الملك يجري مباحثات مع الرئيس المصري

05 آيار 2009
عمان ، الأردن

عقد جلالة الملك عبدﷲ الثاني وفخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك في القاهرة اليوم جلسة مباحثات ثنائية تناولت الجهود المبذولة حاليا لاطلاق مفاضات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفقا لحل الدولتين في سياق اقليمي يستهدف تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة.

ووضع جلالة الملك الرئيس مبارك في صورة المباحثات التي اجراها في واشنطن مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في الحادي والعشرين من الشهر الماضي والتي ركزت بشكل اساسي على اهمية الدور الاميركي في دفع مسيرة السلام واحراز تقدم حقيقي في مسار عملية التفاوض على اساس حل الدولتين في اطار المرجعيات المعتمدة وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية.

وشدد الزعيمان على اهمية اطلاق تحرك دولي فاعل لتهيئة الظروف الملائمة لاطلاق مفاوضات جادة في اسرع وقت ممكن وفق صيغة حل الدولتين الذي يشكل مدخلا لتحقيق السلام والامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.

واكد الزعيمان خلال المباحثات التي تخللها غداء عمل حضره كبار المسؤولين في كلا البلدين اهمية استمرار التنسيق والتشاور وبلورة موقف عربي موحد حيال مختلف القضايا والتحديات خدمة للمصالح العربية المشتركة.

وتطرقت مباحثات الزعيمين الى اخر المستجدات المتعلقة في الحوار الذي ترعاه القاهرة بين مختلف الفصائل الفلسطينية.

واكد الزعيمان ضرورة تحقيق التوافق والمصالحة الفلسطينية وانهاء حال الانقسام من اجل خدمة تطلعات الشعب الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.

وشدد الزعيمان على ضرورة وقف النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية كافة وطالبا بوقفها خصوصا في مدينة القدس.

واستعرض الزعيمان علاقات التعاون الثنائي وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية واعربا عن حرصهما على تمتينها بما يخدم المصلحة المشتركة في البلدين والشعبين الشقيقين.

وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جوده ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الرقاد والسفير الاردني في القاهرة هاني الملقي.

وحضرها من الجانب المصري وزير الخارجية احمد ابو الغيط ومدير المخابرات العامة الفريق عمر سليمان والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية سليمان عواد.

وتوجه جلالة الملك إلى العاصمة الألمانية برلين حيث يجري يوم غد مباحثات مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تركز على الأوضاع في الشرق الأوسط والجهود المستهدفة إعادة إطلاق المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة.

كما يبحث جلالة الملك مع وزير الخارجية الألماني فرانك اشتنماير علاقات التعاون الثنائي وآليات تطويرها في مختلف الميادين تحقيقا للمصالح المشتركة للبلدين.

وكان وزير الخارجية ناصر جودة قد اكد في تصريحات للصحافيين عقب المباحثات حرص جلالة الملك عبدﷲ الثاني على التنسيق مع اخيه فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك.

وقال ان جلالة الملك حريص كل الحرص على التشاور المستمر مع الرئيس مبارك لا سيما في هذه المرحلة التي تأتي بعد زيارة جلالته الاخيرة لواشنطن ومباحثات جلالته مع الرئيس باراك اوباما واركان الادارة الاميركية وقيادات الكونجرس والتي تركزت على الموقف العربي الخاص بالالتزام بالمبادرة العربية للسلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في اطار حل الدولتين والحل الشامل لكل قضايا المنطقة وهو الموقف الذى يعبر عنه الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بشكل مستمر والاستعداد لبدء مفاوضات جادة لتحقيق السلام.

وقال ان اجتماع جلالة الملك والرئيس مبارك اكد اننا لسنا بحاجة الى عملية مطولة او مسيرة جديدة للسلام وانما مفاوضات جادة ومباشرة تهدف الى تحقيق الحل العادل والشامل لقضايا المنطقة والالتزام بحل الدولتين مشيرا الى ان السلام فى الشرق الأوسط ليس فقط في مصلحة الأطراف المعنية مباشرة وانما لمصلحة الولايات المتحدة ولكل من يريد الاستقرار والسلام فى المنطقة.

وفيما يتعلق بممارسات الاستيطان الاسرائيلية قال جودة ان جلالة الملك عبدﷲ الثاني كان واضحا فى حديثه مع الرئيس اوباما بضرورة وقف الاستيطان والإجراءات الاحادية الجانب من جانب اسرائيل خاصة مايتعلق بموضوع القدس وجميع الإجراءات التى من شأنها ان تعرقل عملية السلام.

واعرب جودة عن اعتقاده بأن اهم اوراق الضغط التى يمتلكها العرب تتمثل في الإلتزام ألأميركي بحل الدولتين والحل الشامل لقضايا الشرق الأوسط وقال "اعتقد اننا سنرى خطة عمل للمضي قدما فى مفاوضات السلام".

وحول زيارة جلالة الملك الى المانيا قال وزير الخارجية انها تأتي في هذا الاطار حيث ان مباحثات جلالته اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين سوف تتناول عملية السلام انطلاقا من الدور المهم لالمانيا والاتحاد الاوروبي ولان السلام مصلحة جماعية تهم ايضا المانيا. من جهته اشاد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بنتائج زيارة جلالة الملك عبدﷲ الثاني للولايات المتحدة.

وقال ان جلالة الملك تحدث مع الاميركيين برسالة اردنية عربية مشيرا بهذا الصدد الى استقبال جلالة الملك قبيل مغادرته الى واشنطن لعدد من وزراء الخارجية العرب.

وفي رده على سؤال حول اهمية الموقف العربي الموحد ازاء عملية السلام قا ل ابو الغيط ان جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال اجتماعه مع الرئيس الاميركي عرض الموقف العربي إزاء السلام الذى تم بلورته في اجتماعه مع عدد من وزراء الخارجية العرب قبل توجهه الى واشنطن.

واضاف ان هذا الجهد يحمل تنسيقا عربيا والرسالة التى نقلها جلالة الملك عبدﷲ الثانى الى اوباما هى رسالة اردنية عربية والأسس التى تضمنتها تم الإتفاق عليها عربيا بشكل مسبق وفى مقدمتها المفهوم العربي لمبادرة السلام.

واتفق الوزيران في تصريحاتهما على اهمية الموقف العربي الموحد ازاء عملية السلام حيث ان هذا الموقف وتفعيل الجهد العربي مطلوب لا سيما مع توجهات الادارة الاميركية الجديدة ازاء السلام في الشرق الاوسط.