الملك يترأس اجتماعا للسلامة المرورية

24 آذار 2009
عمان ، الأردن

أعرب جلالة الملك عبدﷲ الثاني عن ارتياحه لما حققته إستراتيجية السلامة المرورية من نتائج أسهمت في تخفيض أعداد حوادث السير وبالتالي حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم.

وشدد جلالته خلال ترؤسه اجتماعا اليوم ضم الجهات المعنية بالسلامة المرورية على ضرورة الاستمرار في العمل ضمن منهجية واضحة ومؤسساتية مستدامة وعلى أسس راسخة من اجل تخفيض عدد الحوادث بشكل اكبر لان حماية المواطنين يجب أن تكون في أولويات عمل الجميع.

كما شدد جلالته على ضرورة تكاتف جهود جميع المؤسسات العامة والخاصة من اجل الحد من خطورة الحوادث المرورية.

ولفت رئيس الوزراء نادر الذهبي إلى اهتمام ومتابعة جلالة الملك بموضوع السلامة المرورية وما تم تحقيقه في هذا الشأن حفاظا على أرواح المواطنين، معتبرا أن حوادث السير تشكل هاجسا يتطلب التعامل معه ومعالجته بشكل موصول.

وبين خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي أن هذه الحوادث كانت في تزايد في السنوات الماضية تسبب عنها زيادة في عدد الإصابات وفي أعداد الوفيات وخسارة للاقتصاد الوطني.

وأشار إلى توجيهات جلالة الملك التي وردت في رسالة جلالته إلى الحكومة في مطلع العام الماضي حول حوادث السير والتي ركزت على ضرورة الالتزام ببدء محاربة هذه الظاهرة بشكل جدي ومنهجي، وتغيير ثقافة وممارسات السير ومراجعة منظومة التشريعات المرتبطة بتنظيم السير ودعوة المؤسسات والقطاعات الرسمية والأهلية للعمل معا وبلورة إستراتيجية مرورية من قبل مديرية الأمن العام وتكريس حملات توعية من قبل الإعلام وتوظيف احدث التكنولوجيات للمتابعة والمراقبة والتنفيذ العادل لتحرير المخالفات المرورية.

وبين أن الحكومة عقدت سلسلة من الاجتماعات الخاصة بموضوع السلامة المرورية بمشاركة جميع المعنيين من القطاع العام والخاص وممثلي وسائل الإعلام الذين كان لمشاركتهم الأثر الكبير بهدف العمل بمنهجية بعيدة عن الفزعة.

وأضاف أن النتائج الايجابية بدأت تظهر شهرا بعد شهر وكانت الإجراءات المتخذة التي عالجت الكثير من السلبيات بدأت تترجم بعد اقل من الحوادث وعدد اقل من الإصابات والوفيات.

واكد رئيس الوزراء اهمية الاعلام في تنفيذ البرامج التوعوية الضرورية, معربا عن امله في ان تستمر المسؤولية التشاركية بين مختلف الجهات الرسمية والاهلية للحد من حوادث السير.

وقدم مدير الأمن العام اللواء مازن القاضي إيجازا حول الإجراءات التي اتخذتها المديرية للحد من الحوادث المرورية والنتائج التي نجمت عنها بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني خلال العام الماضي، وقد تمثل ذلك في إعادة الهيكلة للإدارات المرورية وتفعيل التشريعات القانونية الخاصة في قانون السير، والتدريب واستخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة.

وبين أن الإستراتيجية التي تم تبنيها تهدف إلى إنشاء أنظمة تحكم مركزي للإشارات الضوئية داخل عمان بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى واستكمال نظام التحكم المركزي لهذه الإشارات والربط الآلي بين الإدارات المرورية وأقسامها في مختلف مناطق المملكة، وتنفيذ المرحلة الثانية من نظام تحديد مواقع الحوادث المرورية وتطوير غرف عمليات الإدارات المرورية بالأجهزة الحديثة المزودة بشاشات مرتبطة بكاميرات لمراقبة حركة السير على الطرق المهمة.

وأضاف انه تم رفد الإدارات المرورية بـ2286 ضابط وضابط صف وفرد وتم تأهيل وتدريب الكوادر البشرية وتم تعزيز الإدارات المرورية بـ 289 آلية مختلفة سواء.

كما تم تحديد المواقع الخطرة حيث تم تحديد610 نقاط سوداء في المملكة حيث تم معالجة420 نقطة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، كما تم تزويد الطرق الخارجية والداخلية بحوالي3000 شاخصة مرورية مختلفة وتم إنشاء جسور وممرات للمشاة في الطرق التي تشهد حركة سير كثيفة، وزيادة أعداد الكاميرات لضبط المخالفات والسرعة الزائدة، واستكمال مشروع التحكم المركزي للإشارات الضوئية الذي سيغطي120 تقاطعا، بالإضافة إلى البرامج والنشرات والندوات التوعوية التي تعمل مديرية الأمن العام على تنفيذها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وبين اللواء القاضي أن مؤشرات الحوادث المرورية أظهرت تحسنا خلال العام الماضي مقارنة مع عام2007 ، حيث انخفض عدد الحوادث عام2007 من111 ألف حادث إلى101 ألف حادث خلال العام الماضي بنسبة انخفاض9 بالمائة، كما انخفض عدد الوفيات من992 إلى740 حالة وفاة خلال ذات الفترة. فيما زاد عدد المركبات في المملكة من842 ألف عام2007 إلى920 ألف العام الماضي.

وقدم عدد من الوزراء والمسؤولين خلال الاجتماع ايجازات حول مساهمات وزارتهم ومؤسساتهم في الحد من الحوادث المرورية تنفيذا للاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية.

وبين وزير الشؤون البلدية المهندس شحادة ابو هديب ان الوزارة وضعت لاول مرة محورا للسلامة المرورية في استراتيجية الوزارة وفي المخططات الشمولية لمعالجة هذا المحور معالجة هندسية بهدف الحد من مشكلات المرورية خاصة ما يتعلق بفتح الطرق.

واشار المهندس ابوهديب الى الدورات التي تعقدها الوزارة للمهندسين العاملين فيها لمعالجة النقاط السوداء على الطرق.

واكد وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي ان الوزارة مستمرة في تنفيذ استراتيجيتها للسلامة المرورية والامن على الطرق من خلال مداخل مختلفة حيث تم تضمين34 مفهوما لها علاقة بذلك في المناهج الدراسية كما تم التنسيق مع امانة عمان ومؤسسة "حكمت" وغيرها من الجهات لتامين ممرات امنة للطلبة وتحديد وفتح ممرات جانبية لهم.

واشار الدكتور النعيمي كذلك الى العديد من البرامج التي تنفذها الوزارة لتوعية وتثقيف الطلبة حول السلامة المرورية، بالاضافة الى المسابقات المتعلقة بهذا الامر وسلوكيات واداب المرور.

واشار مدير مؤسسة "حكمت" للسلامة المرورية ماهر قدورة الى التعاون القائم بين المؤسسة ومختلف الجهات الرسمية في التصدي الى حوادث السير، لافتا الى ما تقوم به المؤسسة من انشطة ومهام وما نفذته من برامج على هذا الصعيد.

وتطرق نائب امين عمان المهندس عامر البشير الى جملة الاجراءات التي اتخذتها امانة عمان الكبرى خلال العام الماضي لدعم ومساندة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، كتأهيل جسور وارصفة المشاة وتحديث الشواخص المرورية وانشاء الحدائق المرروية وتحسين الانارة على الشوارع، وتخشين سطوح الاسفلت للتخفيف من الانزلاقات وتوزيع كاميرات السرعة المتحركة.

وبين مدير ادارة السير المركزية العميد عدنان محمود فريح ان التعاون سيتواصل مع وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الحكومية الاخرى ومع مؤسسات القطاع الخاص للحد من حوادث المرور، موضحا ان العام الحالي2009 خصص ليكون عاما للتوعية المرروية بهدف إيجاد جيل واع مروريا.

من جهته اشار رئيس الجمعية الاردنية للوقاية من حوادث الطرق محمد الدباس الى مهام الجمعية باعتبارها اول جمعية متخصصة في المملكة في مجال التوعية المرورية وبخاصة لطلبة المدارس وبالتعاون مع الامن العام والاجهزة المعنية الاخرى.

واكد الدباس ضرورة الاستمرار في الحد من حوادث الطرق وبخاصة داخل حدود البلديات كما اكد اهمية التثقيف المروري وتوفير المرافق المرورية الحيوية المختلفة كالارصفة.

وكانت الحكومة وضعت بداية العام الماضي الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية بالتنسيق مع مختلف الجهات الرسمية والاهلية بهدف توفير السلامة المرورية على الطرق والتخفيف من حوادث السير.

وتضمنت الاستراتيجية عدة محاور تتعلق بالتوعية والتدريب والتأهيل وهندسة المرور وخدمات الاسعاف والطوارئ.