الملك يجري مباحثات في براغ مع الرئيس التشكيي

06 نيسان 2009
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني والرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس حرصهما على تطوير وتعزيز علاقات التعاون الثنائي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين في كافة المجالات.

كما اكد الزعيمان خلال لقاء ثنائي عقداه في قصر الرئاسة في العاصمة براغ اليوم تبعه مباحثات موسعة بحضور الوفد المرافق لجلالته وكبار المسؤولين التشيك ان هناك فرصا عديدة لتوسيع قاعدة التعاون بين الاردن والتشيك والبناء عليها وبخاصة في المجالات الاقتصادية وقطاعات الطاقة البديلة ومشاريع البنى التحتية والنقل.

وعبرا عن حرصهما على ايجاد الظروف الملائمة لتحفيز العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال التوقيع على اتفاقيات ثنائية مستقبلا تسهم في تقوية هذه العلاقات ثنائيا وعلى صعيد العلاقات بين الاردن ودول الاتحاد الاوروبي الذي تتولى جمهورية التشيك رئاسته حاليا.

واعرب جلالته عن ارتياحه لمسار تطور العلاقات بين البلدين في المجال السياسي حيث ان هناك توافقا حيال العديد من المواضيع، ولكن جلالته اشار الى اهمية تطوير هذه العلاقات على المستوى الاقتصادي والثقافي وزيادة حجم التعاون التجاري والاستثماري بينهما.

وبحث الزعيمان كذلك تطورات العملية السلمية في المنطقة، حيث جرى التاكيد على ضرورة اعادة اطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتقدم باتجاه حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يرتكز على حل الدولتين.

وفي هذا السياق اكد جلالة الملك اهمية دور اوروبا في دعم جهود ومساعي تحقيق السلام في المنطقة.

واعرب جلالته في مؤتمر صحفي عقب اللقاء عن سعادته لزيارة براغ، حيث " نعمل على تقوية العلاقات بين بلدينا"، مشيرا جلالته الى الدور الذي يمكن ان يلعبه القطاع الخاص الاردني والتشيكي في تقوية التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

وقال جلالته "تربطنا بالتشيك علاقات سياسية قوية ونحن متفقون حول كيفية التعامل مع التحديات المختلفة في الشرق الاوسط"، حيث أكدنا خلال المباحثات ضرورة ان يشهد العام 2009 مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كي لا تبقى عملية السلام مجرد عملية لا نهاية لها.

وعبر جلالته عن تقديره للدور الذي تلعبه جمهورية التشيك من خلاله رئاستها للاتحاد الاوروبي في دعم جهود السلام في الشرق الاوسط، لافتا الى تطلعه للاستمرار في العمل مع الرئيس كلاوس والمسؤولين التشيك للمساعدة في دفع هذه الجهود.

من جانبه رحب الرئيس التشيكي بزيارة جلالة الملك واعتبر ان الزيارة تسهم في دفع علاقات التعاون والصداقة بين البلدين مؤكدا "ان الاتصالات بيننا ايجابية وتحفزنا على المضي قدما في تطوير العلاقات بين بلدينا والتي هي قوية على الصعيد السياسي وسنعمل على تقويتها في المجالات الاخرى".

وبين ان الازمة الاقتصادية العالمية تستدعي منا سواء في اوروبا او العالم العربي العمل سويا من اجل ايجاد الوسائل المناسبة للتصدي لها وايجاد اسواق جديدة.

ولفت الى انه بحث ايضا مع جلالة الملك القضايا المتصلة بالشرق الاوسط،" نحن نتفق مع الاردن حيالها".

وحضر المباحثات عن الجانب الاردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي والسفير الاردني غير المقيم في براغ مكرم القيسي.

وحضرها عن الجانب التشيكي وزير الخارجية كارل شوارزينبرغ ورئيس مكتب رئيس الجمهورية جيري ويجل والنائب الاول لوزير الخارجية توماس بوجار وسفيرة جمهورية التشكيك لدى الاردن ايفانا هولوبكوفا.

وكانت جرت لجلالة الملك مراسم استقبال رسمي في باحة قصر الرئاسة وسط العاصمة براغ حيث كان الرئيس كلاوس وكبار المسؤولين التشكيك في استقبال جلالة الملك.

واستعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني التشيكي.

واستعرض جلالة الملك خلال لقائين منفصلين في مقر اقامة جلالته مع رئيس الوزراء التشيكي ميرك توبولانك ورئيس مجلس الشيوخ بريميسل سوبوتكا علاقات التعاون بين البلدين وافاق واليات تطويرها في شتى الميادين وبخاصة في المجالات البرلمانية وميادين الطاقة والسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية.

وبين جلالته ان الاردن والتشيك يربطهما علاقات راسخة يمكن البناء عليها بما يحقق الفائدة المشتركة لشعبي البلدين.

كما تطرقت المباحثات الى تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط ، حيث اكد جلالته اهمية استمرار الاتحاد الاوروبي بمساندة جهود اعاده اطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على اساس حل الدولتين بما ينسجم مع مبادرة السلام العربية وصولا الى سلام دائم وشامل يوفر مستقبلا افضل واكثر امنا لشعوب المنطقة.

ووقع البلدان على هامش زيارة جلالة الملك لبراغ على اتفاقية تعاون ثقافي وبرتوكول اضافي لحماية وتشجيع الاستثمارات.

واشار جلالة الملك في مقابلة اجرتها مع جلالته صحيفة ليدوفي نوفيني التشيكية الى ان زيارته الى جمهورية التشيكك تتيح الفرصة لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين وبين منطقتي الشرق الاوسط واوروبا لافتا جلالته الى الدور المهم الذي تضطلع به التشيك لدفع جهود السلام في الشرق الاوسط بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الاوروبي.

واكد جلالة الملك اهمية استمرار المجتمع الدولي في تشجيع الاطراف للعودة الى طاولة المفاوضات بهدف انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي استنادا الى حل الدولتين ووفقا لمبادرة السلام العربية معتبرا ان ذلك يوفر لاسرائيل علاقات طبيعية مع كل الدول العربية مقابل الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ولفت جلالته الى ان على المجتمع الدولي التاكيد لاسرائيل ان اقامة الدولة الفلسطينية هو في صالحها باعتبار ان ذلك الحل الوحيد للصراع ولتحقيق السلام الشامل والدائم.

واستعرض جلالته ما يبذله الاردن من جهود في هذا الاطار ودعمه لبناء المؤسسات الفلسطينية وجهوده في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

واشار جلالته الى ان على اسرائيل ان تتخذ خيارا استراتيجيا نحو السلام، موضحا انه يجب ان يكون هناك التزاما بهذا الشان يتجاوز " ان تكون العملية بلا نهاية وان يكون التفاوض فقط لمجرد التفاوض"، وبحيث ينهي هذا الالتزام الصراع وفقا للحل الوحيد وهو حل الدولتين المقبول دوليا والمقبول من الكثيرين في اسرائيل.

وتطرق جلالته في المقابلة الى جهود البناء والتطوير لتحقيق التنمية في شتى المجالات في المملكة والى دور القطاع الخاص في هذا المجال مع التركيز على العنصر البشري وخاصة قطاع الشباب وتدريبه وتأهيله وتوفير البيئة التعليمية المناسبة له.