الملك يعقد قمة مع الترويكا الاوروبية في بروكسل

17 حزيران 2009
عمان ، الأردن

تصدرت الجهود المبذولة لاطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتيين القمة الاردنية الأوروبية التي عقدها جلالة الملك عبدﷲ الثاني مع الترويكا الاوروبية في بروكسل اليوم الاربعاء.

واكد جلالة الملك خلال القمة التي شارك فيها الرئيس التشيكي فاسلاف كلاوس الذي تراس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية خوزية مانويل باروسو والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ضرورة اطلاق تحرك فوري وعاجل لحل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين وفي سياق اقليمي يحقق السلام الشامل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية المعتمدة وخصوصا مبادرة السلام العربية التي تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وتوفر لاسرائيل الامن والقبول في المنطقة.

واستعرض جلالة الملك مع المسؤولين الاوروبيين الخطوات التي يمكن اتخاذها من اجل تحقيق ذلك باسرع وقت ممكن في ضوء حتمية اللحظة التي تفترض التحرك وفق خطة واضحة المعالم للتوصل الى السلام المنشود.

واكد جلالة الملك ضرورة وقف جميع الاعمال الاسرائيلية الاحادية وخصوصا وقف عمليات الاستيطان بجميع اشكاله والتي تهدد مستقبل العملية السلمية وفرص قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.

وشدد جلالته على ضرورة ان تتكاتف جميع الجهود الدولية من اجل اطلاق المفاوضات منوها ان مثل هذا التحرك يجب ان يكون وفق خطة عمل مدروسة ومفاوضات جادة ومباشرة وليس عملية مفتوحة الى ما لا نهاية.

واكد جلالة الملك اهمية الدور الاوروبي في تحقيق السلام الشامل في المنطقة ومساعدة الاطراف على التوصل الى السلام الذي ينعكس ايجابا على الجميع، محذرا من ان الفشل في التوصل الى السلام واستمرار الصراع يشكل تهديدا لاسرائيل وللفلسطينيين وللدول العربية وللامن والاستقرار العالميين ايضا.

ولفت جلالته الى اهمية الدور الذي تقوم به الادارة الاميركية الجديدة، وتحديدا تاكيد الرئيس باراك اوباما التزامه بحل الدولتين والعمل على حل الصراع وفق سياق اقليمي.

وحضر المباحثات عن الجانب الاردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي والسفير الاردني في بروكسل احمد المساعدة.

وحضرها عن الجانب الاوروبي وزير الخارجية التشيكي جان كوهوت والممثل الخاص للاتحاد الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط مارك اوت ورئيس فريق العمل الخاص بالشرق الاوسط كريستين جوريت.

وخلال اجتماع لجلالة الملك مع رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه مانويل باروسو في مقر المفوضية جرى بحث العلاقات الاردنية الاوروبية وسبل تفعيلها في شتى الميادين حيث اكد جلالته وباروسو حرصهما المشترك على تطوير هذه العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة، مشيرين الى ما تم انجازه من تعاون في مختلف المجالات بين الجانبين والى الفرص المتاحة للمضي قدما في البناء على هذه العلاقات.

كما تم خلال اللقاء الذي حضره الوفد المرافق لجلالته وعدد من المفوضين الاوروبيين ومفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر تناول المباحثات الجارية الان بين الاردن والاتحاد الاوروبي من اجل حصول الاردن على " الوضع المتقدم" في العلاقة مع الاتحاد.

وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني قد عقد لقاء ثنائيا مع الرئيس التشيكي فاسلاف كلاوس في مقر المجلس الاوروبي في بروكسل قبيل انعقاد القمة الاردنية الاوروبية تم خلاله بحث علاقات التعاون بين البلدين والاوضاع الراهنة في الشرق الاوسط وسبل تحقيق السلام والاستقرار فيها.

واكد وزير الخارجية ناصر جودة في تصريح الى التلفزيون الاردني اهمية زيارة جلالة الملك الى بلجيكا ولقائه بالمسؤولين الاوروبيين.

وقال "ان طرح جلالة الملك خلال لقاء القمة مع الترويكا الاوروبية كان في منتهى الصراحة والوضوح من حيث دعم الجهود الدولية الرامية الى اطلاق مفاوضات مباشرة تؤدي الى اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني ضمن حل الدولتين في اطار الحل الشامل المطلوب في منطقة الشرق الاوسط، وايضا دعم الجهود الامريكية والتزام الرئيس اوباما بحل الدولتين وبشمولية الحل في المنطقة والدور الهام الذي يلعبه الاتحاد الاوروبي بهذا الشأن".

واضاف الوزير جودة "كان هناك تبادل لوجهات النظر بمنتهى الصراحة حول المرحلة القادمة وضرورة التركيز على اطلاق المفاوضات المباشرة، والاهتمام بالمسارات الثلاثة: المسار الفلسطيني الذي سيؤدي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعودة الاراضي المحتلة الى سوريا ولبنان، وحشد الاجماع الدولي لحل الدولتين".

وقال "كان الحديث منصبا على الخطوات القادمة من مختلف الاطراف بحيث يتحمل الجميع المسؤولية لان هناك فرصة حقيقية ان ضاعت قد لا تعود لسنوات قادمة، وهذا هو موقف جلالة الملك المعروف، التركيز على مبادرة السلام العربية وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة".

واعتبرت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي في تصريح مماثل ان الاردن والاتحاد الاوروبي "يرتبطان بعلاقات متميزة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فعلي الصعيد الاقتصادي تم خلال لقاء جلالة الملك مع رئيس المفوضية الاوروبية بحث العلاقات الثنائية، حيث يعتبر الاتحاد الاوروبي ثاني اكبر جهة مانحة للاردن، اذ تقدر المساعدات التي يقدمها الاتحاد للمملكة سنويا نحو سبعين مليون يورو بالاضافة الى الدعم الفني والتقني من خلال برامج التوأمة في كافة القطاعات مع الاتحاد الاوروبي والتي ساهمت في رفع سوية القطاعات المختلفة في المملكة".

واضافت جرى اليوم التاكيد على العلاقات الاقتصادية بين الجانبين من خلال حصول الاردن على "وضع متقدم للعلاقات مع الاتحاد الاوروبي بهدف تمكين الاردن من ان يكون مركزا اقليميا لعدد من القطاعات الحيوية التي تعود بالنفع عليه وعلى الاتحاد الاوروبي وتحديدا في قطاعات النقل والطاقة والتجارة".

واوضحت انه تم بحث السبل الكفيلة للوصول الى هذا الوضع المتقدم من العلاقات، وقد اكد رئيس المفوضية الاوروبية دعمه السياسي المطلق لحصول الاردن على مثل هذا الوضع، لافتة الى ان اللجان الفنية الاردنية والاوروبية ستجري من الان فصاعدا مباحثات خاصة بهذا الشأن.

من جهته اكد ممثل السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في تصريح الى التلفزيون الاردني ان اللقاء مع جلالة الملك كان مهما، "حيث تربطنا مع جلالته علاقات قوية، وقد تحدثنا في مجريات عملية السلام واخر التطورات في المنطقة خلال الاسابيع الاخيرة".

واوضح انه جرى البحث في كيفية العمل معا كدول عربية واتحاد اوروبي من اجل التوصل الى حل باسرع وقت ممكن.

واكد سولانا ان جلالة الملك يقوم بجهود مميزة لدفع عملية السلام وتحقيق السلام في المنطقة، وجلالته يتمتع "بمصداقية كبيرة ويحظى باهتمام كبير من قبل الجميع".