الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني انه إذا استمرت الولايات المتحدة بالتعامل مع موضوع السلام بهذا التردد فإنها ستخسر مصداقيتها في المنطقة وستفقد ثقة شعوب المنطقة أيضا مما يهدد استقرار الشرق الاوسط.
وأشار جلالته ردا على سؤال حول تراجع مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة الى أن مرد ذلك هو عدم معالجة القضية الأساسية في المنطقة وهي القضية الفلسطينية.
وقال جلالته ردا على اسئلة محاوره الاعلامي الامريكي في محطة تلفزيون "PBS" تشارلي روز عقب الخطاب الذي القاه جلالته في احدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي, أن العديد من الدول بدأت تتساءل حول مدى جدية الولايات المتحدة بهذا الخصوص وتتساءل إن كانت خطواتها في هذا المجال للاستهلاك الداخلي والصحفي فقط.. لكن جلالته اضاف..أن الإشارات التي تأتي من واشنطن لغاية الآن وبخاصة من الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس تؤكد أن الأمريكيين جادون في إطلاق عملية السلام وان الرئيس الأمريكي ملتزم بالمضي قدما لايجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال جلالته إننا مهتمون للغاية بما يجري لأننا ندرك النتائج التي ستترتب على استمرار الحال على ما هو عليه.
وشدد جلالة الملك عبدﷲ الثاني ان على المجتمع الدولي ان ينظر الى الشرق الاوسط من منظور أوسع واشمل وإلا ستظل المنطقة عرضة لعدم الاستقرار خاصة في ضوء تأزم الوضع في الأراضي الفلسطينية ولبنان وتزايد وتيرة العنف في العراق.
وقال جلالته هذه الموضوعات جميعها مترابطة لانها تمثل قضايا "غاية في الجدية".
وبين جلالته ان العديد من الإسرائيليين يتساءلون اليوم لماذا علينا ان نعطي الدولة الفلسطينية فرصة، وان نعطي الامل بالمستقبل للفلسطينيين مشيرا جلالته اننا ندرك ان غالبية الإسرائيليين لديهم رغبة في الاندماج في المنطقة وهذا يعني ان الاندماج يجب ان يرافقه ثمن.
واوضح جلالته ان الثمن هو منح المستقبل للفلسطينيين مقابل امن وسلامة دولة إسرائيل.
وفي معرض إجابته على سؤال حول خطورة الصراع السني الشيعي وتزايد الانقسام الطائفي في العالم العربي اكد جلالته ان أي إنسان عاقل ومنطقي لا يتمنى وقوع مثل هذا النزاع.. محذرا جلالته من ان هذا الموضوع هو في غاية الخطورة.
واوضح جلالته ان السبب يعود في ان مجموعات سياسية عديدة بالإضافة الى أن بعض الدول تستخدم أدوات سياسية لخلق صراعات دينية داخل الإسلام.
ونبه جلالته مجددا الى انه عندما يقع هذا النوع من الصراع فانه لن ينحصر في العراق بل سيمتد من بيروت الى بومبي.
ولفت جلالته الى انه خلال القرون العديدة الماضية لم نشهد صراعا سنيا شيعيا وحتى في الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في اوائل الثمانينات كنزاع مرتبط بالحدود والأراضي وتطورت الى موضوع مرتبط بالقومية، وان الطرفين لم يستخدما ورقة الدين والتي كانت ستتسبب بسيل لا ينقطع من المشاكل.
وبين جلالته ان موضوع السنة والشيعة رسخته القيادات المدنية للتحالف عندما بدأت دخول العراق .. وحذر جلالته قائلا ان هذه التفرقة هي بمثابة الشرارة التي لا يمكن ايقافها وان الجميع سيدفع الثمن وليس العراقيين فحسب.