الملك يلتقي وزير الدفاع البريطاني وعددا من كبار أعضاء مجلسي اللوردات والعموم في لندن

لندن
24 حزيران/يونيو 2015

التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، في العاصمة البريطانية لندن، التي يقوم بزيارة عمل لها، وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.

وجرى، خلال اللقاء، بحث سبل تعزيز علاقات التعاون الأردنية البريطانية في المجالات العسكرية والدفاعية والتدريبية، وسبل الدعم البريطاني للمملكة في هذه المجالات.

كما تم التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق على مستوى استراتيجي بين البلدين فيما يتعلق بالأزمات التي تشهدها المنطقة وسبل التعامل معها، إضافة إلى استعراض مجمل التطورات على الساحة الإقليمية، خصوصاً في سوريا والعراق وليبيا، والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف، ضمن منهج شمولي وشراكة إقليمية ودولية.

وفي لقاء آخر، تناول جلالة الملك مع رئيسة مجلس اللوردات البريطاني البارونة دي سوزا وعدد من كبار أعضاء مجلسي اللوردات والعموم، في مقر البرلمان البريطاني، سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع إقليميا ودوليا.

وأكد جلالته، خلال اللقاء، تقديره للمستوى المتقدم للعلاقات التي تربط الأردن ببريطانيا، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بين مجلس الأمة الأردني، بشقيه الأعيان والنواب، ومجلسي اللوردات والعموم في البرلمان البريطاني، وإدامة التواصل والتشاور وتبادل الخبرات فيما بينها، وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين.

وعرض جلالته لمجمل التحديات والتطورات الراهنة التي يشهدها الشرق الأوسط، والجهود المبذولة للتعامل معها وبما يعزز فرص تحقيق السلام والاستقرار لدولها وشعوبها.

وأكد جلالته، خلال اللقاء، ان مكافحة الإرهاب والتصدي لعصاباته تشكل أولوية، مشددا على أهمية تكثيف وتضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذا الخطر، وما يتطلبه ذلك من منهج شمولي، وبما يشمل الأبعاد العسكرية والأمنية والأيدلوجية والاجتماعية والتعليمية.

وخلال اللقاء، الذي بحث مستجدات الأوضاع في سوريا، لفت جلالته إلى ان الأزمة هناك تزداد تعقيداً، ما يتطلب من المجتمع الدولي تكثيف جهوده للتوصل إلى حل سياسي لها.

كما تم تناول آخر المستجدات في العراق وليبيا واليمن، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية لما تشهده هذه الدول من تحديات، ومساعدة شعوبها لتحقيق مستقبل أفضل.

وفيما يتعلق بمسيرة الإصلاح في الأردن، أشار جلالته، خلال اللقاء، إلى الخطوات الإصلاحية المتقدمة التي قطعتها المملكة، ضمن مسيرة متدرجة وخريطة طريق تسير بثبات.

وأشار جلالته، في هذا الإطار، إلى القوانين الناظمة للحياة السياسية في الأردن، خصوصاً قوانين البلديات واللامركزية والانتخاب والأحزاب، وما لها من دور مهم في تعزيز المشاركة في عملية صنع القرار.

وفي رد على سؤال حول دور المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية في المملكة، أشار جلالته إلى الدور الكبير الذي تقوم به المرأة الأردنية في تعزيز مسيرة المجتمع الأردني والوطن.

ولفت جلالته إلى جملة من التحديات التي تواجهها المملكة، خصوصا الاقتصادية جراء الظروف الإقليمية المحيطة، والأعباء المتزايدة الناتجة عن استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها، وما يشكله ذلك من ضغط متزايد على مواردها وإمكاناتها المحدودة والبنية التحتية، لا سيما في محافظات الشمال والمجتمعات المضيفة هناك.

وعبرت رئيسة مجلس اللوردات البريطاني البارونة، دي سوزا، وعدد من كبار أعضاء مجلسي اللوردات والعموم عن تقديرهم للجهود التي يقوم بها الأردن في سبيل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدين دعمهم للمملكة وسياستها الخارجية الحكيمة والمعتدلة في التعامل مع مختلف التحديات الإقليمية.

وأكدوا ضرورة تكثيف المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة دعمها للأردن، ليتمكن من التعامل مع أزمة اللجوء السوري، والتغلب على التحديات الاقتصادية التي يواجهها جراء الأزمات الإقليمية، وتعزيز دوره المحوري في التعامل مع قضايا المنطقة.

وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفير الأردني في لندن.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قالت رئيسة مجلس اللوردات البريطاني البارونة دي سوزا "ان ما يثير إعجابنا هو ان جلالة الملك عبدالله الثاني لديه فهم شمولي واسع للعالم وقضاياه، وهو خبير استراتيجي، وقادر على اقتراح حلول للمشاكل التي يواجهها الشرق الأوسط".

ولفتت إلى "ان أحد المحاور التي ناقشناها اليوم هو أهمية إيجاد مستوى أكبر من التعاون والتنسيق بين مختلف الدول للتعامل مع التحديات الإقليمية".

وقالت "أعتقد ان التعاون بين المملكة المتحدة والأردن أمر في غاية الأهمية، فالبلدان تجمعهما صداقة تاريخية وعلاقات طويلة الأمد".

بدوره، قال رئيس مجموعة الأردن في البرلمان البريطاني، كريسبن بلانت، "نقدر عالياً تواصل جلالة الملك معنا. وهذا ما يميز جلالته، خصوصاً وان لديه أسلوب متميز في تقديم شرح تفصيلي لتطورات الأوضاع والتحديات التي يواجهها الشرق الأوسط".

وأضاف "لقد دار حوار بناء ومفيد بين جلالته ومجموعة من الشخصيات المؤثرة في البرلمان البريطاني. وهكذا يبرز جلالته كشخصية عالمية متميزة في إسلوبها في التواصل مع القوى المؤثرة".

وأشار إلى "ان تمكن الأردن من المحافظة على استقراره، والقيام بدور بناء والمساعدة فيما يتعلق بسوريا، هو موضع تقدير".
وأكد "لقد استطاع الأردن، من خلال حكمة قيادته، إدارة الظروف الإقليمية الصعبة".

وشدد على "ان دعم استقرار الأردن هو مصلحة وطنية عليا لبريطانيا، ونحن محظوظون لوجود قيادة أردنية تعمل من أجل الاستقرار في منطقة في غاية الصعوبة".