الزاوية الإعلامية
وقع الاردن والبرازيل اليوم 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري والسياسي بين البلدين.
ووقعت الاتفاقيات خلال زيارة العمل التي بدأها جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكه رانيا العبدﷲ الى البرازيل اليوم المحطة الاخيرة في جولة جلالته والتي شملت اسبانيا وتشيلي والارجنتين وبحث جلالته خلالها مع الرئيس البرازيلي (لويس لولا دا سيلفا) اليات تفعيل التعاون الثنائي خصوصا في المجالات الاقتصادية.
واكد جلالة الملك والرئيس البرازيلي ضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقيات والثناء عليها لزيادة وتمتين التعاون بين البلدين.
وكان جلالة الملك عقد لقاء ثنائيا مع الرئيس البرازيلي حضره سمو الامير حمزة بن الحسين وسمو الامير راشد بن الحسن ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي قبل ان يعقد الجانبان جلسة مباحثات موسعة تم خلالها بحث الخطوات التي سيقوم بها البلدان لفتح افاق جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما.
وأكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني والرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا حرصهما على بناء علاقات تعاون قوية بين الاردن والبرازيل خاصة في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية والطاقة.
واعتبر جلالته خلال المباحثات مع الرئيس سيلفا التي جرت في قصر بلانالتو في العاصمة برازيليا أن هناك فرصا كبيرة لتطوير علاقات إستراتيجية بين البلدين تعود بالفائدة عليهما.
وفي ختام المباحثات حضر جلالة الملك والرئيس البرازيلي حفل التوقيع على اتفاقيات التعاون بين البلدين وهي اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري واتفاقية للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا واتفاقية تعاون سياحي واتفاقية تعاون في مجال التعليم وأخرى في مجال الثقافة.
ووقع الاتفاقيات عن الجانب الأردني وزير الخارجية صلاح الدين البشير ووزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي، فيما وقعها عن الجانب البرازيلي وزير الشؤون الخارجية سيلسو اموريم.
وأكد جلالته أن توقيع الاتفاقيات سيعزز ويؤسس لمثل هذا التعاون البناء بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص الأردني والبرازيلي، مشيرا جلالته إلى إمكانيات الاستفادة من الخبرات التقنية البرازيلية في مجال استغلال الصخر الزيتي كمادة بديلة للطاقة في الأردن.
ولفت جلالته خلال المباحثات إلى أهمية الجالية العربية في البرازيل والتي يصل تعدادها نحو 12 مليون نسمة في تعزيز آفاق التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي بين منطقتي الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.
وعلى صعيد التطورات السياسية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والتي شغلت حيزا واسعا من مباحثات الزعيمين، لفت جلالة الملك إلى أهمية الدور الذي تضطلع به البرازيل بصفتها قوة سياسية واقتصادية بارزة إقليميا وعالميا في دفع جهود السلام في المنطقة والعمل على مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة وفق حل الدولتين واستنادا الى قرارات الشرعية الدولية.
وحضر المباحثات عن الجانب الاردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية صلاح الدين البشير ووزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي والسفير الأردني في برازيليا رامز القسوس وعن الجانب البرازيلي وزير الخارجية سيلسو اموريم ومستشار الرئيس الخاص للشؤون الخارجية ماركو جارسيا ووزير التنمية والصناعة والتجارة ميجول جورج ووزير الزراعة رينهولد سيتفانز والسفير البرازيلي لدى الأردن فرناندو خوزيه ماروني.
واعتبر جلالة الملك في كلمة ألقاها خلال مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس سيلفا وعقيلته تكريما لجلالته وجلالة الملكة رانيا العبد ﷲ والوفد المرافق أن البرازيل بلد " صديق يحظى بالاحترام والتقدير"، لافتا إلى أن الاردن والبرازيل " يسيران على طريق التقدم من خلال عقد الشراكات لبناء المستقبل الأفضل".
وأكد جلالته أن الأردن يدعو باستمرار للتنمية والإصلاح في الشرق الأوسط، وتحقيق التكامل الاقتصادي وبما يتجاوز حدود المنطقة.
وقال جلالته "عملنا على إيجاد شبكة عالمية من الشركاء الاقتصاديين وأصدقاء السلام ونتطلع إلى البرازيل كرائدة وأنموذج يُحتذى في التقدّم".
وأعرب جلالته عن تقديره للبرازيل التي استضافت قبل ثلاثة أعوام أول قمّة بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية على دعمها لتعزيز التعاون بين الأردن ومنظمة ميركوسر التي تشكل رابع اكبر سوق متكامل في العالم وتكون 75 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي لأمريكا الجنوبية.
وأشار جلالته إلى دعم البرازيل لمساعي تحقيق العدالة للفلسطينيين، ودورها النشط المتمثل في دعم التسوية التي تقوم على حل الدولتين، مؤكدا جلالته في هذا السياق أهمية وجود اتفاقية شاملة لإنهاء النزاع توفر الأمن للإسرائيليين، والعدالة للفلسطينيين في دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وذات سيادة.
من جانبه رحب الرئيس البرازيلي بجلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكه رانيا العبدﷲ في زيارتهما للبرازيل والتي ستقوي العلاقات بين البلدين في المجالات كافة.
واعرب عن تقديره لجهود جلالة الملك لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدا استمرار بلاده في دعم مثل هذه المساعي ، مشيرا الى ضرورة تكثيف التعاون بين الدول العربية ودول امريكا اللاتينية، ورغبة البرازيل كذلك في بناء علاقات تعاون متميزة مع الاردن.
واتفق الرئيس " لولا" مع جلالة الملك على ان الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم خطوة مهمة لتطوير العلاقات بين البلدين.
ولفت الى اهمية القمة التي ستعقد في قطر العام المقبل بين قادة الدول العربية وقادو دول امريكا اللاتينية والجنوبية.
وفي بيان مشترك صدر عقب اجتماعات جلالة الملك عبدﷲ الثاني مع الرئيس البرازيلي ( لويس لولا دا سيلفا ) عبر الجانبان عن تصميمهما على تقوية العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.
واكد الزعيمان اهمية تقوية التعاون بين دول جنوب الجنوب وخاصة في المجالات الاقتصادية ، وفي ميادين التنمية الاجتماعية بما يصب في تحقيق مصالح شعوب الدول النامية.
كما اكدا تصميمهما على اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وفتح قنوات جديدة للتعاون الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص في البلدين على اقامة المشروعات المشتركة.
وناقش الزعيمان خلال المباحثات الازمة المالية والاقتصادية العالمية الراهنة وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد العالمي مؤكدين في هذ الصدد ضرورة التعاون بين مختلف دول العالم لمواجهة تداعيات هذه الازمة .
وعبر الجانبان على حرصهما لتقوية التعاون وتبادل الخبرات في مجال الطاقة المتجددة.
واعرب الزعيمان عن ارتياحهما للتقدم المتواصل والمستمر الحاصل على صعيد تقوية العلاقات بين الدول العربية واميركا اللاتينية بعد القمة التي جمعت قادة هذه الدول في البرازيل عام 2005.
وفيما يتصل بالاوضاع في العراق عبر الجانبان عن دعمهما للجهود الهادفة الى تحقيق المصالحة الوطنية وتثبيت الامن والاستقرار في العراق بمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي.
واكد جلالة الملك والرئيس البرازيلي اهمية العمل على ازالة سوء الفهم الحاصل بين مختلف الحضارات والثقافات من خلال اعتماد لغة الحوار.
وقبيل توجهه إلى مدينة ساو باولو حيث يلتقي يوم غد بفعاليات اقتصادية برازيلية ويلقي كلمة في منتدى الاستثمار الأردني البرازيلي اجتمع جلالته في لقاءين منفصلين مع رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب البرازيليين جاريبالدي الفس فيلهو وارليندو تشيناغليا جونير.
وجرى في اللقاءين اللذين حضرهما الوفد المرافق لجلالته بحث مجمل الأوضاع السائدة في منطقة الشرق الأوسط واليات تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وبخاصة في المجالات البرلمانية وتبادل الخبرات التشريعية ودور البرلمانيين الأردنيين والبرازيليين في تقوية الروابط بين شعبي البلدين.
وكان جرى لجلالة الملك عبد ﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ استقبال رسمي في باحة قصر الرئاسة في برازيليا حيث كان في مقدمة مستقبلي جلالتيهما الرئيس البرازيلي والسيدة عقيلته وكبار المسؤولين البرازيليين.
واستعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما فيما عزفت الموسيقى السلام الملكي الأردني والوطني البرازيلي.
وفي مقابلة مع محطة تلفزيون جلوبو البرازيلية تطرق جلالة الملك إلى الظروف المحيطة بعملية السلام والتحديات التي تواجه المنطقة.
وأشار جلالته إلى أن الناس ينتظرون ماذا سيحدث على الصعيد السياسي في إسرائيل وماذا ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى تتضح طبيعة الأولويات في المنطقة، معتبرا جلالته "أن القضية الجوهرية بالنسبة لنا هي دائما القضية الفلسطينية".
ونبه جلالته إلى أن التحدي في نهاية المطاف " هو أمام الإسرائيليين كي يقرروا فيما أنهم يؤمنون بحل الدولتين أم لا أو أنهم سيتمسكون بعقلية القلعة، وهذا سيكون أيضا تحد رئيس للمجتمع الدولي كي يشجع إسرائيل على المضي قدما نحو حل الدولتين".
ويذكر أن حجم واردات الأردن من البرازيل قد ازداد سبعة أضعاف خلال السنوات السبع الماضية فيما زادت الصادرات الأردنية إلى البرازيل ضعفين خلال نفس الفترة. ويميل الميزان التجاري بين البلدين لصالح البرازيل التي بلغت صادرتها إلى الأردن العام الماضي نحو 232 مليون دولار أمريكي، فيما بلغت الصادرات الأردنية للبرازيل ما يزيد قليلا عن 7 مليون دولار.