جلالة الملك: تفاؤل حذر ويجب وضع الاسس لمرحلة جديدة

عمان
13 حزيران/يونيو 2002

عبر جلالة الملك عبد الله الثاني عن تفاؤله الحذر بان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيعملان معا لوضع الاساس الذي من شانه جعل الفلسطينيين والاسرائيليين والعرب يتقدمون للامام لتحقيق السلام في المنطقة. وأكد جلالته في مقابلة مع القناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي ان الشعب الوحيد الذي يستطيع تحديد مستقبل الفلسطينيين هم الفلسطينيون انفسهم ويجب ان يكون هذا مفهوما وواضحا للجميع.

وأكد جلالته ان الوضع ما يزال سيئا جدا على الارض فما زالت دوامة العنف قائمة وهناك ضحايا من الفلسطينيين والاسرائيليين ومن الواضح ان هناك تمسكا بالمواقف لدى كل من السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية.

وردا على سؤال عما اذا كان هناك مراوغة من الجانب الاسرائيلي بان يكون الاردن بديلا لدولة الفلسطينية قال جلالة الملك عبد الله الثاني أن هناك روايتين تقول احداهما ان الاردن بديل لفلسطين وهذا لن يحدث اطلاقا فنحن الاردنيين نعرف تاريخنا ومتفقون ومتضامنون بان الاردن سيظل الاردن، وكما يعلم المجتمع الدولي فلولا الاردن لكان الشرق الاوسط في وضع أسوأ.

واضاف جلالته يقول اما بالنسبة للرواية الاخرى التي تقول بانه يجب ان يكون للاردن سيطرة على الضفة الغربية ولمصر سيطرة على غزة فانني أقول ان اي دور للاردن في الضفة الغربية سيعني استبدال الدبابة الاسرائيلية بدبابة اردنية وهذا لن يحدث ابدا. وأكد جلالته ان هاتين الروايتين غير واقعيتين ولن نسمح بحدوثهما على الاطلاق.

وحول ما يمكن ان يفعله الرئيس الاميركي ليعيد العملية السلمية الى مسارها قال جلالته أن موقفنا وكما ذكرنا خلال العامين الماضيين تصور للنهاية يدركها الجميع حيث يتم توضيح الامر للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني وبالنسبة للفلسطينيين يجب ان تكون لهم دولة قابلة للاستمرار وفقا للقرارين 242 و338 وبالنسبة للاسرائيليين تحقيق الامن والاندماج في الشرق الاوسط وقد اجاب العرب عن المطلب الاسرائيلي في قمة بيروت قبل بضعة اشهر حيث استجابوا لكل المطالب الاسرائيلية خلال العقود الماضية ونحتاج الآن من المجتمع الدولي القيام بخطوة مؤيدة من اجل مستقبل الفلسطينيين.

وعبر جلالته عن اعتقاده بان المجتمع الدولي يدرك دائما ما هو متوقع من اجل دفع الطرفين الى الامام وقال انني ما زلت اعتقد ان هناك فرصة هذا الصيف لدعوة الاسرائيليين والفلسطينيين والاسرائيليين والعرب الى مؤتمر يضع الاسس للتقدم بالمنطقة الى الامام وان الولايات المتحدة تعرف ما هو مطلوب وهي تجمع الحقائق وتدرس الوضع.

وردا على سؤال عن مبادرة السلام العربية اكد جلالته ان هذه المبادرة لم تمت، وانه يجب ان ندرك ان كل سلسلة المبادرات والافكار ومساعينا من اجل التقدم سواء اكانت خطة سلام اميركية او اردنية او مصرية او سعودية كلها تريد المصلحة العامة وحل المشكلة وكلها مبادرات وجهود كبيرة كبيرة منا في المنطقة والمجتمع الدولي للتقدم الى الامام وليس هناك ما يمكن وصفه بموت السلام لان علينا في هذه الحالة ان نستسلم للياس ولا نامل في المستقبل، وان جميع المبادرات هي تقدم للامام حيث ستلتقي في الصيف تحت مظلة واحدة حيث يتم وضع الاسس لمرحلة جديدة في التقريب بين الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب.

وحول موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي من ابعاد الرئيس عرفات عن العملية السلمية قال جلالته أنه من الواضح ان هناك معارضه قوية لعرفات من رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ولا شك بان هناك تحفظات على ذلك من قبل الادارة الاميركية والمجتمع الدولي ولكننا لا نستيطع اختيار قادة الشعوب الاخرى.

وقال جلالته ان الرئيس عرفات ما زال يمثل رمز الشعب الفلسطيني وما زال قائده، والشعب الوحيد الذي لديه الاجابة على هذا هو الشعب الفلسطيني نفسه.

وأكد جلالته في هذا الصدد انه لا يمكننا استخدام القادة كعذر امام احداث التقدم.