جلالة الملك عبدﷲ الثاني وميركل يركزان على عملية السلام والتعاون الاقتصادي

27 كانون الثاني 2007
عمان ، الأردن

أجرى جلالة الملك عبدﷲ الثاني بعد ظهر اليوم مباحثات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تناولت احياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والوضع في لبنان..اضافة الى العلاقات الثنائية وخاصة على الصعيد الاقتصادي.

وأكد الزعيمان في مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع دام زهاء الساعتين على غداء عمل الحاجة الملحة للاستفادة من الفرصة المتاحة اليوم لاحياء عملية السلام وأن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحدها يمكن أن تحقق المستقبل الذي يتطلع إليه الطرفان والمتمثل في دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة تعيش إلى جانب إسرائيل آمنه.

وقال جلالته في تصريحاته..ان معظم المحادثات تركزت على الحاجة للاستفادة من الفرصة المتاحة اليوم للمضي قدما بالسلام في الشرق الأوسط..مبينا أن هناك الآن توافقا دوليا حول أخطار الإخفاق في حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي يشكل الصراع المحوري في منطقة الشرق الاوسط.

وأكد جلالته اتفاق الاردن والمانيا على الحاجة إلى تشجيع وتطوير "ما نشهده من إرادة ورغبة متجددتين لدى أطراف النزاع ودول المنطقة والمجتمع الدولي لإيجاد حل عادل لهذا الصراع يستند إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق."

وأكد جلالته ردا على سؤال دعم الاردن لاي جهد يمكن ان يؤدي الى احلال السلام في المنطقة بما في ذلك فكرة عقد مؤتمر دولي لمناقشة كل الملفات الساخنة في المنطقة من فلسطين الى العراق ولبنان شريطة ان يكون لهذا المؤتمر مضمون وجدول زمني ونتائج ملموسة تتحقق وليس مجرد فرصة اخرى لأخذ الصور.

وعبر جلالته عن تقديره لألمانيا بصفتها شريكاً إقليمياً هاماً في التنمية ورئيساً للاتحاد الأوروبي قائلا..ان لها دوراً بالغ الضرورة في إعادة تنشيط عمل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي ستجتمع الأسبوع المقبل.

واعتبر جلالته مشاركة ألمانيا في القـوات الدولية "اليونيـفيل" ودعمها للحكومة اللبنانية إسهاما هامّا في تحقيق الأمن للبنان وفي الاستقرار الإقليمي..معربا عن القلق تجاه التدخل الخارجي في سيادة لبنان..مؤكدا انه والمستشارة الالمانية يدعوان الآخرين لاحترام العملية الديموقراطية ومؤسساتها في لبنان.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية عبر جلالته عن تقدير الاردن لدعم ألمانيا لجهود التنمية والإصلاح في المملكة وهو ما كان له أهمية خاصة في مساعدة الاقتصاد الأردني على النمو في السنوات الأخيرة..مؤكدا اعتماد الاردن على الشراكة مع المانيا والإتحاد الأوروبي المستمرة في الفترة القادمة فيما يتصل بالمساعدات ووصول الصادرات الأردنية إلى الأسواق والمزيد من خفض عبء الدين.

وعوّل جلالته على دعم المانيا لمجموعة الاحدى عشرة من الدول ذات الدخل الادنى في فئة الدول متوسطة الدخل التي كان لجلالته الفضل في تأسيسها قائلا..إن "بلدنا يقود جهداً جماعياً لدول لها نفس الظروف والأوضاع لإدامة ما حققته هذه الدول من تقدّم وتوسيع دائرة أولئك الذين يستفيدون من الإصلاح."

وأوضح جلالته..أن دول المجموعة تسعى للعمل معاً والمشاركة مع المجتمع الدولي ومنه المانيا لتسريع الإصلاحات وتمتين قاعدة المكاسب الاقتصادية والسياسية والاجتماعيه.

من ناحيتها اعتبرت ميركل في تصريحاتها للصحافيين الاردن "شريكا سياسيا لالمانيا" وبلدا تربطه ببلدها روابط قوية في مختلف المجالات خاصة وانه يلعب دورا مهما في عملية السلام ودعم جهود اللجنة الرباعيه.

وأكدت..ان حرب تموز الاسرائيلية على لبنان "علمتنا الكثير" لجهة ضرورة التحرك لاعادة عملية السلام الى مسارها وعدم اضاعة الوقت..مبينة ان الفرصة موجودة الان لحل المشاكل السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين او "على الاقل حدوث تقدم" بشأن حلها.

وشددت على ضرورة استغلال الفرصة المتاحة "والا ستخرج الامور من اليد"مبينة ان عملية السلام لا تنجح الا بدعم دول المنطقة لها وانها لمست من مباحثاتها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ومن اسرائيل ودول المنطقة وجود ارادة لتحقيق السلام.

وأكدت ضرورة العمل على اتخاذ خطوات متناسقة ومترابطة ليكون الجو ملائما لعملية السلام..مبينة ان تحقيق السلام ليس من مصلحة المنطقة فقط بل واوروبا والعالم كله.

وعلى الصعيد الاقتصادي أشادت ميركل بالتقدم الاقتصادي الذي احرزه الاردن على صعيد الاصلاحات والنمو الا انها أقرت بان ارتفاع اسعار النفط خلق مشاكل جديدة للأردن ولهذا "ستجري مباحثات بين وزارة المالية الالمانية والحكومة الاردنية لبحث موضوع الديون والاستثمارات وسيعمل الجانبان خلال الاسابيع والأشهر المقبلة على تفاصيل هذه المواضيع."

وأكدت ميركل استعداد بلادها لمساعدة مجموعة الاحدى عشرة في مساعيها لتعزيز النمو الاقتصادي ومتابعة نجاحاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسيه.

حضر المباحثات مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ والسفير الاردني في برلين وليد الرفاعي.