الزاوية الإعلامية
قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن الفرصة متاحة في الشرق الأوسط لتحقيق سلام بين العرب وإسرائيل يتيح المجال للتقدم وتحقيق الازدهار في المنطقة ويُرْسي قاعدةً لمستويات جديدة من التعاون بين العالم الإسلامي والغرب.
واكد جلالته في خطاب القاه مساء يوم أمس الاثنين في معهد اسبن في ولاية كولورادو الامريكية، أمام حشد كبير من الفعاليات والشخصيات السياسية والفكرية والأكاديمية العالمية، أن تحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط عنصر أساسي من اجل ترسيخ التقدّم في العالم اجمع.
ودعا جلالته في هذا الإطار الولايات المتحدة إلى الإمساك بزمام الجهد الدولي لإيجاد تسوية سلمية تاريخية وخلق مستقبل جديد للفلسطينيين والإسرائيليين معا، معتبرا جلالته أن المنطقة على مفترق طرق في زمن يتسم بالخطر والتحدّي، ولكنه أيضاً مليء بالفرص الفريدة.
ولفت جلالته في الخطاب، الذي حضرته جلالة الملكة رانيا العبدﷲ وجلالة الملكة نور الحسين ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض ﷲ والسفير الأردني في واشنطن سمو الأمير زيد بن رعد، إلى ما يشعر به الشعب العربي من خيبة أمل حيث ما زالت إسرائيل تبني المستوطنات في الضفة الغربية المُحتلّة، وتقيم الجدران وحواجز الطرق التي تعمل على تقطيع أوصال التجمّعات السكانية الفلسطينية؛ فيما الاقتصاد الفلسطيني مازال في حالة فوضى وتخبّط.
وقال جلالته أن الشرق الأوسط يحتاج بصورة مُلحّة إلى أفق استراتيجي للتعامل مع التحدّيات التي تواجهه بحيث يكون تحقيق السلام في قمة الأولويات.
وحذر جلالته من انه ما لم تظهرْ لعملية السلام بعض المكاسب على الأرض، فإن المصداقية الأمريكية ستتقلص بصورة دراماتيكية وستواصل قوى التطرّف اندفاعها لإبعاد المنطقة عن الاعتدال.
واكد جلالته أن السلام يحتاج إلى عمل على الأرض إضافة إلى العمل على طاولات المفاوضات، منوها بضرورة ان تعمل الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية معا لخلق الظروف لتحقيق سلام مُستدام.
وبين جلالته ان الشراكات القائمة على الاحترام لها أهمية بالغة في صنع السلام، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية مواصلة دعم قوى الاعتدال في المنطقة.
واشار جلالته الى انخراط دول الشرق الأوسط في تطبيق الإصلاحات التي نحتاجها لمساعدة شعوبنا على الازدهار والشعور بالأمن، موضحا جلالته ان نجاح الإصلاح في الشرق الأوسط سيعزّز الاعتدال والاستقرار في المنطقة وسيضيف قوة جديدة إلى الشراكة العالمية من أجل التعايش والأمن في هذا العالم المتشابك.
ودعا جلالته الى بدء حوار بين أمريكا والشرق الأوسط، والعالم الإسلامي سعيا الى ازالة المفاهيم الخاطئة ومساعدة الناس على اكتشاف الأرضية المشتركة فيما بينهم.
وفي نهاية الخطاب، اجاب جلالة الملك عبدﷲ الثاني على اسئلة الحضور والتي تركزت على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط وبشكل خاص الظروف المحيطة بعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والحوار الدائر بين السوريين والاسرائيليين والتوتر بين إيران والغرب حول ملفها النووي.
وفي معرض رده على الاستفسارات الخاصة بالعملية التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، اكد جلالته اهمية ان يرى الناس نتائج ملموسة لعملية التفاوض على الارض.
ولفت جلالته الى اهمية دور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في مساعدة الطرفين على تحقيق دفع باتجاه السلام واقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين الذي يتيح لاسرائيل القبول في العالم الاسلامي بدوله السبع والخمسين التي تشكل ثلث اعضاء منظمة الامم المتحدة.
وفي هذا الاطار، حث جلالته صناع القرار في اسرائيل على اغتنام حل الدولتين والتخلي عن سياسة القلعة والتمترس خلفها وهي السياسة التي ستلحق الضرر بالمنطقة.
وردا على سؤال، اشار جلالته الى ان السوريين والاسرائيليين يعملان على الافادة من الحوار الدائر بينهما سعيا الى تحقيق السلام، لكن جلالته اشار في ذات الوقت الى التعقيدات العديدة التي تلف هذا الموضوع.
وحول ما يشاع من احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران، تساءل جلالته ما الذي سيتم تحقيقه من ذلك بغض النظر عن الجهة التي ستنفذه، محذرا جلالته من الاثار السلبية الخطيرة لضرب ايران وافتعال نزاع مسلح من جديد في المنطقة.
وفي الشأن الداخلي، استعرض جلالته ما يبذله الاردن من جهود موصولة لتحقيق التنمية وتشغيل الشباب والحد من البطالة التي تعد المشكلة الرئيسية التي تواجه دول المنطقة، مبينا جلالته ان الاردن يعد نموذجا للتعليم المتميز وللشباب المؤهل والموهوب الذي نسعى الى التعامل معه وحل مشاكله وايجاد فرص العمل المناسبة له.
من جهته، عبر وليم ماير، رئيس معهد اسبن، وليستر كراون، نائب رئيس المعهد، عن تقديرهما البالغ لما يبذله جلالة الملك عبدﷲ الثاني من جهود كبيرة وموصولة لتحقيق السلام والاستقرار لشعوب الشرق الاوسط، واثنيا على شجاعة وحكمة جلالته ورؤيته الثاقبة، فيما اعتبر والتر اساكسون، الرئيس التنفيذي لمعهد اسبن، ان لا احد من قادة العالم يتفوق على جلالة الملك في قيمه واخلاصه وعمله الدوؤب لتحقيق الرفاه والازدهار والسلام.
تجدر الاشارة الى ان معهد أسبن، الذي اسس عام 1950، قد استضاف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في أواخر التسعينات في منتجع واي ريفر.
ويتميز المعهد بالبرامج البحثية المتنوعة في العديد من المجالات وله مكاتب في كل من برلين ونيودلهي وطوكيو وروما وليون بفرنسا.
وتعمل المجموعة الإستراتيجية للشرق الأوسط التابعة للمعهد على خلق بيئة ملائمة للحوار السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك عبر إنشاء مشاريع داعمة للنمو الاقتصادي والثقافي بالأراضي الفلسطينية.