تصريحات صحفية مشتركة لجلالة الملك والرئيس يواهانز راو

عمان
22 تشرين الأول/أكتوبر 2002

أكد جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم في برلين ان الزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليا لجمهورية المانيا الاتحادية تهدف بالدرجة الاولى الى تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين للارتقاء بها الى مستوى العلاقات السياسية المتينة التي يتمتع بها البلدان منذ عقود. واضاف جلالة الملك في تصريحات صحفية مشتركة عقب الزيارة التي قام بها الى قصر الرئاسة الالماني ومباحثاته مع الرئيس يواهانز راو ان هناك امكانيات هائلة لبناء جسور التضامن بين الشعبين الاردني والالماني مبديا في الوقت نفسه تقديره للموقف الالماني من قضايا الشرق الاوسط الذي يسعى لايجاد حل سريع يجلب السلام والاستقرار الى المنطقة.

من جانبه قال الرئيس الالماني راو ان زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله لالمانيا هي تعبير عن علاقات الصداقة الوثيقة بين البلدين والثقة التي يوليها كل منهما للاخر مضيفا انها ترسل رسالة مهمة للغاية وهي ان كلا الشعبين بحاجة الى بعضهما الاخر ووصف راو الاردن بانه "يتمتع بتأثيره في صنع السلام بالمنطقة" مضيفا ان الاردن كان دائما قوة استقرار في الشرق الاوسط ويقوم بمهمة صعبة للغاية لصالح عملية السلام.

وكتعبير عن السعي لتعزيز العلاقات الثنائية وقعت الحكومتان الاردنية والالمانية عقب اجتماع القمة اتفاقية يتم بموجبها اعادة جدولة 90 مليون دولار من الدين الاردني لالمانيا وذلك تنفيذا للاتفاقية التي وقعها الاردن في شهر تموز الماضي مع نادي باريس لاعادة جدولة ديونه المستحقة ما بين الاعوام 2002- 2005.

وقال وزير المالية ميشيل مارتو الذي وقع الاتفاقية نيابة عن الحكومة الاردنية في تصريح لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الحكومة الالمانية ستقوم في اطار موازنتها للعام المقبل بالاتفاق مع الحكومة الاردنية على مبادلة جزء من الديون الاردنية بمشاريع تنموية.

من جهته قال وزير التخطيط باسم عوض الله انه يتوقع ان يتم توقيع اتفاقيتي مساعدات المانية بقيمة عشرة ملايين يورو قبل نهاية العام الحالي ستذهب لتمويل مشاريع في قطاعات التربية والتعليم والمياه مشيرا الى ان جزءا من هذه المساعدات سيكون عبارة عن مساعدات فنية. واضاف عوض الله ان هاتين الاتفاقيتين تاتيان اضافة الى المساعدات الالمانية المقررة للمملكة للعام 2002 بقيمة 40 مليون يورو.

ولتأكيد المزج بين الهمين السياسي والاقتصادي في زيارته قام جلالة الملك عبد الله الثاني بزيارة الى قصر "هسيلان هوف" في مدينة بوتسدام عاصمة ولاية براندن بورج الذي شهد اتفاق الحلفاء على تقسيم برلين الى اربع مناطق خاضعة لسلطة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عقب الحرب العالمية الثانية.

وقال جلالته في كلمة القاها في حفل الغداء الذي اقامه على شرفه والوفد المرافق رئيس وزراء الولاية ماتياس بلاتزاك ان جهود توحيد الالمانيتين بعد تقسيمها لعدة عقود والتقدم الذي حصل منذ وحدتها مثير للاعجاب وان هدم جدار برلين تعبير عن هدم الحواجز المصطنعة بين الشعوب.

واشار جلالته الى ان التحديات التي يواجهها البلدان متشابهة وانه مصمم على الاستفادة من النموذج الالماني في جلب السلام والازدهار والامل الى الشرق الاوسط مؤكدا من جديد على هدفه تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين.

وعبر جلالته عن اعجابه بتركيز الشعب الالماني على البحث والتطوير من اجل ايجاد فرص عمل جديدة للشباب مضيفا "وهذا ما نسعى اليه من اجل شبابنا."

من ناحيته قال بلاتزاك ان جلالة الملك عبدالله الثاني هو الشريك المناسب لالمانيا لانه يلعب دورا هاما في منطقة الشرق الاوسط متمنيا ان تتكاتف الجهود لاحراز السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال ان العلاقات بين الاردن وولايته شهدت تطورا كبيرا منذ زيارة جلالة المغفور له الملك الحسين الى الولاية عام 1993 لافتا الى وجود تعاون ـ حاليا ـ بين الشركات الاردنية والشركات في ولايته في قطاعي صناعة الادوية والكيماويات اضافة الى التعاون بين الجامعة التقنية في براندبورغ والجامعتين الاردنية واليرموك.

وقد التقى جلالته بعد ذلك عددا من رجال الاعمال الالمان في حوار نظمته "مبادرة شمال افريقيا والشرق الاوسط" في مركز الاعمال والاقتصاد الالماني ببرلين بهدف تحسين معرفة رجال الاعمال الالمان بالفرص الاستثمارية في الاردن والالتقاء بنظرائهم الاردنيين المشاركين في اللقاء.

وشارك في اللقاء رئيس الوزراء علي ابو الراغب ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة ووزيرا المالية والتخطيط ميشيل مارتو وباسم عوض الله ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عقل بلتاجي وعدد من ممثلي القطاع الخاص الاردني الذين شرحوا المزايا الاستثمارية في الاردن عموما والعقبة خصوصا.

واكد جلالته خلال استعراضه للوضع في الاردن ان الارقام تظهر التزام المملكة ببرنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي وببرنامج الاصلاح الاقتصادي مضيفا "لايزال لدينا الكثير لنفعله وهناك فرص كبيرة للتعاون مع اصدقائنا الالمان في هذا المجال." كما اكد جلالته ان سياسة التنمية في الاردن تستهدف العنصر البشري وتركزعلى التعليم لجعل المجتمع الاردني اكثر تنافسية في سوق العمل.

واستعرض جلالته المجالات التي يمكن للقطاع الخاص الالماني الاستثمار فيها مثل الكهرباء والخدمات البريدية والمناجم والمياه والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مشيرا الى وجود مشروع اقليمي لمد انبوب الغاز المصري عبر العقبة الى سوريا ولبنان وغيرها وكذلك مشروع تطوير منطقة العبدلي والزرقاء وماركا.

وقال جلالته ان الاردن يسعى باستمرار لتحسين البيئة الاستثمارية واداء القطاع العام لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار لافتا الى ان اتفاقية التجارة الحرة مع اميركا توفر فرصا استثمارية تستفيد من مزاياها الشركات الالمانية مثلما استفادت من ذلك شركات اسيوية في مجال التقنيات المتطورة وتكنولوجيا المعلومات.

بعد ذلك التقى جلالته رئيس وزراء سكسونيا السفلى وهي احدى الولايات الست عشرة التي تتكون منها جمهورية المانيا الاتحادية جابرييل سيجمار حيث دار البحث حول مجالات التعاون الثنائي لتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين البلدين الصديقين وشعبيهما.