الملك يترأس جانبا من جلسة مجلس الوزراء

عمان
05 آب/أغسطس 2018

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته إلى رئاسة الوزراء اليوم الأحد وترؤسه جانبا من جلسة مجلس الوزراء، أن واجب المسؤولين هو تقديم الأفضل للمواطنين والتواصل معهم بشكل مباشر ومتابعة احتياجاتهم.

وأعرب جلالته عن تقديره لنهج الحكومة التواصلي مع المواطنين، وقال "التواصل مهم جدا، وأنا أتابع جهودكم، وهو يعكس جدية في العمل".

وبالنسبة للأوضاع الاقتصادية، لفت جلالة الملك إلى أن الجميع يدرك التحديات الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن، ما يتطلب تعاونا بين الحكومة وجميع المؤسسات.

وأكد جلالة الملك ضرورة أن يكون هناك تركيز من الحكومة على تخفيف العبء عن الأردنيين، من خلال التعاون والتنسيق، والزيارات الميدانية للمحافظات، والاطلاع على التحديات التي تواجه المواطنين، مشددا جلالته على "أننا سنتغلب على التحديات التي أمامنا".

كما شدد جلالة الملك على أن "مكافحة الفساد أولوية قصوى بالنسبة للحكومة ولي ولجميع المؤسسات"، وقال جلالته "لكم مني كل الدعم".

وأثنى جلالة الملك على جدية الحكومة في التعامل مع قضية الدخان، وقال "رسالة لجميع الذين يريدون أن يعبثوا، هذا خط أحمر، ونريد كسر ظهر الفساد في البلد". وتابع جلالته "بكفي خلص بدنا نمشي للأمام".

وأعاد جلالة الملك التأكيد على أهمية تطبيق سيادة القانون وعدم التهاون مع أي شخص يتجاوز القانون، وقال جلالته إنه "لا أحد فوق القانون بغض النظر من هو أو هي".

وفيما يتعلق بالإشاعات واغتيال الشخصية، أكد جلالة الملك ضرورة التعاون وتكثيف الجهود لمواجهتها، وقال: نريد أن نطور بلدنا، ونعمل بشفافية ونحارب الفقر والبطالة، والواسطة والفساد، لكن من غير المسموح اغتيال الشخصية، والفتنة خط أحمر.

وأكد جلالته أننا نمضي للأمام بشفافية وبقوة، مشددا على أنه لن نسمح لأصحاب المصالح الشخصية والأجندات بأن يضروا بمصالح الوطن وأبنائه.

كما أكد جلالته أن على الجميع - وزراء ونواب وأعيان أو أي مسؤول - تكريس أنفسهم للعمل العام وخدمة المواطن، لتجاوز التحديات الاقتصادية والمضي قدما للأمام.

وأعرب جلالته عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة منذ تشكيلها، مؤكدا دعمه الكامل لهذه الجهود.

وأشار جلالة الملك إلى زيارته أخيرا للولايات المتحدة ولقاءاته في واشنطن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وأركان الإدارة والكونغرس، حيث جرى التأكيد على موقف الأردن الثابت والواضح من القضية الفلسطينية الذي يستند إلى حل الدولتين وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. 

وشدد جلالته، في هذا الصدد، على أن "موقفنا في الغرف المغلقة وأمام العالم هو موقف ثابت لا يتغير أبدا". مؤكدا في هذا الإطار على أن "لا ضغوط على الأردن".

وقال جلالته "أنا أسمع إشاعات كثيرة من الداخل والخارج، فمن أين يأتون بهذه الأفكار .. لا نعلم!".

ولفت جلالة الملك إلى لقاءاته مع قيادات ومسؤولين اقتصاديين في أمريكا، بهدف جذب الاستثمارات للأردن في شتى المجالات، وتوفير فرص العمل، والذين أبدوا رغبة في الاستثمار ودعم الأردن، واتخاذه مركزا إقليميا لشركاتهم.

وقال جلالته "لدينا بعض التحديات في الإجراءات وتحدثنا عنها أكثر من مرة، وسنعمل على تحسين الأمور، فالأولوية بالنسبة لنا محاربة الفقر والبطالة بأسرع وقت ممكن". 

واكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اعتزاز مجلس الوزراء بترؤس جلالة الملك لجانب من جلسة مجلس الوزراء والذي يشكل حافزا للفريق الوزاري على العمل بكل جدية واخلاص لتنفيذ رؤى وتوجيهات جلالته لرفعة الوطن وخدمة المواطنين.

ولفت رئيس الوزراء الى ان الحكومة بدات ومنذ تشكيلها بتبويب المحاور الاساسية التي تضمنها كتاب التكليف الملكي السامي، والذي ركز بشكل اساسي على شعور ونبض الشارع ووضع الشباب الاردني سيما في الملف الاقتصادي وتنشيط الاقتصاد واستحداث فرص عمل.

وأكد التزام الحكومة بتنفيذ التعهدات التي قطعتها لتحقيق جملة من الاهداف والبرامج الاصلاحية خلال أول 100 يوم من تشكيلها.

ولفت الى ان الحكومة ستعمل على تنفيذ حزمة من الاجراءات لتحفيز الاقتصاد وتوفير فرص عمل للاردنيين بشكل اساسي وبطريقة مختلفة عما كان سابقا حيث لم ينعكس النمو الذي حققه الاقتصاد في سنوات سابقة على الاردنيين بشكل مباشر.

ولفت الى ان الحكومة ستركز على تحسين نوعية الخدمات ذات الصلة المباشرة بحياة المواطنين وبشكل خاص في قطاعات التعليم والصحة والنقل مع التركيز على الكفاءة والادارة الجيدة لهذه الخدمات، مشددا على اهمية تعزيز بناء الثقة بين الحكومة والمواطن عبر العمل الميداني لتلمس مواقع الخلل والاستماع للمواطنين والاخذ بمقترحاتهم حول مستوى الخدمات وسبل تطويرها.

واشار بهذا الصدد الى التزام الحكومة بما تضمنه كتاب التكليف السامي بضرورة التواصل الميداني مع المواطنين، لافتا الى ان الحكومة ستوجد منصات لاستقبال شكاوى ومقترحات المواطنين وستعلن بكل شفافية عن قراراتها حتى لا تفتح المجال امام الشائعات المغرضة وحتى يكون هناك مستوى من الوعي حول ما هو حقيقي وما يقع ضمن الشائعات.

كما أشار إلى ان اعلان الحكومة ومنذ بدايات تشكيلها وبكل شفافية عن الية احتساب تسعيرة المشتقات النفطية التي كانت تشكل لغزا  للمواطنين جاء تعزيزا لاجراءات بناء جسور الثقة مع المواطنين، مضيفا ان الحكومة حريصة على نهج المكاشفة والمصارحة والحوار بشان قرارات مهمة ستتخذ خدمة للمواطنين وفي نفس الوقت قد تكون هناك قرارات صعبة يكون المواطن على معرفة بمبرراتها.

كما اكد التزام الحكومة بالاصلاح السياسي والاستمرار في هذا المشوار لتطوير الحياة السياسية، مؤكدا دعم الحكومة للقوات المسلحة والاجهزة الامنية لضمان استمرارها بالقيام بدورها الاساسي في المحافظة على امن وامان الوطن والمواطن.

وبشان القضايا المتعلقة بالمستوى  المعيشي للمواطنين وتوفير  فرص العمل،  اشار رئيس الوزراء الى ان الحكومة بدات باستكشاف برامج قد تكون محفزة للاقتصاد وتتوفر لدى الاردن موارد وقدرات فيها ولكنها غير مستغلة حتى الان ومنها على سبيل المثال التركيز على مشاريع للاسكان في المناطق المكتظة التي يوجد بها اراض للخزينة بحيث يتم انشاء مشاريع اسكانية للشباب بكلف وتمويل معقول موضحا ان هذه المشاريع ستكون جزءا اساسيا من توليد فرص العمل وتنشيط الاقتصاد على مستوى المحافظات.

ولفت الى ان الحكومة ستركز على قطاعات مهمة مثل تكنولوجيا المعلومات التي تشكل فرصة للشباب الاردني للتميز في مجال الابتكار والابداع ودعم الشركات الناشئة.

واكد وجود قطاعات واعدة وتنمو بشكل سريع  مثل قطاع السياحة، لافتا الى ان الحكومة لديها تصور واضح لاعادة السياحة العلاجية الى مكانها الصحيح والقها السابق.
  
واشار الى ان قطاع الزراعة يحتل مكانة مهمة على سلم اولويات الحكومة على الرغم من مساهمته القليلة في الناتج المحلي الاجمالي، مؤكدا ان اهمية القطاع تتاتى  من تحقيقه للامن الغذائي للاردن وتوليد فرص العمل للشباب.

من جهته قدم نائب رئيس الوزراء وزير الدولة الدكتور رجائي المعشر شرحا حول الحوار الذي بداته الحكومة حول مشروع قانون ضريبة الدخل والعبء الضريبي الكلي.

ولفت الى ان مسودة الدراسة التي اعدتها الحكومة اظهرت ان العبء الضريبي في الاردن يعاني من اختلالات عديدة اهمها التركيز على ضريبة المبيعات على حساب ضريبة الدخل حيث تعادل ايرادات ضريبة المبيعات اربع اضعاف ضريبة الدخل.

وقال الدكتور المعشر انه وانطلاقا من التوجيهات الملكية السامية باجراء حوار وطني حول مشروع القانون فقد عقدت اللجنة الوزارية للحوار حول مشروع القانون لقاءات مع كافة القطاعات وما زالت هذه اللقاءات مستمرة للخروج بتوافقات بشان مشروع قانون قوي وعادل ويحقق العدالة الاجتماعية ويراعي الطبقة الفقيرة والمتوسطة والدخول من خلاله الى العبء الضريبي وهيكله.

ولفت الى ان مشروع القانون سياخذ بالاعتبار جميع التوافقات التي نتجت عن الحوار ومنها محاربة التهرب والتجنب الضريبي وتطوير ادارة الضريبة واساليب العمل في دائرة ضريبة الدخل والمبيعات وفصل الادعاء العام عنها والحاقه  بالمدعي العام حتى لا يكون خاضعا لمدير الدائرة  وتطبيق نظام للفوترة.

واكد الدكتور المعشر انه ولغايات ماسسة العمل بين القطاعين العام والخاص سيتم تشكيل لجان قطاعية تضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص بحيث لا يصدر اي قرار اوتشريع  قبل عرضه على اللجنة التي ستدرس كافة الملاحظات الواردة من الجهات المعنية.

وتحدث وزير المالية عزالدين كناكرية حول القضية الاخيرة المتعلقة بمصانع الدخان وتهريبه للسوق المحلي، لافتا الى انه تم تحويل الملف الى محكمة أمن الدولة لتقوم بالاجراءات القانونية وانه تم الحجز والتعميم  على الاشخاص المشتبة بتورطهم بالقضية، مؤكدا التزام الحكومة بتوجيهات جلالة الملك بان لا حصانة لفاسد.

واكد الحاجة لزيادة القيود على استيراد ماكنات انتاج التبغ وعلى مدخلات انتاجه، مثلما أكد الحاجة لوضع تشريع لتنظيم زراعة التبغ في المملكة.

كما أكد أن متابعة وضعنا المالي الصعب يتطلب تخفيض النفقات ومحاربة التهريب وتعزيز الايرادات، لافتا الى أهمية نقل ارتباط المدعين العامين في دائرتي الجمارك وضريبة الدخل والمبيعات الى القضاء.

واستعرضت وزير الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي الاجراءات التي اتخذتها الحكومة فيما يتعلق باسعار وتسعير المشتقات النفطية، لافتة الى أن الحكومة قامت بتوضيح آلية تسعير المشتقات، واعلنت بشفافية عن مكونات أسعار المشتقات النفطية.

وقالت إنه يتم التفكير من الان فصاعدا بالتغيير قليلا في الآلية، بحيث تكون الضريبة على المشتقات النفطية مقطوعة وليست نسبية، وبحيث تنعكس على الكلفة الاصلية وليس رفعها مرتين على المواطنين.

وأشارت الى أنه سيتم أيضا تحديد سقوف سعرية وستتنافس شركات تسويق المشتقات النفطية في اطار هذه السقوف.

من جهتها أكدت وزير تطوير  القطاع العام مجد شويكه الحاجة لمعالجة الضعف في المتابعة والتواصل مع شكاوى واقتراحات المواطنين، مشيرة الى انه سيتم ايجاد منصة تفاعلية  موحدة لاستقبال شكاوى ومقترحات المواطنين  ومأسسة هذا العمل.

ولفتت الى ان الآلية التي سيتم الاعلان عنها الشهر المقبل تتضمن توحيد المنصات المتوفرة لدى المؤسسات والدوائر الحكومية وعددها 23 منصة، وتوحيدها في منصة واحدة ستوفر للمواطن إمكانية طرح الشكاوى والاقتراحات وقياس مدى ونسبة الاستجابة ورضا المواطن.

من جانبها، أشارت وزير الدّولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات إلى التحدّيات التي تواجه الحكومة على الصعيد الإعلامي، خصوصاً ما يتعلّق بالكمّ الكبير من المعلومات والشائعات التي يتمّ تداولها، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يضع الحكومة أمام مسؤوليّة مواجهتها.

ولفتت إلى أنّ الحكومة تدرس حاليّاً تطوير أدوات جادّة وحديثة من الممكن أن تسهم في مواجهة هذا التحدّي، والردّ على أيّ معلومة أو شائعة يتمّ تداولها بشكل مغلوط؛ مشيرة إلى أهميّة الشفافيّة والإفصاح والإدلاء بالمعلومة الدقيقة في هذا الجانب، وضرورة حجز مساحة للرواية الرسميّة عبر العالم الافتراضي الذي بات يحظى بأهميّة كبرى في تداول المعلومات.

وشدّدت غنيمات على ضرورة تكريس مبدأ سيادة القانون لمحاربة الممارسات غير القانونيّة التي تتمّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كاغتيال الشخصيّة وانتهاك الخصوصيّة، والتعدّي على حقوق الآخرين، مؤكّدة أهميّة التوعية والتثقيف للحدّ من هذه الممارسات.

وحضر الاجتماع رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته.