنوب يحتاج إلى مؤسسة بحثية وتقنية وأنماط جديدة من التداخلات التنموية التي تتطلب كوادر وقيادات متخصصة تعمل الجامعة على تدريبها وتعليمها.

وتعتبر جامعة الطفيلة التقنية أول جامعة من نوعها في الأردن وتنفرد بتدريس تخصصات نادرة في الجامعات الأردنية من حكومية وخاصه.

وتضم الجامعة مركزا لدراسات وأبحاث الصخر الزيتي وتخصصات الإنتاج والآلات وميكانيك السيارات في قسم الهندسة الميكانيكية إضافة إلى الهندسة الجيولوجية وتكنولوجيا الكيمياء.

أما أهالي الحسا الذين تكلم عن مشاكلهم ومطالبهم النائب السابق بخيت الحجايا فقد تمثلت في عدم وجود مركز صحي متكامل يعمل على مدار الساعة وعدم اكتمال الدوائر الحكومية في اللواء..إضافة إلى عدم انجاز طريق الطفيلة-الحسا.

ووعد جلالته أهل الحسا بزيارة خاصة للاستماع إلى مطالبهم والاطلاع على أوضاعهم عن كثب..موعزا بتنفيذ مطالبهم. وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي فقد طالب رئيس اتحاد المزارعين في الطفيلة عقلة المرايات بإعفاء المزارعين من فوائد القرض الذي حصلوا عليه في سنين الجفاف ودعم الأعلاف التي يحصلون عليها من الحكومه.

ولفت انتباه جلالته عرض قدمه رئيس جمعية البيئة في الحسا الشيخ توفيق أبو جفين يفيد بإمكانية استخدام المياه الخارجة من مناجم الفوسفات والتي تقدر بأربعة ملايين متر مكعب من المياه سنويا في زراعة البرسيم والشعير والشمندر بناء على دراسة علمية أجرتها جامعة مؤته.

وأمر جلالته بالاطلاع على الدراسة ومعرفة ما يمكن فعله بشأن هذا المشروع.

ورافق جلالته في هذا اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ومستشار جلالته لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدﷲ ووزير الشؤون البلدية نادر الظهيرات ووزير الأشغال العامة والإسكان المهندس حسني أبو غيدا ووزير السياحة والآثار منير نصار.

وفي بصيرا اطلع جلالته خلال الافتتاح على مرافق مقام الحارث بن عمير وصلى ركعتين تحية للمسجد وحيا أبناء لواء بصيرا والطفيلة من أمام المقام.

يذكر أن المقام يحتضن رفات رسول رسول ﷲ عليه الصلاة والسلام الحارث بن عمير الذي بعثه رسول ﷲ رسولا إلى ملك بصرى لتبليغ رسالة الإسلام الخالدة فقام شرحبيل بن عمرو الغساني أمير مدينة السلع في الطفيلة بقتله وعلى اثر مقتله حدثت معركة مؤتة الشهيره.

وحسب إحصائيات وزارة السياحة والآثار فان المقام الذي كان يتكون من غرفة فيها مسجد يضم مقام الحارث وقبورا لخدام المقام يشهد حركة سياحية نشطة من جانب الأفواج السياحية المتجهة إلى ضانا والبتراء تقدر بحوالي 20 ألف زائر سنويا.

ويعد مقام الحارث بن عمير الازدي الذي تبلغ مساحته المسقوفة 1200 متر مربع أحد مقومات السياحة الدينية في لواء بصيرا جنوبي الطفيلة فهو مبني بالقرب من قرية أثرية غسانية المعالم وعلى الشارع الرئيس النافذ باتجاه لواء بصيرا ومدينة البتراء.

وروعي في تصميمه النمط المعماري الإسلامي والزخارف الإسلامية التي تتماشى مع كون مقام الحارث بن عمير الازدي أحد المعالم التاريخية الإسلامية الهامة التي تحتضنها ارض الطفيله.

وجاء إنشاء هذا المشروع ضمن سلسلة المشروعات التي تشرف عليها اللجنة الملكية لأعمار مساجد ومقامات الصحابة والشهداء ليكون مركزا للإشعاع الديني والثقافي والتربوي ونقطة جذب للسياحة المحلية والخارجيه.

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح..أن هذا المقام الذي بوشر العمل به منذ عام 2002 يعد احد المشروعات التي تشرف عليها اللجنة الملكية لأعمار مساجد ومقامات الصحابة والشهداء والتي جاء تنفيذها بتوجيهات ملكية بغية إعادة أعمار وتطوير هذا المواقع الطاهرة التي تحتضن الصحابة والشهداء والتابعين.

ويشتمل المقام الذي بلغت كلفته الإجمالية حوالي 440 ألف دينار على العديد من الأبنية والمرافق الخدمية للمصلين وزوار المقام كمصليات النساء ومواقف السيارات ..إضافة إلى المسجد الواسع الذي يحتضنه الصحن والأروقة والمئذنة بطول 24 مترا إلى جانب سكن خاص للإمام وحديقة ومسطحات خضراء وطابق سفلي كمرافق إضافية للمقام علاوة على مكتبة خاصه.

ويتضمن المشروع إقامة ديكورات داخلية بتصاميم ونقوش إسلامية متقنة في الإبداع والتشكيل شملت المنبر والصحن ومرافق أخرى بغية إعطاء المعالم الجمالية للمقام.

وثمن أبناء المحافظة الرعاية الملكية السامية لأعمار المساجد والعناية بمقامات الصحابة تكريما لتضحيات الصحابة والشهداء الذين قضوا نحبهم في سبيل نشر الإسلام في جميع بقاع الدنيا.