الملك في افتتاح المنتدى الاقتصادي: العام الحالي هو عام الفرص لإنهاء العنف وتحقيق السلام

18 آيار 2007
البحر الميت ، الأردن

أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني أن العام الحالي هو عام الفرص لإنهاء العنف وتحقيق السلام وبناء المستقبل الاقتصادي في المنطقة.

وقال جلالته في خطاب ألقاه اليوم، في حفل افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط الذي يعقد في منطقة البحر الميت، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدﷲ ومشاركة عدد كبير من القيادات السياسية والاقتصادية والإعلامية والفكرية العالمية، أن هناك فرصة تاريخية لتحقيق تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي الإسرائيلي في هذا العام، قبل أن تثقل المعاناة كاهل أجيال أخرى وقبل أن يحل المزيد من الدمار.

وأوضح جلالته أن الدول العربية منهمكة في جهد رئيسي لتحقيق تسوية عادلة للنزاع العربي الإسرائيلي، حيث جددت هذه الدول تبنيها لمبادرة السلام العربية بالإجماع.

ولفت جلالته إلى أن غياب السلام واستمرار ظروف الاحتلال أدى إلى تمزيق أوصال الحياة الفلسطينية. مؤكدا أننا في الأردن نعمل كل ما بوسعنا لبناء الزخم والدفع بالسلام الذي هو في متناول اليد لكن تحقيقه ليس سهلا.

وقال جلالته أن هناك إرادة عالمية جديدة لحل الأزمة في الشرق الأوسط التي لم تعد مجرد مشكلة إقليمية، لان نجاحنا في هذا الامر سيكون في مصلحة المنطقة بمجملها ومصلحة العالم.

وأكد جلالته أنه آن الأوان للتفكير في السلام لا كنهاية للنزاع ولكن كبداية لفرص ومزايا جديدة للناس في المنطقة، بحيث يشهدون عهدا تتحرر فيه الموارد البشرية والمالية لتحقيق الانجازات والازدهار على مستوى المنطقة ويوفر فرصا جديدة تتجاوز الحدود وتضاعف مزايا التنمية والاستثمار.

ودعا جلالته إلى وضع رؤية وتصور واضح لمرحلة ما بعد تحقيق السلام، تستفيد منها بالدرجة الأولى الأجيال الشابة التي تستحق أن تكون جزءا من منطقة مزدهرة وتقوم بدورها الحقيقي على المسرح العالمي.

وأعتبر جلالة الملك أن فترات الازدهار تعد فرصا هامة للسير قدما بالإصلاحات، والخروج بحلول إبداعية لبعض التحديات الأكثر إلحاحا في المنطقة، والتي تتمثل في المياه والبيئة وتطوير البنى التحتية.

وحث جلالته المشاركين على بدء حوار العمل الذي يستطيع أن يلهم منطقتنا ويقود مسيرتها إلى الأمام.

وخاطب جلالته المشاركين في أعمال المنتدى قائلا " إن المستقبل يبدأ من هنا مع هذا التجمع للقادة من مختلف أرجاء منطقتنا.. فأنتم الذين تستطيعون أن تهيئوا لمستقبلنا المبادرة والإلهام على جميع المستويات والتفكير بسعة أفق وإبقاء الأنظار مركزة على النتائج".

وختم جلالة الملك خطابه بتساؤله " ماذا عن اليوم الذي سيلي تحقيق السلام للمساعدة في الحصول على الإجابات التي تحتاجها شعوبنا"؟

وحضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السمو الأمراء ورئيس الوزراء ورئيسا مجلسي الأعيان والنواب وعدد من كبار المسؤولين.

ووعد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب جلالة الملك عبد ﷲ الثاني باستخدام "مصادرنا وقدراتنا وشجاعتنا وارادتنا لنضمن قدرتنا على مساعدتكم" على التعامل مع "اليوم التالي للسلام" الذي تحدث عنه جلالته في خطابه.

وشكر شواب لجلالته وضعه هذه التوجيهات التي تشكل اطار عمل للمنتدى الاقتصادي العالمي في الشرق الاوسط، مؤكدا التزام هذه المؤسسة بالعمل مع المنطقة لادخال طاقة ايجابية اليها تتعامل مع كل القضايا بطريقة متكاملة لا تفصل بين السياسة والاقتصاد والثقافة.

واكد على ان الحضور في قمة هذا العام هو الاكبر في تاريخ مؤتمرات المنتدى في الشرق الاوسط بوجود 11 رئيس دولة وحكومة وقيادات اهلية واقتصادية ودينية، قائلا ان هذا يرسل اشارة قوية الى العالم بان اهل المنطقة يريدون ان يتحكموا بمصيرهم ويبنوا حياة افضل لان امر تحقيق السلام والتعايش لا يمكن تركه بيد الحكومات فقط، وذلك حسب اقتباس من خطاب جلالته في منتدى دافوس بداية هذا العام.

ووصف شواب جلالته بانه قائد عالمي واقليمي ومحارب لا يكل من اجل السلام والاستقرار في المنطقة، قائلا انه يمزج التراث بالحداثة ويمضي نحو تحديث بلده بوجود جذور ضاربة في التاريخ والتراث الاسلامي.

ويستمر المؤتمر ثلاثة ايام يناقش خلالها قضايا اقتصادية وسياسية وثقافية تتعلق بالمنطقة مثل مستقبل الاحزاب الاسلامية، ومخاطر لامبالاة الدول المانحة، والاستقرار في الشرق الاوسط, ومن يتحمل مسؤولية القيادة؟، والقيادة والتعليم في العالم العربي، وهل يخذل العالم العربي شبابه، وقصص نجاح في التنمية وغيرها.

ويشارك في المؤتمر حوالي ألف شخصية من الدول العربية واعضاء المنتدى وزعماء دول.