الملك يفتتح الجناح الأردني في معرض الصين والدول العربية في مدينة ينتشوان

ينتشوان
10 أيلول/سبتمبر 2015

حضر جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى جمهورية الصين الشعبية، افتتاح "معرض الصين والدول العربية 2015"، الذي تستضيفه مدينة ينتشوان في مقاطعة نينغشيا، ويحل الأردن فيه ضيف شرف لهذا العام.

وافتتح جلالته، ترافقه رئيسة منطقة نينغشيا ليو هوى، خلال حضوره حفل انطلاق المعرض، الجناح الأردني الذي يوفر فرصة للاطلاع على المشاريع الاستثمارية والاقتصادية والتجارية في المملكة، ويشكل نافذة لكبريات الشركات الصينية وكبار رجال الأعمال على الاقتصاد الأردني في مختلف القطاعات.

وينظم المعرض، هذا العام، تحت عنوان "إعلاء روح طريق الحرير وتعزيز التعاون الصيني العربي"، ويعتبر بمثابة منصة لتطوير التعاون والتبادل التجاري والتواصل بين المستثمرين في كل من الصين والدول العربية.

واطلع جلالته، خلال جولة في أروقة الجناح الأردني الذي تقيمه هيئة تشجيع الاستتثمار بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص، على أقسام توزعت على مختلف القطاعات التي ينشط وينمو فيها الاقتصاد الأردني، ومن بينها مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات.

واستمع جلالته من القائمين على الجناح الأردني، بمختلف أقسامه، لشرح حول دور المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية الأردنية، الحكومية والخاصة، في نقل المنتجات والتجارب المحلية للأسواق العالمية، وخصوصا السوق الصيني، وتشجيع رجال الأعمال والشركات الصينية على الإستثمار في الأسواق الأردنية، وبما ينشط من حركة التبادل التجاري الثنائي ويفتح آفاقا جديدة في هذا المجال.

وعرض أمام جلالته لمجموعة من الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق الأردني واحتياجاته، إلى جانب التركيز على الاستفادة من تجربة الصين في تكنولوجيا الطاقة المتجددة والبديلة، وتكنولوجيا المعلومات، بوصفهما من أكثر القطاعات نمواً وحاجة للاستثمار وتبادل الخبرات والمعرفة.

وضم الجناح الأردني زوايا مثلت القطاع السياحي، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والقطاع الصحي، وقطاع الصناعات الدوائية، وقطاع الإنتاج الزراعي والغذائي، وقطاع النقل العام، ومنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وقطاع التعدين وقطاع الطاقة البديلة والمتجددة.

وكان رئيس هيئة الاستثمار الدكتور منتصر العقلة، ألقى خلال افتتاح جلالة الملك للجناح الأردني، كلمة أشار فيها إلى أن المملكة تنظر إلى معرض الصين والدول العربية كبوابة للاقتصاد الأردني لتعزيز وتنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية مع الصين، نظراً لأهمية اقتصادها الذي يعد من أكبر الاقتصادات الأسيوية والعالمية.

ولفت العقلة إلى أن افتتاح جلالة الملك للجناح الأردني، والتي هي خطوة تعكس مدى حرص جلالته على النهوض بالاقتصاد الوطني ودعمه وفتح آفاق عالمية أمامه، يأتي لإطلاع رجال الأعمال والمستثمرين في الصين على الفرص الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأردني، والمزايا والبيئة التنافسية والآمنة لرأس المال في مختلف القطاعات.

وتخلل حفل الافتتاح، الذي جرى في مركز المؤتمرات الدولية في نينغشيا، عدد من الفعاليات والكلمات، حيث ألقت وزيرة الصناعة والتجارة والتموين مها العلي، كلمة الأردن، التي أعربت فيها عن ترحيب المملكة باختيارها كضيف شرف للمعرض، الذي يمثل فرصة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، كما يعتبر خطوة بناءة لمواكبة تيارات العولمة والارتقاء بمسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي.

وأضافت العلي "نتطلع بمزيد من الاهتمام إلى مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الـ21" والذي يهدف إلى ربط الصين بالعالم العربي الذي يتوسط في موقعه قارات اسيا واوروبا وافريقيا، ونسعى لنعمل معا بكل جهد لدفع وتعزيز العلاقات وتعميق التعاون الاقتصادي العربي الصيني".

وقالت العلي مخاطبة جلالة الملك، "لقد انتهجت المملكة، بقيادة جلالتكم الحكيمة، سياسة مبنية على الانفتاح الاقتصادي مدعومة بجملة من الإصلاحات شملت البيئة الاستثمارية عززها ارتباط المملكة بعدد من اتفاقيات التجارة الحرة مع التكتلات الاقتصادية الكبرى في شمال أمريكا وأوروبا وآسيا والدول العربية تتيح للصادرات الأردنية الوصول إلى أسواق أكثر من مليار مستهلك".

وأشارت إلى أن الصين أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، بعد أن بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 2.6 مليار دولار خلال العام 2014، فضلا عن السعي إلى مزيد من التعاون المشترك في مجالات متعددة منها: الطاقة، والاتصالات، والتعليم العالي، والسياحة والصحة، بما ينعكس إيجابا على المصالح المشتركة لكلا البلدين.

وكان جرى، في نهاية حفل الافتتاح، مراسم التسليم والتسلم للدولة ضيف الشرف، وهي الأردن، ومراسم التسليم والتسلم للمقاطعة الصينية ضيف الشرف، وهي مقاطعة تشيهجيانغ.

كما تخلل حفل الافتتاح، الذي حضره الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، ورئيس جزر القمر فؤاد موهاج، وعدد من كبار ممثلي الدول والشخصيات الاقتصادية، كلمة ترحيبية لأمين اللجنة الحزبية ورئيس اللجنة الدائمة لمؤتمر نواب الشعب بمنطقة نينغشيا، وكلمة لنائب وزير التجارة الصيني، وأخرى لرئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية.

وألقى كل من الرئيس الموريتاني ورئيس جزر القمر كلمتين تناولتا أهمية انعقاد هذا المؤتمر لجهة توسيع الشراكة الاقتصادية والتجارية بين مختلف الدول والصين، إلى جانب كلمة ألقاها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بدر الدين علالي.

وكان جلالة الملك زار أيضاً جناح المنتجات والسلع والخدمات الذي تقيمه مؤسسات وشركات أردنية في القطاعين الحكومي والخاص، لعرض وتسويق وبيع منتجاتها أمام الزوار، حيث اطلع جلالته خلال جولة في الجناح على منتجات ما يزيد عن 40 مؤسسة مثلت مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية في المملكة.

وجال جلالته في أروقة المعرض، الذي يعد نافذة ترويجية لمختلف الصناعات والخدمات والمنتجات التي يتميز بها الأردن، وبما يسهم في فتح أبواب الأسواق الصينية والعالمية أمامها، ويزيد من مستوى التبادل التجاري في هذه المجالات.

وأعرب جلالته خلال الجولة، عن تقديره الكبير لكل الجهود المبذولة من مختلف المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لتمثيل الأردن على أفضل وجه، وتقديم الفرص التي يوفرها الاقتصاد الوطني أمام الاقتصادات الأخرى، بشكل أسهم في إبراز المشاركة الأردنية هذا العام كضيف شرف في المعرض، الذي يترجم الشراكات الحقيقية التي يسعى لها الاقتصاد الأردني.

وأشاد جلالته بالصناعات الوطنية، في مختلف القطاعات، والتي تشكل أحدى الأدوات المهمة لقطاعي الاقتصاد والاستثمار في المملكة، للانفتاح على الأسواق العالمية، لما تتميز به من جودة عالية وميزات صناعية وتجارية متقدمة.

كما دعا جلالته، المعنيين في مختلف القطاعات، للبناء على نتائج هذا المعرض والنجاحات التي حققها الأردن خلال فعالياته، والاستمرار في عقد شراكات ناجحة ومثمرة مع نظرائهم في الجانب الصيني، وبما يعود بالنفع على الاقتصاد الأردني.

وحضر حفل الافتتاح رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير التخطيط والتعاون الدولي، ووزيرة الصناعة والتجارة والتموين، ورئيس هيئة مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ورئيس هيئة الاستثمار، والسفير الأردني لدى الصين.

وشارك في الجناح الأردني، الذي فتحت أبوابه بالتزامن مع افتتاح معرض الصين والدول العربية، ويقام للدولة ضيفة الشرف على المعرض، ممثلون ومنتجون في قطاعات الخدمات الصحية من مستشفيات ومراكز طبية متخصصة، وقطاع أملاح البحر الميت ومستحضرات التجميل والعناية الطبيعية من منتجات أردنية، وشركات مثلت منتجي زيت الزيتون، وقطاع الصناعات الغذائية والتحويلة.

كما شارك في معرض المنتجات والسلع والخدمات للمؤسسات والشركات الأردنية ممثلون عن قطاع الصناعات الهندسية والإنشائية، وقطاع الإستشارات الهندسية، وقطاع الصناعات الدوائية البشرية والبيطرية، وقطاع الطاقة البديلة والمتجددة، وقطاع الصناعات التعليمية، وقطاع الحرف اليدوية والتقليدية.

ويشارك الأردن، في معرض الصين والدول العربية، من خلال وفود اقتصادية وشركات ورجال أعمال وأصحاب مؤسسات اقتصادية صغيرة ومتوسطة، وممثلين عن مختلف غرف الصناعة والتجارة، والنقابات المهنية، وذلك في سبيل عرض نماذج وتجارب اقتصادية أردنية ناجحة، وتبادل الخبرات والاستفادة من التجربة الصينية في شتى المجالات.

وتتولى هيئة الاستثمار التنظيم والاشراف على المشاركة الأردنية في المعرض، وبالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، بما يليق بمكانة المملكة، واختيارها كضيف شرف، وأهمية المعرض الذي يعتبر حدثا اقتصاديا وثقافيا مهما وخطوة باتجاه تطوير التعاون بين الصين والدول العربية بشكل عام.

كما تسعى الوفود التجارية والإقتصادية والاستثمارية الأردنية، المشاركة في فعاليات المعرض، الذي ينظم من قبل وزارة التجارة الصينية والمركز الصيني لترويج التجارة الدولية وحكومة منطقة نينغيشا، إلى تقديم عرض عن المناخ الاقتصادي والفرص الاستثمارية في المملكة، وتشجيع الشراكة بين رجال الأعمال والقطاع الخاص في البلدين.

يشار إلى أن المعرض يركز لهذا العام على قطاعات التجارة والزراعة والصحة والسياحة ونقل التكنولوجيا وغيرها من قطاعات التعاون الصيني العربي، حيث تحتل المشاريع بين الصين والدول العربية ما نسبته 80%.

ويشتمل أيضا على معرض طريق الحرير عبر الانترنت، ومعرض التقنيات والمعدات الحديثة والمتطورة، ومعرض الحوسبة وتطبيقاتها، ومعرض البستنة، واسبوع يستعرض للفنون والثقافة بين الصين والدول العربية، ومعارض توفر شرح لطرق استغلال مصادر الطاقة البديلة وتوليد الكهرباء، إلى جانب تكنولوجيا النقل والسكك الحديدية.

ويوفر المعرض أيضاً، وعلى مدار أيام انعقاده، ندوات في مختلف مجالات التعاون الصيني العربي، ومؤتمر تعريفي بما يسمى "الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية، والتعاون الدولي للمناطق الصناعية، كما تنظم الدورة الثالثة لمنتدى رؤساء الجامعات الصينية والعربية، وغيرها من فعاليات تتعلق بمجالات الإذاعة والتلفزيون، والأطعمة والسيارات الصينية.

وفي تصريحات صحفية على هامش المعرض، قال رئيس هيئة تشجيع الاستثمار الدكتور منتصر العقلة إن حضور جلالة الملك لفعاليات المعرض، وللمرة الثانية، يأتي تاكيدا على حرص جلالته الدائم على تعزيز أواصر التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي مع الصين، ودعم سبل الإستفادة من الفرص الإستثمارية المتوفرة في المملكة والمساهمة في المشاريع الكبرى المنوى تنفيذها، خصوصا وأن جلالته يدعو دوماً لتبادل الخبرات والاستفادة من التجربة الصينية في عدة مجالات كانت الصين من أكثر الدول الرائده فيها، ويعتبر اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأكد العقلة أن افتتاح جلالة الملك الجناح الأردني يشكل حافزا وداعما للاقتصاد الوطني ومختلف فعالياته، وسيسهم بشكل كبير في دفع التعاون التجاري والإقتصادي بين البلدين، حيث جرى في إطار متابعة النتائج الإيجابية لزيارة جلالته الى جمهورية الصين خلال شهر أيلول من العام 2013، التنظيم والترتيب لعقد ملتقى لترويج الاستثمار على هامش المعرض، بهدف التعريف بفرص التجارة والإستثمار المتبادلة، وعقد لقاءات بين رجال الأعمال والمستثمريين وكبار مسؤولي الدول المشاركة.

وأضاف أن مشاركة الأردن هذا العام كضيف شرف في المعرض ستفتح بوابة تجارية واقتصادية ناجحة، عبر جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى المملكة، وفي نفس الوقت نقل المنتج المحلي إلى الأسواق العالمية، خصوصا السوق الصيني، فضلاً عن أثرها الكبير في تنشيط وتعميق علاقات التعاون وتطوير الروابط الاقتصادية والتنموية بين المؤسسات الاقتصادية ورجال الأعمال الأردنيين ونظرائهم في الصين.

ولفت العقلة إلى أن المشاركة الأردنية، بهذا المستوى، تعد فرصة مميزة لبحث سبل تسهيل التجارة والاستثمار والتمويل الصيني لكبريات المشاريع في الأردن، وتسهيل استقطاب العديد من الشركات الصينية لتنفيذ مشروعات حيوية وتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات الإقتصادية، لا سيما الطاقة والسياحة والزراعة والنقل والتعاون في المجال الاستثماري.