الزاوية الإعلامية
دان جلالة الملك عبدﷲ الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدﷲ بن عبد العزيز اليوم بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة قانا في لبنان والتي راح ضحيتها عشرات الضحايا والشهداء من المدنيين الأبرياء.
وعبر جلالته وخادم الحرمين الشريفين، خلال المباحثات التي عقدت في قصر خادم الحرمين الشريفين في مدينة جدة السعودية، عن شجبهما واستنكارهما لهذه الجريمة النكراء التي تشكل انتهاكا صارخا للمبادئ الإنسانية والأخلاقية وكافة المواثيق الدولية.
وشدد الزعيمان على أن ما حدث في قانا يتطلب من المجتمع الدولي بذل أقصى الجهود للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإنهاء مأساة الشعب اللبناني الذي يعاني يوميا سقوط الضحايا الأبرياء وتدمير منشآته التحتية نتيجة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على المدن والقرى اللبنانية.
وأكد الجانبان على ضرورة تحمل الأسرة الدولية لدورها في إيقاف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في لبنان، معربان عن أهمية بلورة موقف دولي حازم وشامل لحل الأزمة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
كما بحث جلالته والعاهل السعودي، خلال المحادثات التي تخللها مأدبة غذاء أقامها خادم الحرمين الشريفين تكريما لجلالته والوفد المرافق، سبل مساعدة لبنان لتجاوز الأزمة الإنسانية التي تواجهه، مجددا جلالته التزام الأردن بتقديم كافة أشكال المساعدة التي يحتاجها الشعب اللبناني في هذا الوقت.
وتعد عمان من أوائل العواصم العربية والعالمية التي أبدت استعدادها لتقديم الدعم اللازم للبنان حيث بدأ الأردن منذ نحو أسبوع بتسيير جسر إغاثة جوي يربط العاصمتين عمان وبيروت وتسيير طائرات تحمل المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لمطار بيروت الدولي.
يشار أيضا ان الأردن أعلن استجابته لمطلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة باعتماد المملكة بوابة للمساعدات العربية والدولية المقدمة للبنان، بالإضافة لإرساله لمستشفى ميداني لمعالجة جرحى وضحايا العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
وبحث الزعيمان كذلك سبل تقديم العون والمساعدة للنازحين اللبنانيين الذين هجروا مدنهم وقراهم نتيجة للحرب المندلعة منذ نحو عشرين يوما، حيث جدد جلالة الملك عبدﷲ الثاني استعداد الأردن لوضع كافة إمكانياته للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في لبنان.
وحول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، أشار جلالة الملك عبدﷲ الثاني وخادم الحرمين الشريفين إلى التزام عمان والرياض الدائم بتقديم كافة إشكال الدعم للشعب الفلسطيني.
كما دعا الجانبان المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الأراضي الفلسطينية والذي تسبب بتدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية للشعب الفلسطيني. وشدد جلالة الملك عبدﷲ الثاني على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإحياء عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات استنادا لخطة خارطة الطريق للسلام.
وأكد الزعيمان أنه ما لم يتم التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم يعيد الأراضي العربية المحتلة ويؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة فإن المنطقة ستبقى عرضة للعنف وعدم الاستقرار.
وبحث جلالته والعاهل السعودي الوضع في العراق، حيث أكدا دعمهما للجهود الهادفة لإعادة الأمن والاستقرار للجوار العراقي، محذرا جلالته من محاولات تأجيج الانقسام بين أبناء الشعب العراقي الواحد. وقال جلالة الملك أيضا أن الأردن سيستمر بالعمل مع الحكومة العراقية لضمان خروج العراق من دوامة العنف التي يواجهها وبناء مستقبل أفضل لأبنائه.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين عمان والرياض، أشار جلالة الملك عبدﷲ الثاني وخادم الحرمين الشريفين إلى ضرورة تعزيزها في مختلف المجالات خصوصا الاقتصادية والاستثمارية منها.
وبين الزعيمان خلال المحادثات ضرورة تنسيق الجهود بين العواصم العربية والإسلامية وفي مقدمتها عمان والرياض خدمة لتعزيز العمل العربي المشترك ومواجهة مختلف التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني سمو الأمير فيصل بن الحسين، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ، ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب، ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي، والسفير الأردني في الرياض قفطان المجالي. كما حضرها عن الجانب السعودي سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، ووزير الخارجية سمو الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة السعودية رئيس بعثة الشرف سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز.