رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني لمستقبل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والحوافز والتسهيلات المقدمة للمستثمرين كانت في صلب محادثات جلالته الاقتصادية مع المسؤولين في الصين التي ادركت في السنوات الماضية دور القطاع الخاص فمنحته صلاحيات واسعة اصبح بموجبها شريكا حقيقيا في عملية التنمية الشاملة التي حققتها الصين.

وفي بلد يزيد عدد سكانه عن المليار و 150 مليون نسمة قدم القطاع الخاص بالتعاون مع الحكومة تجربة فريدة حققت بموجبها نموا اقتصاديا تجاوز 10 بالمائة العام الماضي .

وفي اليوم الثالث لزيارة جلالته للصين كانت مشاريع تطوير منطقة العقبة الخاصة واشراك رأس المال الخاص والخبرة الدولية في تمويل وادارة القطاعات الصناعية والسياحية والتجارية والخدماتية والتقنية على رأس اولويات مباحثات جلالة الملك عبد الله الثاني مع المسؤولين الصينيين في منطقة سوزو الصناعية في شنغهاي .

ولمحاكاة التجربة الصينية في جذب الاستثمار الاجنبي حرص جلالته الاطلاع على المردود الفعلي للاستثمار الصيني السنغافوري المشترك والمتمثل في اقامة هذه المنطقة الصناعية التي اصبحت بعد ثمان سنوات على انشائها مدينة متكاملة تحتضن قطاعات اقتصادية مختلفة وشركات عملاقة فاقت استثماراتها المليار دولار العام الماضي .

واستمع جلالته خلال الزيارة التي رافقه فيها رئيس الديوان الملكي الهاشمي ووزير التخطيط ورئيس سلطة منطقة العقبة الخاصة ومديرة مؤسسة تشجيع الاستثمار الى ايجاز قدمه المشرفون على منطقة سوزو الاقتصادية حول التجربة الصينية في الانفتاح الاقتصادي وفي جذب رؤوس الاموال من دول جنوب شرق اسيا للاستثمار في المناطق الصناعية الحديثة التي اصحبت تشكل المحور الاساسي في نمو قطاعات التكنولوجيا والمواد الكيماوية والدوائية وغيرها .. كما ساهمت في زيادة وتنوع الصادرات الصينية الى دول العالم وخاصة بعد انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية .

وكان جلالة الملك عبد الله الثاني قد اكد ابان افتتاحه المنطقة الاقتصادية الخاصة في العقبة على ان الهدف من انشائها هو تطوير منطقة جنوب المملكة وتحسين مستوى معيشة المواطنين فيها والاسهام في الحد من البطالة ورفد خزينة الدولة من خلال العائدات الناتجة عن الاستثمارات العربية والاجنبية. وفي جولته بالمناطق الصناعية في شنغهاي حيث تتماهى الرؤية الصنيية مع رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في اقامة منطقة العقبة الخاصة من حيث الاعتماد على القطاع الخاص لتطويرها من ناحية واعطاء سلطة منطقة العقبة الخاصة الصلاحيات القانونية والادارية والتنظيمية التي تمكنها من الاستجابة لمتطلبات واحتياجات الاستثمار الخاص عبر نافذة استثمارية واحدة من ناحية اخرى.

وابدى جلالته اعجابه بالنجاح الذي حققته منطقة سوزو الصناعية التي يتمتع المستثمرون فهيا باعفاءات ضريبية وتسهيلات عديدة مكنتهم من توطين استثماراتهم وزيادتها ..ووجه جلالته الدعوة للقائمين على المنطقة والمستثمرين فيها لزيارة الاردن والاستفادة من خبراتهم والاطلاع على الخطط التي وضعتها سلطة العقبة الخاصة لتطويرها ولتمكين المستثمرين من الاطلاع على المناخ الاستثماري في الاردن وعلى المزايا والحوافز التي تقدمها سلطة منطقة العقبة الخاصة.