الملك : مبادرة التعليم تستهدف جسر الفجوة الرقمية بين الاردن والعالم

عمان
24 كانون الثاني/يناير 2004

دافوس، 24/1/2004 (إدارة الإعلام والمعلومات - الديوان الملكي الهاشمي) - قال جلالة الملك عبدالله الثاني
في دافوس ان مبادرة التعليم في الاردن بدات ببرنامج طموح لجسر الفجوة
الرقمية بين الاردن والعالم من ناحية وبين المناطق المحظوظة والاقل حظا،
وبين الاغنياء والفقراء، في الاردن نفسه بحيث يتعزز مبدا تكافؤ الفرص
بين الاردنيين في المدينة والريف والبادية.



وترتبط مبادرة التعليم في الاردن، التي تركز على تطوير مئة مدرسة
ريادية استكشافية في الاردن تبني القدرات الابداعية لمعلميها وطلابها
وتعرفهم بالاساليب التعليمية الجديدة المتوافقة مع التطورات العالمية
في هذا المجال بالاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، بخطة طموحة
كلفتها نصف مليار دولار تنفذها وزارة التربية والتعليم على مدار خمس
سنوات لتطوير التعليم من اجل الاقتصاد المعرفي ومشروع شبكة الالياف
الضوئية الوطني.



وتتكون المبادرة من ثلاثة مسارات: المدارس الاستكشافية المئة، والتعليم
المستمر مدى الحياة، واخيرا تطوير صناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات
في الاردن.



وتعتبر هذه المبادرة التي صممها الاردنيون بالكامل نموذجا للشراكة
التنموية الكفؤة التي يسعى الاردن لتحقيقها بين القطاعين الخاص والعام
في الاردن من ناحية والشركات العالمية من ناحية اخرى بحيث لا تكون الاستفادة
من الشركات الدولية امرا ماليا فقط بل تتعداه الى الاستفادة من المعرفة
التقنية لهذه الشركات لبناء قدرات ذاتية اردنية وتطوير المناهج التعليمية
في الميدان الاردني بجهود معلمين ومشرفين تربويين يعرفون نقاط الضعف
ونقاط القوة في المنهاج ومدى تجاوب الطلاب معه واستفادتهم منه.



واعتبر وزير التربية والتعليم خالد طوقان الذي تطبق وزارته المبادرة
بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التخطيط والتعاون
الدولي عن القطاع الحكومي ان الاردن "شريك فعال في تطوير المبادرة وربطها
بمشروع اكبر وهو مشروع التطوير التربوي"، وهذا ما شعر به محافظو قطاع
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذين تبنوا هذه المبادرة العام الماضي
في البحر الميت.



واضاف طوقان للصحفيين الاردنيين المرافقين لجلالة الملك عبدالله الثاني
في زيارته الى دافوس ان مبادرة التعليم هو مشروع ريادي سيتم تعميمه على
بقية مدارس المملكة والاستفادة من نقاط القوة فيه اعتمادا على النتائج
المتحققة.



وقال طوقان "نريد ابداعا وبناء شراكات جديدة وليس فقط تحسين التحصيل
الدراسي للطلاب واداء المعلمين"، مشيرا الى تدريب كل معلمي التربية
والتعليم على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر بحلول العام المقبل وتصدير
الاردن لتكنولوجيا التعليم حتى الى دول العالم الاول مثل الولايات المتحدة.
وتدعم شركة سيسكو سيستمز الامريكية بقوة مبادرة التعليم حيث قامت الشركة
بالتعاون الوثيق مع معلمي وزارة التربية والتعليم ومشرفيها التربويين
ومع شركة روبيكون الاردنية بتطوير منهاج الرياضيات.



غدير الخطيب، احدى معلمات الرياضيات للصف التوجيهي التي ساهمت في تطوير
منهاجه لاغراض المشروع، وصفت ما فعلته للصحفيين في عمان بانه" نقلة
نوعية لنا للاستفادة من المناهج والوسائل التعليمية الموجودة على الانترنت،
كما ابدعنا نحن وسائلنا التعليمية الخاصة ووضعناها على الشبكة العنكبوتية
ليستفيد الطلاب من الصفوف الاول حتى الرابع من وسائل استيعاب الرياضيات
عن طريق اللعب." واشارت الخطيب الى وجود وسائل تعليمية ذات نوعية
مختلفة للطلاب الاكبر سنا يستطيعون تنفيذها، مضيفة: "حدثت زيادة في
مستوى التحصيل الدراسي. ونحن نطبق اولا باول ونجري استبيانات واختبارات
تحصيلية للطلاب لمعرفة مدى استفادتهم، مع مراعاة كل من الطالب الضعيف
والطالب المتفوق".



واكدت الخطيب الدور الجديد للمعلم في هذا المشروع. فلأول مرة يشارك
المعلمون في وضع المنهاج، كما ان المشروع يعطي المعلم في المدرسة حرية
اكبر في ابداع وسائل تعليمية جديدة لايصال المادة الى الطلاب.
والرياضيات هي المادة الثانية التي تتم حوسبتها بعد الفيزياء التي
حسبما يقول المسؤول في وزارة التربية والتعليم قاسم الشبول: "زادت نسبة
التحصيل الدراسي فيها بنسبة 30بالمئة لدى الطلاب الذين لجاوا الى وسائل
التعليم الالكترونية"، كما بينت دراسة اجرتها الوكالة اليابانية للانماء
الدولي "جايكا".



ويشارك القطاع الخاص الاردني بقوة في دعم مبادرة التعليم. فشركة "فاست
لينك" تدعم تطوير منهاج الكتروني لمادة العلوم من الصف الاول وحتى الثاني
عشر لا بالتبرع المالي فقط بل وبالدعم الفني كذلك. وقد شارك مديرها العام
محمد صقر في ورشة العمل التي عقدها المنتدى في دافوس يوم امس الجمعة.



كما تقوم شركة مايكروسوفت العالمية بالتعاون مع شركة منهاج بتطوير
منهاج الحاسوب. وقد قامت وزارات التربية والتعليم والاتصالات والتخطيط
بتطوير اطر العمل الخاصة بصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الوطنية
ودورها في بناء صناعة التعلم الالكتروني بالشراكة مع جمعية تقنيات المعلومات
في الاردن" انتاج" وشركة كوميرشل وير.



وقد حصلت مبادرة التعليم الاردنية والمناهج الدراسية المطورة فيها على
اعجاب المحافظين الذين حضروا العرض التقييمي لها وحصلت بعض المناهج على
عروض تسويقية في دول جديدة في العالم.

انتهى...