بدء قمة شرم الشيخ: جلالة الملك يؤكد ضرورة إطلاق عملية سلام حقيقيه

25 حزيران 2007
عمان ، الأردن

بدأت في شرم الشيخ مساء اليوم أعمال القمة الرباعية الاردنية المصرية الفلسطينية الاسرائيلية التي تهدف الى الدفع باتجاه حل يعطي أفقا سياسيا للتوصل الى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ضمن اطار خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام.

وأكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني في كلمة القاها في القمة ضرورة العمل بكل الطاقات والإمكانيات لمساعدة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لوضع حد لدوامة العنف وإطلاق عملية سلام حقيقية وصولاً إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوب المنطقة في العيش بأمن واستقرار وبناء مستقبل أفضل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

واعتبر جلالة الملك..أن الأحداث الخطيرة التي وقعت في قطاع غزة خلال الأيام الماضية تشكل حافزا للجميع للمضي قدما لتحقيق الأمن والسلام المستند إلى إعادة الحقوق التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني والقائمة على حل الدولتين..دولة فلسطينية قابلة للحياة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

وفي هذا الاطار دعا جلالة الملك الى ايجاد الأجواء الملائمة لإطلاق مفاوضات حقيقية مما يستدعي العمل على دعم ومساندة الشرعية الفلسطينية التي تمثلها السلطة الوطنية الفلسطينية، ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والإفراج عن أموال السلطة المجمدة، وإنهاء القيود على حركة وانتقال الفلسطينيين مقابل التزام واحترام فلسطيني كامل وصريح بالاتفاقيات والمواثيق الدولية الموقعة بين الطرفين.

وقال جلالته..إن طريق السلام واضح..كما أن طريق العنف والصراع واضح أيضا..وإذا ما أردنا أن تكون النوايا مخلصة، وأن نعمل على بناء مستقبل أفضل لشعوبنا، فعلينا اليوم وقبل الغد،أن نسلك الطريق الصحيح لتحقيق هذه الغاية على أساس التعايش الحقيقي، واحترام حقوق الآخرين.

وشدد جلالة الملك على أن الفرصة اليوم ملائمة لتحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره..مشيرا الى أن بديل ذلك هو ضياع سنوات طويلة وشاقة من المفاوضات، وفتح الأبواب أمام أعداء السلام لفرض أجندتهم وتنفيذها على حساب شعوب المنطقة وأجيالها القادمه.

وقد سبقت القمة مباحثات ثنائية أجراها جلالة الملك عبدﷲ الثاني وسيادة الرئيس المصري حسني مبارك مع طرفي النزاع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بما يخدم التوصل الى حل سياسي يجلب السلام والاستقرار الى المنطقه.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك الذي دعا الى عقد هذه القمه..أن القمة والمباحثات الثنائية التي سبقتها شهدت مشاورات صريحة وجادة لتهيئة الاجواء المواتية لاستئناف عملية السلام وفق أفق سياسي واضح يخلص الى قضايا الوضع النهائي بعيدا عن الاجرءات الاحادية والحلول المؤقته.

كما ناقشت القمة سبل استعادة التهدئة واعادة بناء الثقة، والضرورة العاجلة لانهاء معاناة الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتله.

وأشار الى تلاقي وجهات نظر المشاركين في القمة حول دعم الشرعية الفلسطينية ومساندة السلطة الفلسطينية ورئيسها ووحدة الاراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضرورة احتواء التداعيات الانسانية للتطورات الاخيرة في الضفة والقطاع.

ودعا مبارك الى انهاء الخلافات بين الشعب الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني من خلال الحوار قائلا..ان هذه ضرورة لا تحتمل التأجيل.

وأكد مبارك..ان تحقيق سلام فلسطيني اسرائيلي سيفتح الطريق أمام سلام شامل على المسارين السوري واللبناني ويتيح افاقا جديدة للتعامل مع باقي الازمات وبؤر التوتر في الشرق الاوسط وأفقا رحبة لتعاون بناء بين كافة دوله وشعوبه دون استثناء.

من جانبه وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت "لبدء مفاوضات سياسية جادة ضمن اطار زمني متفق عليه لاقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تعيش بسلام جنبا الى جنب مع اسرائيل".

وقال..ان "تحقيق ذلك مسؤولية أمام شعوبنا التي انتخبتنا لتحقيق طموحاتها التي تتمثل بتحقيق السلام العادل والشامل وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي".

واضاف.."رغم الجرح من الانقلاب الدموي في غزة الا انه لم يؤثر على التصميم والالتزام الراسخين باستمرار بذل كل جهد دون كلل او ملل".

وجدد التزامه بالشرعية الدولية وعملية السلام والاتفاقيات مع الاسرائيليين ونبذ العنف والارهاب وحل الدولتين" مشيرا الى اعتراف الفلسطينيين بدولة اسرائيل في العام 1993.

وقال..ان البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة سلام فياض التزمت في برنامجها السياسي بخيار السلام.

وشدد على وحدة الاراضي الفلسطينية الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة، وقال..ان "الضفة بما فيها القدس الشرقية وغزة وحدة جغرافية واحدة وشعب فلسطيني واحد".

واشار الى الاتفاق بين السلطة والحكومة الاسرائيلية برئاسة أولمرت لارسال متطلبات الشعب الفلسطيني في غزة الذي يبلغ تعداده 1.5 مليون نسمة يعيش 87% منهم تحت خط الفقر.

ودعا اسرائيل الى وقف النشاطات الاستيطانية والجدار العازل وتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ 2005 وتحويل الاموال المحتجزة بما يكفل خلق اجواء مناسبة لاطلاق عملية السلام.

وشدد على ضرورة أن يكون الحل مستندا الى مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق والاتفاقيات الدولية الموقعة ورؤية بوش للسلام.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت..أن حكومته تعترف بالحكومة الفلسطينية الجديدة وهي على استعداد للعمل معها لتنفيذ خارطة الطريق وانه يرى في الرئيس الفلسطيني محمود عباس شريكا حقيقيا لتحقيق حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا الى جنب بأمن.

وأعلن أنه سيحول بانتظام الضرائب المستحقة الى الفلسطينيين ويجدد التعاون الامني والاقتصادي معهم، قائلا..انه سيعرض على حكومته اقتراحا لاطلاق سراح 250 أسيرا من حركة فتح شريطة عدم تلطيخ ايديهم بدماء اسرائيليين وتعهدهم بعدم العودة الى العنف.

وقال..انه سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرة كل أسبوعين لخلق الافق السياسي المرجو والظروف المواتية لاقامة الدولة الفلسطينية، ..مضيفا أنه لا ينوي تأجيل هذا الاستحقاق او تعطيله بل سيبذل كل مسعى لتعزيز العملية التي تؤدي الى بدء التفاوض لاقامة الدولة الفلسطينيه.