الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني وقوف الأردن وتضامنه مع الشعب الباكستاني في الظروف الصعبة التي يمر بها جراء الزلزال العنيف الذي ضرب أجزاء من الجمهورية الإسلامية الباكستانية في الثامن من الشهر الجاري مخلفا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى. وأعلن جلالته خلال المباحثات التي عقدها اليوم مع الرئيس بيرفيز مشرف في العاصمة الباكستانية إسلام أباد في ختام جولة آسيوية زار خلالها كلا من اندونيسيا وماليزيا استعداد الأردن لتقديم المزيد من المساعدات الإضافية التي يحتاجها الشعب الباكستاني لتجاوز المحنة الصعبة التي ألمت به، معربا عن تعازيه لذوي الضحايا بهذا المصاب الجلل ومتمنيا للجرحى الشفاء العاجل. وكان الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك أرسل قبل بضعة أيام مستشفى ميدانيا متكاملا وطواقم إغاثة وإنقاذ للمساعدة في علاج الجرحى والمصابين والمرضى جراء الزلزال الهائل الذي أدى إلى مصرع ما يزيد عن 25 ألف شخص، بالإضافة إلى طائرتي شحن عسكريتين محملتين بالمساعدات العينية والمواد الطبية والغذائية. من جانبه، أعرب الرئيس مشرف عن شكره لجلالة الملك لوقوفه إلى جانب الشعب الباكستاني في هذا المصاب الجلل، مقدرا عاليا سرعة استجابة الأردن وقيامه بتقديم يد العون والمساعدة العاجلة. واستعرض جلالته خلال المباحثات الجهود والتحركات التي يقوم بها الأردن دفاعا عن الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة والتصدي لحملات التشويه التي يتعرض لها، مشددا على أهمية مواصلة التنسيق بين الأردن والباكستان والدول الإسلامية الأخرى لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية. كما تناول جلالته خلال اللقاء أعمال المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد في عمان خلال شهر تموز الماضي والذي صدر عنه بيان من قبل أبرز علماء المذاهب الإسلامية ومفكريها في خطوة رائدة لترتيب أوضاع البيت الداخلي للأمة والتوجه للآخرين بخطاب متوازن ومتقدم. وبين جلالته أن رسالة عمان التي أطلقها الأردن خلال شهر رمضان المبارك من العام الماضي جاءت لتؤكد على جوهر الإسلام ومبادئه النبيلة التي تدعو إلى نبذ التطرف والإرهاب والتأكيد على سماحة واعتدال الدين الإسلامي العظيم. وفي هذا الإطار، ثمن الرئيس مشرف الجهود التي يقوم بها جلالة الملك نصرة للدين الإسلامي، مؤكدا على ضرورة تكاتف جهود أبناء الأمة الإسلامية للتصدي لمحاولات تشويه الدين الحنيف. وفي الجانب السياسي من المحادثات التي عقدت في القصر الرئاسي الباكستاني، كان هناك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط إلى الأمام وصولا إلى تمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المشروعة وتقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق السلام العادل والشامل. كما أعرب الزعيمان عن قناعتهما بضرورة بذل المجتمع الدولي للمزيد من الجهود لاستمرار عملية السلام بعد الانسحاب الإسرائيلي وفقا لما نصت عليه خارطة الطريق، بالإضافة إلى مساندة السلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لبناء المؤسسات القادرة على تحقيق طموحات وآمال الشعب الفلسطيني. وفيما يخص الوضع في العراق، شدد جلالة الملك والرئيس الباكستاني على حتمية مشاركة كافة أبناء العراق وعدم استثناء أي جهة من مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية هناك لإنجاح بناء العراق الآمن والمستقر والموحد. وتطرقت المباحثات، التي تخللها مأدبة إفطار أقامها الرئيس مشرف على شرف جلالة الملك والوفد المرافق له بعد أن أديا صلاة المغرب جماعة، أيضا إلى سبل تفعيل التعاون المشترك خصوصا في المجالات الاقتصادية والثقافية، حيث أكد جلالة الملك والرئيس الباكستاني على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع القطاع الخاص في البلدين على إقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية المشتركة بالإضافة إلى بحث سبل تبادل الخبرات التعليمية بين البلدين. وحضر المباحثات عن الجانب الأردني سمو الأمير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك وسمو الأمير راشد بن الحسن ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ونائب مدير الأمن الوطني مدير مكتب جلالة الملك بالوكالة معروف البخيت ووزير الخارجية فاروق القصراوي والسفير الأردني في إسلام أباد موسى العدوان. وحضر اللقاء عن الجانب الباكستاني رئيس الوزراء شوكت عزيز ووزير الخارجية خورشيد محمود قصوري.