الملك يزور مقر شركة هانيرجي الصينية

بكين
09 أيلول/سبتمبر 2015

زار جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة الصينية بكين، اليوم الأربعاء، مقر شركة هانيرجي المتخصصة في قطاع الطاقة البديلة والمتجددة، والتي تعد من كبريات الشركات العالمية العاملة في هذا المجال.

والتقى جلالته، خلال الزيارة، رئيس مجلس إدارة الشركة، لي هيجون، وبحث معه سبل التعاون بين الأردن والشركة والاستفادة من قدراتها وخبراتها في مجال توليد الطاقة.

وكان الأردن وقع مع شركة هانيرجي مذكرة تفاهم لبناء مجموعة مشروعات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما ستقدم الشركة منحة لتطوير سعة شبكة شركة الكهرباء الوطنية، وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي الذي عقد في البحر الميت أيار الماضي.

وعبر جلالة الملك عن إعجابه بتجربة شركة هانيرجي، وتطلع الأردن للاستفادة من خبراتها، لافتا إلى أهمية أن تبحث الجهات المعنية في المملكة مجالات التعاون مع الشركة في هذا المجال، خصوصا الوزارات المعنية وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.

واستعرض رئيس مجلس الشركة أبرز المشاريع التي تنفذها هانيرجي في مختلف أنحاء العالم، وأكد تطلع الشركة لزيادة حجم استثماراتها في الأردن واعتماده كبوابة للولوج إلى أسواق المنطقة.

وجال جلالته في معرض لمنتجات الشركة في مجال توليد الطاقة، ويتضمن مشاريع كبرى تنفذها الشركة على نطاق محلي وعالمي.

واستمع جلالة الملك إلى شرح من مسؤولي الشركة عن التكنولوجيا التي تستخدمها في مجال الطاقة المائية (الهيدروبور)، والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطبيقاتها في الاستخدامات المنزلية وغيرها.

وأشاروا إلى أن الشركة نفذت أول وأكبر مشروع للهيدربور في الصين من خلال تقنيات حديثة، مثلما أن لديها عددا من المشاريع التي تعمل بالتكنولوجيا ذاتها بقدرة 6 جيجا واط.

واستثمرت الشركة في صناعة خلايا الطاقة الشمسية في الصين بقدرة إنتاجية وصلت إلى 3 جيجا واط، فيما وقعت اتفاقيات لإنشاء مصانع خلايا شمسية حول العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 10 جيجاواط.

واطلع جلالة الملك على تطبيقات يتم من خلالها تغليف الأبنية والعمارات والأبراج بالألواح الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية، ومجالات استخدام هذه التطبيقات في المصانع والمنشآت الصناعية، مثلما شاهد جلالته تطبيقات لوسائل إنتاج وتخزين الطاقة، ونماذج عرضت لطرق ممكنة لاستغلال الطاقة على الصعيد اليومي للأفراد والمؤسسات.

وأعرب جلالته، خلال اطلاعه على تكنولوجيا الطاقة النظيفة وطرق الإنتاج التي تعتمدها الشركة، عن إعجابه بالمستوى والقدرات المتطورة والتكنولوجيا المتخصصة في صنع الألواح الشمسية المولدة للطاقة.

كما شاهد جلالته عرضا تلفزيونيا عن تطور الاستخدامات البشرية للطاقة على مر السنين، والانتقال التدريجي والمراحل التي مر بها هذا القطاع، وصولاً إلى التكنولوجيا الحديثة في إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، وما حققته ثورة قطاع الطاقة في حياة الإنسان.

واستمع جلالته أيضا، إلى شرح، داخل المعرض، عن تقنيات ووسائل حديثة طورتها الشركة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية لتسهم في تقليل الكلف والتخفيف من الآثار البيئية السلبية التي تسببها وسائل الطاقة التقليدية.

ويقدم المعرض فرصة للاطلاع على نوع من السيارات التي تعتمد بشكل كلي على الطاقة الشمسية، وتشكل إنموذجاً متطوراً في هذا المجال.

وأعرب رئيس مجلس إدارة الشركة عن شكره لزيارة جلالة الملك، والتي تعكس مدى حرص واهتمام جلالته على النهوض بقطاع الطاقة في الأردن.

وعبر عن سعادته بالتعاون القائم بين الشركة والمملكة، من خلال بناء مشاريع طاقة شمسية وتعزيز قدرات شركة الكهرباء الوطنية، لتساهم في جزء من احتياجات المملكة في هذا القطاع الحيوي.

وشاهد جلالته، خلال الزيارة، فيديو عرض لمجمل المجالات المتطورة التي تعمل فيها الشركة، بالاعتماد على أفضل السبل الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في توليد الطاقة من مختلف المصادر البديلة والمتجددة.

ورافق جلالته في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الطاقة والثروة المعدنية، ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، والسفير الأردني في الصين.

وسيتم توقيع اتفاقية ما بين شركة هانيرجي ووزارة الطاقة والثروة المعدنية، على هامش الزيارة الملكية، وذلك لبناء مشاريع تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير 1000 ميجاواط.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم سيف إن شركة هانيرجي هي من أكبر الشركات في العالم التي طورت وسائل جديدة لتوليد الطاقة بتقنيات متعددة باتت بفضلها تستحوذ على حصة متنامية في السوق العالمي.

وقال إن اتفاقية سيتم توقيعها، على هامش زيارة جلالة الملك، لتبدأ الشركة بتنفيذ الجزء الأول من استثماراتها في الأردن التي تقدر بمليار دولار، مبينا أن هذا الجزء يتضمن إنتاج 1000 ميجاوط وهو ما يشكل ثلث حاجة الأردن من الطاقة المتجددة.

وهذا المشروع، بحسب الوزير، سينفذ على مراحل، وسيرافق تنفيذه مشاريع تنموية من بينها إنشاء مصنع في الأردن، وتدريب وتأهيل الكوادر التي ستعمل فيه.

وقال "ننتظر الآن البدء بتنفيذ المرحلة الأولى بطاقة 5 ميجاوط، ويجري العمل على تحديد المنطقة التي سيقام فيها المشروع الذي لا تنحصر مجالاته في الطاقة الشمسية بل تطال مجالات متعددة تقدم حلولا واستعمالات عديدة تلبي احتياجات الإنسان من الطاقة سواء في المدينة أو المناطق البعيدة عن المدن".

وبين سيف أن الشركة تنظر إلى الأردن ليكون المركز الإقليمي للتصنيع ونشر التكنولوجيا التي تنتجها في المنطقة، لافتا إلى أن نجاح الأردن في جذب شركة عملاقة مثل هانيرجي، من شأنه أن ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني.