الملك يشارك في جلسة حوارية في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية

15 نيسان 2010
عمان ، الأردن

قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن قمة الأمن النووي في واشنطن حققت نجاحا كبيرا إذ أظهرت تكاتفا دوليا حول ضرورة العمل بشكل جماعي من اجل الحؤول دون وصول المواد النووي إلى المنظمات الإرهابية. وأضاف جلالته في جلسة حوارية مع مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، انه من الضروري وضع الأطر القانونية والمؤسساتية لتنسيق التعاون الدولي، لافتا إلى أن الأردن يؤيد مأسسة التعاون في متابعة المواد النووية والعمل على منع وصولها إلى الإرهابيين عبر تعاون استخباراتي يضمن تدفق المعلومات بشكل فاعل. وقال جلالة الملك "ان الرئيس اوباما ملتزم بشكل كامل بتحقيق السلام في المنطقة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولفت الى انه كان هناك أولويات داخلية مهمة في الولايات المتحدة الأميركية، وآمل ان يعودوا الى التركيز بزخم على المفاوضات بين الطرفين". وأضاف جلالته أن مباحثاته مع الرئيس الأميركي ركزت على سبل إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تضمن التقدم نحو حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأعرب جلالته عن أمله أن يعود السيناتور جورج ميتشل في المستقبل القريب إلى المنطقة لضمان انخراط الإسرائيليين والفلسطينيين في المفاوضات لأن عدم تحقيق تقدم في المفاوضات واستمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى إحداث أزمات جديدة. ولفت جلالته الى ان هناك توترا في المنطقة وانه عندما يكون هناك تعثر في المفاوضات وتوتر، فانه قد يؤدي الى انفجار الأوضاع وحدوث دوامات عنف وحروب جديدة سيتضرر الجميع منها.

وقال جلالة الملك ان هناك توترا في غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهناك بعضَ اللبنانيين الذين يقولون أن الحرب قد تكون مقبلة إضافة إلى التوتر الدولي مع إيران وهذه الأجواء لا بد من العمل على تخفيفها. وأكد جلالته ان عدم تحقيق تقدم في المفاوضات وإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تفضي الى حل الدولتين يضع علينا مسؤولية إبقاء الأمل حيا، لانه اذا لم تبدأ المفاوضات بشكل جدي فان بديل السلام هو الحرب التي قد تنطلق في أي وقت خصوصا اذا ما بقي الجمود والتوتر على حاله. وفي رد على سؤال حول وجود شريك فلسطيني في حال الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، أكد جلالته أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمثل السلطة الوطنية الفلسطينية وهي الحكومة الشرعية للفلسطينيين وان الرئيس أبو مازن مفوض للتفاوض باسم الشعب الفلسطيني. واضاف جلالته: هناك ايضا حكومة فلسطينية قادرة يقودها رئيس الوزراء سلام فياض بكفاءة عالية، والعالم يتعامل عادة مع الحزب الحاكم، وبالتالي لا يجوز استخدام حجة عدم تحقيق المصالحة لعدم إطلاق المفاوضات السلمية لان ذلك أمر لا تستطيع المنطقة تحمل تبعاته. وأعرب جلالته عن أمله في أن يتم التوصل إلى مصالحة بين حماس وفتح لان ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني وقدرتهم على خدمة قضاياهم. وفي رد على سؤال، قال جلالته أن استمرار التوتر في المنطقة ينعكس سلبا على جميع الدول مؤكدا ضرورة ان يتفهم المجتمع الدولي ان حل الصراع هو مصلحة دولية، لافتا الى ان الرئيس الأميركي السابق بوش كان قد أكد على ضرورة التوصل إلى حل للصراع عن طريق حل الدولتين وان الرئيس اوباما تقدم خطوة أخرى في هذا الاتجاه عندما ربط حل الصراع بالأمن القومي الأميركي. وقال جلالة الملك أن الأجهزة العسكرية الأميركية تعرف أن حل الصراع هو في المصلحة الوطنية الأميركية وان الجميع سيدفع الثمن في حال استمر هذا الصراع. وأضاف جلالته ان القضية الجوهرية في المنطقة هي القضية الفلسطينية وانه إذا لم يتم التوصل إلى حل لهذه المشكلة فان أحدا لن يأمن من نتائجها، لافتا جلالته إلى أن أميركا لها حضور في العراق وأفغانستان وهناك نقاط ساخنة أخرى وان حل القضية الفلسطينية يعتبر مدخلا للتعامل مع جميع قضايا المنطقة.

وفي الشأن العراقي، قال جلالة الملك انه يؤمن بالشعب العراقي وقدرته على بناء مستقبله، لافتا الى ان هناك تقدما ملحوظا كان قد انجز في العراق عبر السنتين الماضيتين وان الانتخابات كانت خطوة رئيسة في الاتجاه الصحيح حيث كان لصندوق الاقتراع أثر كبير على المجتمع العراقي. وقال ان هناك تفهما أعمق في المنطقة للشعور الوطني العراقي وان العراقيين يسيرون نحو الضوء رغم ان عملية تجاوز الأوضاع قد تأخذ سنة أو اكثر. وقال " أؤمن بالعراق والشعب العراقي، وأعتقد أن هذه مرحلة جديدة من حياتهم سيكون لها تأثير كبير على استقرار العراق وبالتالي على الدور الذي يجب أن تلعبه أميركا هنا. فأنا أرى أن لدينا قصة جيدة تتشكل هنا، وبالنهاية فإن العراقيين هم من سيحدد دور أميركا داخل العراق". واكد جلالة الملك ان العلاقة التي بناها جلالة المغفور له الملك الحسين وعدد من الرؤساء الأميركيين كانت قوية، وهي اليوم في القوة نفسها أن لم تكن أقوى من أي وقت مضى فنحن شركاء في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وردا على سؤال، قال جلالته: ان الإنجاز الذي لم يتمكن والدي وكذلك أنا من تحقيقه، هو حل القضية الأهم في الشرق الأوسط، القضية الفلسطينية الإسرائيلية، حيث لا زال لدينا الكثير من العمل لحقيق هذا الهدف الأسمى. وأشار جلالته إلى أن التحديات التي تواجه الأردن وبقية بلدان الشرق الأوسط هي أن 50 بالمئة من سكانه تحت سن 18 ما يعني الحاجة إلى تزويدهم بالتعليم وتوفير فرص عمل تلبي تطلعاتهم وعدم التوصل الى حل للمشكلات السياسية للمنطقة سيكون قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار. وقال جلالته ان مستقبل الأردن يرتكز على الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبناء وتقوية الطبقة الوسطى القادرة على أن تقود الأردن في الاتجاه الصحيح. وردا على سؤال، قال جلالة الملك ان دول المنطقة تريد تحقيق السلام والاستقرار لأننا جميعا نعاني من أي منطقة صراع واعتقد ان القادة العرب يتفهمون بالفعل أن تمكين الطبقة الوسطى يكون من خلال التعليم والتعليم والتعليم. وأشار جلالة الملك في حوار مع اعضاء المجلس خلال مأدبة عشاء تكريما لجلالته الى ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية من اجل تحقيق السلام لان البديل هو المزيد من العنف والصراع الذي سيدفع ثمنه الجميع. وأكد على ضرورة تحقيق تقدم سريع في المفاوضات لان هناك الكثير من التوتر في علاقات المجتمع الدولي مع إيران وهناك أيضا توتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية حيث ان بعض اللبنانيين يخشون من ان احتمال تفجر دوامة جديدة من العنف لا زال قائما. وزار جلالة الملك صحيفة شيكاغو تربيون والتقى رئيس وهيئة التحرير فيها حيث اكد جلالته ان حل الدولتين هو السبيل الوحيد لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الاوسط.