عقد جلالة الملك عبدﷲ الثاني ورئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، في عمان اليوم الاثنين، مباحثات تناولت آليات تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، ومستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية.
وتم التأكيد، خلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة جرت في قصر الحسينية بحضور كبار المسؤولين في البلدين، على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين الأردن وتركيا تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
وفي كلمة ترحيبية لجلالة الملك خلال المباحثات الموسعة، قال جلالته "بسم ﷲ الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته.
أخي العزيز، فخامة الرئيس،
باسمي وباسم الوفد الأردني والحكومة الأردنية والشعب الأردني، أرحب بك هنا في بيتك الثاني، ويسعدني وجودك هنا مرة أخرى.
كما أود أن انتهز هذه الفرصة لشكر فخامة أخي الرئيس على المواقف القوية الذي اتخذها إزاء التحديات التي شهدها المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، وعلى دعمه الأخوي للأردن أمام التحديات التي نواجهها جميعاً.
تبادلت والرئيس وجهات النظر حول العديد من القضايا التي تخص بلدينا، مما يذكرنا بعلاقتنا التاريخية التي تمتد عبر سبعين عاماً. وهذا مصدر فخر لبلدينا.
وسنستمر اليوم بمناقشة كيفية تحسين العلاقات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية، والاجتماعية بين بلدينا، وهناك العديد من الفرص في هذه المجالات.
إن البلدين قد تأثرا بالإرهاب والتطرف، وهذه أيضاً فرصة أخرى لي ولأخي لتعزيز العلاقات بين شعبينا.
أرحب بك، فخامة الرئيس، وبوفدك ترحيباً حاراً هنا في الأردن. إننا نسير بمواجهة التحديات في طريقنا يداً بيد، وسنتمكن من التغلب على جميع المصاعب أمامنا. شكراً".
من جانبه، قال رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، في كلمة له "أخي العزيز، جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، السادة أعضاء الوفد الأعزاء، نعود بهذه الزيارة إلى الأردن الأخ والشقيق بعد 9 سنوات، وباسمي وبالنيابة عن أعضاء الوفد التركي، أتقدم بالشكر الجزيل على حسن الاستقبال والاهتمام اللذين لقيناهما. باسمي وباسم بلدي أتقدم بالشكر الجزيل أيضا لأخي جلالة الملك على هذه الدعوة الكريمة لزيارة الأردن.
تجمعنا علاقات تاريخية، ولهذا العام 2017 أهمية خاصة على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، فهو يمثل الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات بين البلدين. وأتمنى أن تكون هذه الذكرى المهمة مناسبة تعود بالخير على بلدينا.
وباسمي وباسم بلدي أتقدم وفي هذه المناسبة بالشكر الجزيل لأشقائي الأردنيين على تضامنهم معنا في ليلة 14 تموز، ونحن كدولة وشعب تركي سنكون دائما وأبدا إلى جانب الأردن.
إنني على دراية بأن أخي العزيز (جلالة الملك) يولي أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية، وسنستمر في دعم دور الأردن في حماية المقدسات في القدس. وسنستمر بالعمل معا لمنع تكرار الاعتداءات والخروقات التي حصلت في المسجد الأقصى الشهر الماضي.
إن العالم الإسلامي والإقليم يمران بفترة حرجة، وعلينا أن نتضامن كمسلمين خاصة في هذه الفترة الحرجة والتي سيتحدد فيها مستقبلنا، وذلك عن طريق تعزيز التعاون والتشاور بيننا، وأنا أؤمن بأن المحادثات التي سنجريها اليوم، سواء الثنائية أم الموسعة بين الوفدين، ستكون مفيدة جدا. وأشكركم مجددا".
وحضر المباحثات سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، المبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير المخابرات العامة، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك، مقرر مجلس السياسات الوطني، ووزراء المياه والري، والدولة للشؤون القانونية، والنقل، والطاقة والثروة المعدنية، والدولة لشؤون الاستثمار، والسفير الأردني لدى تركيا.
فيما حضرها عن الجانب التركي وزراء الخارجية، والطاقة والثروة الطبيعية، والنقل، والاتصالات، والبحرية، والسفير التركي لدى المملكة، ورئيس جهاز المخابرات، وعدد من المسؤولين الأتراك.
وأقام جلالة الملك مأدبة غداء رسمية تكريما للرئيس التركي والوفد المرافق، حضرها عدد من كبار المسؤولين في البلدين.
وصدر في ختام مباحثات جلالته والرئيس التركي بيان مشترك، بين المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية التركية، تاليا نصه:
"استضاف جلالة الملك عبدﷲ الثاني ابن الحسين في الحادي والعشرين من شهر آب لعام 2017، أخاه فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة رسمية استغرقت يوما واحدا، حيث عقد الزعيمان مباحثات ثنائية تلتها موسعة تناولت سبل تعزيز وتوطيد التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وبما يخدم شعبيهما الشقيقين. كما ناقش الزعيمان التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وجهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وصدر بيان مشترك عقب المباحثات التي عقدها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان في عمّان.
يجمع المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية التركية علاقات أخوية راسخة، مبنية على الاحترام المتبادل، حيث يحتفل البلدان هذا العام بمرور سبعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأكد جلالة الملك وفخامة الرئيس التركي أهمية توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما بحثا آليات زيادة مستويات التبادل التجاري والاستثماري، داعيين إلى زيادة التعاون بين مسؤولي البلدين، من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية.
ودعا الزعيمان القطاع الخاص في كلا البلدين إلى مواصلة الجهود للنهوض بمستوى التعاون الاقتصادي، واستكشاف الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات، وزيادة الزيارات المتبادلة والخبرات بينهما.