الملك يتسلم شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس

09 آب 2011
عمان ، الأردن

تسلم جلالة الملك عبدﷲ الثاني شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة القدس تقديرا لمواقف جلالته الشجاعة تجاه القدس والدفاع عنها وعن مقدساتها والحفاظ على الهوية العربية للمدينة ودعم جلالته لأهلها وتعزيز صمودهم، وتأكيدا على العلاقات الأردنية الفلسطينية الأخوية والتاريخية.

وعبر جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال حفل أقيم بهذه المناسبة في الديوان الملكي الهاشمي اليوم حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار المسؤولين ورؤساء الجامعات والشخصيات المقدسية، عن شكره على هذه المبادرة ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس، معتبرا جلالته أن الشهادة وسام شرف يشهد على "واجبنا التاريخي كهاشميين تجاه القدس الشريف".

كما أعرب جلالته عن تقديره لرسالة جامعة القدس الإنسانية، وحرصها على تمكيـن المواطـن العربي الفلسطيني بالعلم والمعرفة في وجه الاحتلال، ومحاولات التجهيل والاعتداء على الهوية الفلسطينية.

وأكد جلالته في هذا الشهر المبارك، مكانة القدس "الحاضرة في قلوبنا دائما، ومسؤولياتنا في حماية وصيانة المقدسات وعروبتها".

كما أكد جلالته الاستمرار في أعمال ترميم وصيانة الحرم القدسي الشريف، بمساجده وساحاته وأسواره والمدارس التابعة له، وتأمين احتياجات الأهل في القدس.

وقال جلالته " لن نتوانى عن أي جهد سياسي أو دبلوماسي أو قانوني لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من الاعتداءات الإسرائيلية، وذلك بالتنسيق مع إخواننا في السلطة الفلسطينية".

وعبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له بهذه المناسبة عن تقدير الشعب الفلسطيني لجلالة الملك عبدﷲ الثاني على ما يقدمه جلالته من دعم وتأييد للقضية الفلسطينية.

وقال" يسعدني حضور هذا الحفل، بمنح جلالتكم الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس.. القدس التي أولى جلاتكم جل اهتمامه للحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية.. القدس التي تحتضن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.. القدس التي كان لمكارمكم ومساعداتكم الفضل بصمود أهلها رغم كل ممارسات سلطات ا لاحتلال".

وأضاف " ليس هذا بغريب على جلالتكم وانتم خير خلف لخير سلف فقد حمل أعباء قضيتنا المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال حتى في أصعب ظروف مرضه وأوجاعه وآلامه، وكانت لحظات لا تنسى عام 1998 عند جاء إلى واشنطن ليبذل جهوده المباركة لإنقاذ علمية السلام".

كما أعرب الرئيس عباس عن شكره وتقديره لجلالة الملك لدعمه ومساعدته للأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، عبر قوافل الخير الهاشمية والتي لم تنقطع وكذلك المستشفيات الميدانية المستمرة في عملها.

وقال "إن الأردن شريك كامل لنا ومصالحه متداخلة مع مصالحنا، كما أن مواقفنا واحدة تجاه القدس والحدود والأمن واللاجئين والاستيطان وغير ذلك".

وأكد السعي لإتمام المصالحة الفلسطينية، مخاطبا جلالته بقوله" مستندين إلى دعمكم ودعم الأشقاء والأصدقاء لإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، عبر طلب العضوية لدولة فلسطين في الأمم المتحدة على حدود الرابع من حزيران 1967".
وتلا رئيس مجلس أمناء جامعة القدس أحمد قريع قرار مجلس أمناء الجامعة منح جلالة الملك عبدﷲ الثاني شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال العلوم الإنسانية.

وكان رئيس جامعة القدس الأستاذ الدكتور سري نسيبة استعرض مواقف جلالة الملك العديدة في نصرة القدس ودعم حقوق الشعب الفلسطيني ودفاعه عن قضايا أمته ودعمه لمسيرة التعليم الأمر الذي استوجب منح جلالته شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة.

وقال " ها هي يا صاحب الجلالة جامعة القدس، بل القدس بكبارها ومجلس الأمناء ومجلس الجامعة والأساتذة ترحل إليكم، وتحمل لجلالتكم على الأكف عرفانا بالجميل شهادة على طيب صنائعكم".


وفيما يلي نص كلمة الدكتور نسيبة ...

صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدﷲ الثاني ابن الحسين حفظه ﷲ ورعاه


صاحب الجلالة
وضع والدكم المغفور له بأذن ﷲ حجر الاساس لنواة جامعة القدس ، على رابية من روابي المدينة المقدسة في الخامس عشر من ذي القعدة سنة ( 1385) هجرية الموافق السابع من اذار سنة ( 1966) ميلادية التي كانت انذاك وقفا للايتام تعليما ورعاية وتربية ، هذا الحلم الذي كانت تحمله الامة بأسرها : علماء ومفكرين وسياسيين وقادة رأي كانوا جميعهم منذ اوائل ثلاثينيات القرن الماضي يريدون ان تكون لهم جامعة في بيت المقدس تعيد لهم تليد حضارة ملأت الدنيا نورا .

طالما حدثني وزير التربية والتعليم في المملكة الاردنية الهاشمية يرحمه ﷲ عام (1378) هجرية الموافق (1958) ميلادية انه تدارس وجلالة الملك الحسين طيب ﷲ ثراه في احياء حلم الامة فغدا هذا الحلم واقعا معاشا على ثرى بيت المقدس الطهور.

انتم يا جلالة الملك سليل الهواشم الذين حملوا هموم الامة منذ فجر الاسلام وعاهدتم كما اجدادكم على حمل هذا البيرق ، وعلى الرغم من كل القيود والمعوقات جعلتم القدس اخر ما تطلون عليه قبل النوم واول ما تسألون عنه عند الادلاج فعمرتم قبتها وتوليتم بلاطها وجددتم منبر اقصاها وانتفضتم لعبادها وعاينتم حتى اسباب سقوط شجرتها وانتصرتم لكنائسها رهبانها مسيحييها الصليب والهلال موروثها وموروثنا وانتم من رفع لها الصوت واليد : احذروا المساس بالجزء او انتقاص الكل "خط احمر " فاهتممتم بالتفاصيل كما هو الكل فنحن جميعا معكم يا صاحب الجلالة اهل رباط هذا المكان ولا فكاك لهذا الرباط مهما اذلهم الخطب .

انتم جلالتكم رعيتم التعليم واوقفتم موردا خاصا لطلبة المخيمات والمهمشين وتعهدتم الا يكون الفقر عائقا والا يكون العوز طريقا للجهل والا يكون ضيق ذات اليد حائلا من دون دخول الجامعات بكافة تخصصاتها فكنتم بذلك للفقر ضدا وللعلم سندا وللشباب الواعد عونا ومستقبلا هكذا انتم ابدا .

انتم جلالتكم من انتبه ونبه العرب لاستنهاض التعليم في مراحله كلها والارتقاء به لمواكبة التطورات التقنية في العالم المعاصر انتم من اعتبر ان لا ازدهار ولا تقدم الا بالثورة في مناهج التعليم كافة .

انتم جلالتكم تعهدتم مرضى الجسد خلف هذا النهر الذي ابدا جمعنا الذي ارتوينا من مائه على شاطئيه وسقى هذه الارض المباركة على ضفتيه فالجغرافيا لا تنفصل به وانما تعمر بوجوده وانتم القائل فهم اهلنا واشقاؤنا ونحن الاقرب اليهم في الدم والقربى والمعاناة والمصير ".

وقد عرف الناس عنايتكم التي لا تتوقف لمن عصفت بهم الامراض ناهيك عن سرطان الاحتلال واذابت الالام اجسادهم فوقفتم الى جانبهم بكل عطف وكرم واعدتم الامل الى نفوسهم والبسمة الى شفاههم والطمأنينة الى ذويهم هذا هو
نبلكم .

انتم جلالتكم سرتم على درب سلفكم تسعون لتحقيق العدالة ان غابت وتقفون مع المظلوم حتي ينجز حقه تصطفون متخفين في طوابير الشعب تؤلمكم أناته فيعلو الصوت احتجاجا وتكونون الاقرب لسماعهم وتنتخون لاخوة العشيرة وابن البلد تضربون مواقع الترهل والاعاقة وكأن فعلكم يقول : الملك هنا وهنا وهنا .

يا صاحب الجلالة ها هي جامعة القدس بل القدس بكبارها مجلس الامناء ومجلس الجامعة والاساتذة ترحل اليكم تحمل لجلالتكم على الاكف عرفانا بالجميل وتذكارا للخليل شهادة على طيب صنائعكم ,لهذا كله نرفع الى رئيس مجلس امناء الجامعة الموقر موافقة مجالس الجامعة وهيئاتها الاكاديمية ذات الاختصاص منحكم يا صاحب الجلالة ايها الملك عبدﷲ الثاني ابن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية درجة الدكتوراة الفخرية في هذا اليوم الاغر من سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة والف للهجرة الشريفة الموافق الحادي عشر والفين للميلاد .


وأقام جلالة الملك عبدﷲ الثاني مأدبة إفطار تكريما للرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق والحضور.
وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني التقى قبل بدء الاحتفال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث جرى بحث عدد من الموضوعات التي تهم الجانبين.

وتعد جامعة القدس، التي وضع جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال حجر الأساس لنواتها عام 1966، الجامعة الفلسطينية والعربية الوحيدة في منطقة القدس الشريف، وتضم 13 كلية في مختلف التخصصات.

ولدى الجامعة 26 مركزاً، وطاقم أكاديمي واسع الخبرة والمعرفة، وحصلت على المركز السابع على مستوى الوطن العربي من الناحية البحثية والعلمية .

ويدرس في جامعة القدس ، نحو 12 ألف طالب. ومنذ عام 1994 تسارع تقدم مستوى الجامعة الأكاديمي حتى حصلت حسب ترتيب عام 2009 على ثاني أفضل جامعة فلسطينية وأول جامعة على مستوى الضفة الغربية. وتميزت جامعة القدس بإدخال تخصصات جديدة ومتقدمة مثل التخصصات في علوم النانو وعلوم التنمية والقانون.

وتقدم جامعة القدس خدماتها الأكاديمية في مختلف التخصصات في درجتي البكالوريوس والماجستير، ويتبع الجامعة العديد من المؤسسات والمعاهد داخل مدينة القدس وفي الضفة الغربية وقطاع غزة من بينها تلفزيون القدس التربوي ومعهد الإعلام العصري.