رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل ظهر اليوم حفل تخريج الفوج الخامس عشر من الجناح العسكري في جامعة مؤتة.

وبدئ الاحتفال الذي حضره سمو الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد بالسلام الملكي ثم تفقد جلالة القائد الأعلى طابور الخريجين الذي تقدم من أمام المنصة الملكية بنظام المسير البطيء والعادي.

والقى رئيس جامعة مؤتة الدكتور عيد الدحيات كلمة قال فيها "هاهي رايات مؤتة تخفق من جديد لتزف للوطن فوجا اخر من خريجيها تعهدتهم لاشرف مهمة وانبلها وهي الدفاع عن الأردن وصون استقلاله وكرامة مواطنيه ومؤتة يا صاحب الجلالة فصل من انقى فصول التاريخ التقت فيه عظمة الرسالة مع قدسية التضحية لتجعل من هذا المكان شاهدا على انطلاقة امة وبداية حضارة اتت بالنور واهدته للبشرية كلها."

وقال ان استرجاع هذا التاريخ مناسبة لمحاسبة الذات يفرض علينا الخروج للعالم بخطاب حضاري قائم على تقديم ما هو جديد في كل ميادين الحياة فالعالم من حولنا يموج بثورة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة وثورة الاتصالات والمعلومات تنذر بتغيرات جذرية عميقة في المفاهيم والقيم وتقع على الجامعات مسؤولية رئيسية في التعامل مع موجات التنوير هذه في عالم متغير لا يعرف الا الابداع والتميز بحيث تنقل مجتمعاتنا مع مرور الايام إلى مجتمعات تعتمد المنهجية العلمية العقلية وسيلة لتحرير الطاقات الكامنة عند الافراد من القيود التي كبلتها طويلا.

وقال انه وبناء على ذلك اتخذنا في هذه الجامعة كافة الاجراءات لايجاد قاعدة علمية بحثية صلبة منطلقين من توجيهات جلالتكم ورؤيتكم وعملكم الدؤوب لجعل الأردن دولة عصرية حديثة حيث قامت جامعة مؤتة وبدعم من صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن الحسين المعظم رئيس مجلس امنائها بالتوسع في الدراسات العليا في تخصصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والعلوم الاساسية كما تم ايضا انشاء ثلاثة مراكز بحثية متقدمة هي مركز دراسات البحر الميت ومركز دراسات المياه والبيئة ومركز دراسات الطاقة وبدا التدريس بكلية الطب هذا العام واصبح في الجامعة كليتان للتمريض واحدة في الجناح العسكري واخرى في الجناح المدني كما استطاعت هذه الجامعة ان توفر المختبرات والتجهيزات والوسائل التعليمية والتقنيات المكتبية لكل باحث جاد يسعى للانجاز والعطاء وخرجت جامعة مؤتة من عالم النظريات والتجريد إلى واقع المجتمع المحلي لخدمته وتشخيص مشكلاته وايجاد الحلول العملية لها.

وتابع الدحيات يقول وبالاضافة إلى هذا كله تولي جامعة مؤتة اهمية قصوى لتنشئة طلبتها تنشئة وطنية قائمة على الانتماء للأردن والولاء لقيادته الهاشمية حيث جعلت مادة التربية الوطنية متطلبا اجباريا لجميع طلبة الجامعة في الجناحين العسكري والمدني فمن الركائز الاساسية في العملية التعليمية في هذه الجامعة معرفة تاريخ الأردن ودور القيادة الهاشمية المشرف في هذا التاريخ وما للقوات المسلحة الأردنية الباسلة من انجازات عظيمة في الذود عن حمى الوطن وتحقيق استقراره فالوطن فوق الجميع وعلينا جميعا في كافة المؤسسات الحفاظ عليه عزيزا امنا.

وقال اسمحوا لي صاحب الجلالة ان اتقدم بالتهنئة الخالصة لخريجي الفوج الخامس عشر من كتيبة جعفر بن ابي طالب والسرية الرابعة من كتيبة الحارث بن عمير الازدي ومن ذويهم وان اقول لهم ان لا شي في الدنيا كلها يعادل شرف الذود عن حمى الاوطان فلا اطهر ولا اسمى من العلاقة بين الرجال والارض والسلاح فكونوا ايها الخريجون عند حسن ظن قائد هذا الوطن جلالة مليكنا عبد الله الثاني ابن الحسين بكم مثالا للاحتراف العسكري الرفيع والجندية المنضبطة التي يتميز بها الجيش العربي الأردني واجهزة الوطن الامنية.

وقال ان جامعة مؤتة تعاهد جلالتكم ان تبقى دوما عند ثقتكم مخلصة وفية لرسالتها ودورها في تنشئة الاجيال واعدادهم لحماية بلادنا من كل الاخطار والتحديات. "حفظ الله جلالتكم قائدا وراعيا ووفقكم في اعلاء صرح هذا الوطن وبناء مستقبل اجياله".

وكان مفتي القوات المسلحة قد القى كلمة قال فيها: "انه ليوم مبارك مشهود يا سيدي اذ تقدم فيه هدية جديدة ثمينة للوطن والامة وقواتها المسلحة عطاء سخيا وبناء متصلا فبارك الله تعإلى في الباني وبارك في همتكم العالية دائما وبارك في البناء وحقق على ايديكم المنى."

واضاف ان امتنا امة حية نامية قوية بأذن الله تعإلى عقيدتها سبب قوتها وقرانها اساس وجودها وسر صمودها في وجه ما يكاد لها وآل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم حداة عيسها فما عرف التاريخ اناسا اوفى ذمة ولا انقى واطهر ولا اصفى سريرة ولا احرص على مصلحة الامة العليا ورفعة شأنها وتحقيق كرامتها وعزتها منهم. "لذا فنحن نعتز ونفخر بقيادتنا الهاشمية الفذة التي اخلصت دوما للوطن والامة ورعت العهد ووفت بالوعد وآل بيت الكرام عاشوا دائما حملة رايات وطلائع بطولات وقدموا الكثير في سبيل الامة ورفعة شأنها واعلاء كلمتها دون من او اذية وما قوافل الشهداء منهم عنا ببعيد فمن عزيمتهم صنعت سيوفنا ومن دمهم الطاهر صبغت رايات العز والاباء والظفر فينا فعضد وصدر جعفر بن ابي طالب رضي الله تعإلى عنه اللذان احتضنا الراية يوم مؤتة والذي تتشرف الكتيبة المتخرجة اليوم بحمل اسمه هما الجذر القوي لعضد وصدر ابي الحسين امد الله في عمره وحفظه من كل مكروه وسوء والراية التي احتضنها جعفر رضي الله تعإلى عنه لكي لا تسقط حفظا لكرامة الامة هي الاصل القوي الضارب في اعماق التاريخ للراية الهاشمية الكريمة والتي تحملونها اليوم بامانة وشرف واخلاص."

وخاطب الخريجين قائلا "ابارك لكم تخرجكم وأهنئ قائدكم بكم وكذلك وطنكم وامتكم فسيروا على بركة الله وليكن زادكم التقوى ونعم الزاد ورائدكم عمل الخير وفعل الصالحات.. وفقكم الله تعإلى لما يحب ويرضى في ظل جلالة قائدنا الأعلى حفظه الله تعإلى ورعاه وسدد على طريق الخير والبر والهدى دائما خطاه."

وبعد ذلك تفضل جلالة القائد الأعلى بتوزيع الجوائز التقديرية على الفائزين من مختلف التخصصات .

وحضر حفل التخريج عدد من اصحاب السمو الملكي الامراء ورئيس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الاعيان ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ورئيس هيئة الاركان المشتركة ومديرا الامن العام والدفاع المدني وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والملحقين العسكريين المعتمدين في الأردن وعدد من المسؤولين في محافظة الكرك والمدعوين .

واستكمالا لمراسم التخريج قام الفريق الركن خالد جميل الصرايرة رئيس هيئة الاركان المشتركة بتوزيع الشهادات على اوائل الخريجين في كلية العلوم العسكرية .

والقى كلمة هنأ فيها الخريجين وذويهم بمناسبة تخرجهم وقال انكم ستنضمون قريبا إلى اخوانكم في مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية الباسلة فكونوا على قدر المسؤولية وامل جلالة القائد الأعلى بكم جندا اوفياء لوطنكم وامتكم .

ووزع مدير الامن العام الفريق الركن تحسين شردم الشهادات على خريجي الفوج الحادي والعشرين من تلاميذ كلية العلوم الشرطية في جامعة مؤتة والجوائز على الضباط الخمسة الاوائل.

وبارك في حفل بالمناسبة للخريجين تخرجهم من جامعة مؤتة العريقة التي اسست على التقوى والايمان والعلم فانجبت وما زالت تنجب الفرسان كوكبة تلو كوكبة ينطلقون إلى ميادين الشرف والرجولة ليسهروا على امن الوطن واستقراره ويحافظوا على ارواح واعراض وممتلكات ابناء المجتمع ويحفظوا بالعدل والحق والمساواة كرامة المواطن وحقوقه.

ودعاهم إلى الالتزام بقواعد الاخلاق الحميدة وسلوكيات الانضباط العسكري وتمنى لهم التوفيق والفلاح في خدمة هذا البلد الامن المنيع بقيادته الهاشمية المظفرة.

وكان العقيد فهد الكساسبة امر كلية العلوم الشرطية في جامعة مؤتة قد تلا قرار مجلس عمداء الجامعة بالموافقة على منح شهادة البكالوريوس في القانون والعلوم الشرطية لضباط الفوج.

وحضر الحفل محافظ الكرك ونائب رئيس جامعة مؤتة للشؤون الادارية ومساعدو مدير الامن العام للعمليات والتدريب والقوى البشرية والمفتش العام وعدد من اعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وعدد من كبار ضباط الامن العام وجمع غفير من ذوي الخريجين.