جلالة الملك: ان الحرب على العراق ستكون اثارها سلبية على المنطقة بكاملها

عمان
23 كانون الثاني/يناير 2003

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان الحرب على العراق سيكون لها اثار سلبية على المنطقة بكاملها وبخاصة في هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية لافتا جلالته الى اننا في الاردن عملنا كل ما نستطيع من اجل استمرار الحوار بين العراق والامم المتحدة وتسوية هذه المشكلة بالطرق السلمية بما يجنب شعوب المنطقة الكثير من تبعات الحرب واثارها المدمرة.

وشدد جلالته على ان "الاردن اولا" بالنسبة لنا ليس مجرد شعار وانما هو قاعدة رئيسية لمسيرتنا الوطنية في الحاضر والمستقبل ومرجعية نستعين بها ونستلهم منها مواقفنا تجاه كل القضايا والتحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي.

واشار جلالته في هذا السياق الى ان "الاردن اولا" لا تعني على الاطلاق ان نتخلى عن الوفاء بالتزاماتنا تجاه قضايا امتنا او دورنا في دعم ومساندة الاشقاء العرب في كل قضاياهم العادلة مؤكدا ان الاردن سيظل كما كان على الدوام جزء لا يتجزأ من امته العربية والاسلامية واننا نطرح هذا الشعار لتوحيد جبهتنا الداخلية وحشد كل الطاقات من اجل التنمية ومعالجة قضايانا الوطنية.

واكد جلالته في مقابلة خاصة مع قناة ابو ظبي بثتها كاملة اليوم اننا نسعى لاجراء الانتخابات النيابية خلال فصل الربيع من هذا العام معربا عن امله في ان تكون الظروف والاوضاع في المنطقة مناسبة لاجرائها على اكمل وجه.

واشار جلالته الى انه سيصدر في الشهر القادم اوامره للحكومة بتحديد موعد اجراء الانتخابات.

ودعا جلالة الملك عبدالله الثاني الاحزاب الاردنية الى مراجعة شاملة وموضوعية لادبياتها وبرامجها بحيث تكون مصلحة الوطن على راس اولوياتها وفوق المصالح الشخصية لقيادات هذه الاحزاب او اي مصالح او اعتبارات اخرى.

واكد جلالته على ان استمرار الاحزاب في وضعها الحالي وبهذا العدد وهذا الشتات وتلقي بعضها التوجيهات من الخارج لا يخدم لا القضايا العربية ولا القضايا الاردنية.

واوضح جلالته ان اولوياتنا في هذه المرحلة هي استكمال بناء الاردن العصري الحديث وتحقيق النهضة الشاملة وفي مقدمتها التنمية الاقتصادية مؤكدا ان الهم الشاغل لجلالته هو توفير الحياة الكريمة لكل اردني واردنية.

وقال جلالة الملك عبدالله الثاني ان انتسابه لال البيت يفرض عليه ان يكون في طليعة المدافعين عن الاسلام ضد كل من يحاول الاساءة اليه او تشويه صورته النبيلة باي شكل من الاشكال.

واشار جلالته الى ضرورة تفهم حالة الغضب والاحباط التي يعاني منها الانسان العربي والمسلم نتيجة الشعور بغياب العدالة او بالظلم الواقع عليه.. لكن جلالته بين ان حل الازمات لا يكون بالعنف ولا بالارهاب وانما من خلال العمل العقلاني المدروس ومخاطبة العالم من حولنا باللغة التي يفهمها.

ودعا جلالته الشباب المتحمسين لامتهم ووطنهم الى المزيد من الوعي وعدم الانسياق وراء الشعارات البراقة التي تستخدم للتغرير بهم واستغلالهم لاهداف وغايات ليس لها علاقة لا بالاسلام ولا بالمسلمين.

وبين جلالته ان عمل النقابات في الجانب السياسي يتم على حساب الجانب المهني الذي هو الاصل والاساس في عمل النقابات مؤكدا انه لا بد من تصحيح هذا الوضع من باب الحرص على النقابات المهنية وحقوق المنتسبين اليها وسيادة القانون على الجميع.

وفي معرض رده على سؤال فيما اذا كان جلالته يتفق مع طروحات بمنع النقابات من ممارسة عملها السياسي في ضوء الضعف الواضح للاحزاب السياسية في الاردن، قال جلالته ان الاصل في عمل النقابات المهنية ورسالتها هو تطوير المهنة ورفع مستواها وخدمة العاملين فيها والحفاظ على حقوقهم وتحسين مستواهم المهني والاسهام في خدمة المجتمع.

واوضح جلالته نحن لسنا ضد حق اي مواطن في ممارسة العمل السياسي لكن هناك قنوات ومجالات حددها القانون لممارسة هذا العمل الذي مجاله هو الاحزاب والحياة النيابية.

وفي معرض اجابته على سؤال حول ما تدعيه بعض الجهات حول تراجع الديمقراطية والحريات العامة لفت جلالته الى ان هذه الجهات التي تبحث عن اي مناسبة او اي سبب للتباكي على المسيرة الديمقراطية والحريات العامة معروفة لدينا تماما ونحن نعرف غاياتها واهدافها والاجندة غير الوطنية لاصحابها معربا جلالته عن اعتقاده بان المواطن الاردني بما لديه من وعي وحس وطني يدرك ان هؤلاء يسعون لعرقلة المسيرة وتدمير الديمقراطية والتباكي عليها في نفس الوقت.

وردا على سؤال حول ظهور بعض الحركات المتطرفة التي تتخذ من العنف اسلوبا وما هي نظرة جلالته لهذه المسالة، قال جلالته ان هناك بعض التيارات والتنظيمات التي تستخدم الاسلام وسيلة لتحقيق اهداف سياسية او حزبية او حتى فردية وهي تلجا الى العنف والتطرف والارهاب في سبيل تحقيق ذلك معتبرا جلالته ان هذه التنظيمات تعمل على تشويه صورة الاسلام ومبادئ الاعتدال والتسامح التي نادى بها الدين الحنيف.

ولفت جلالته الى ان هناك تيارات اخرى تعتمد على التعصب والانغلاق وعدم الانفتاح على الاخرين وهي ليست اقل خطورة على الاسلام من التيارات السابقة مؤكدا جلالته ان من واجبنا كمسلمين التصدي لهذه الحركات والتنظيمات المشبوهة وكشف اساليبها في الافتراء على الاسلام.

وردا على سؤال حول قضية التسهيلات اوضح جلالته ان القضية هي امام القضاء وبايد امينة مؤكدا على ان الاستمرار في محاربة الفساد واجب لا يمكن ان نتهاون فيه وسنستمر بكل عزيمة وقوة في ملاحقة اي شكل من اشكال الفساد مؤكدا ان لا احد فوق القانون.